دمشق: قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي يوم الخميس ان مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات النووية في جنيف quot;أمر ايجابيquot; لكن فرنسا قالت ان القوى الكبرى مازالت ترغب في أن تقدم طهران مقترحات محددة لحل النزاع بشأن البرنامج النووي الايراني.
وقالت الولايات المتحدة يوم الاربعاء انها سترسل مبعوثا لجنيف للانضمام للمرة الاولى الى المحادثات النووية مع ايران لتؤكد لايران وغيرها أن واشنطن تريد حلا دبلوماسيا للازمة.
وقال منوشهر متكي وزير الخارجية الايراني في مؤتمر صحفي في دمشق ان quot; المشاركة الاميركية أمر ايجابي .. ونحن نتطلع لمشاركة بناءةquot; في اشارة لجولة المحادثات التي ستبدأ يوم السبت في جنيف.
وسيتوجه الدبلوماسي الاميركي ويليام بيرنز لجنيف للانضمام لخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ومسؤولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين لحضور المحادثات.
وتسعى القوى الدولية لرد أكثر تفصيلا من ايران على حزمة الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية المنقحة لوقف أنشطتها النووية السرية التي قد تفضي الى انتاج قنابل نووية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ان الحضور الاميركي سيكون quot; اضافة قويةquot; وان استعداد ايران لاجراء مزيد من محادثات مشجع رغم ردها الاولي برفض حزمة الحوافز.
وأضاف في تصريحات بالانجليزية للصحفيين بعد اجتماع أمني أوروبي في فيينا quot;نحن في انتظار البداية (المحادثات) ..تحدثت مع (وزير الخارجية الايراني منوشهر) متكي وكان منفتحا .. لكن منفتحا على ماذا بالتحديد .. هذا هو الحال دائما. نحن نتكلم ونتكلم مع الايرانيين لكن الامر ينتهي دائما بنهاية مخيبةquot;.
وقال ان طهران لم تتطرق بعد quot;لجوهر القضيةquot; وهو وقف تخصيب اليورانيوم أو تجميد مؤقت لخطوات توسيع أنشطة تنطوي على انتشار نووي لابقاء المحادثات الاولية مستمرة.
وأضاف quot;رد ايران (المكتوب) على عرضنا قال ..موافقون على الحوار.. لكن لا شيء عن التخصيب كما لو انهم لم يقرأوا رسالتناquot;.
وتابع quot;أعقد امالا كبيرة على هذه المحادثات. لكنني لا أتوقع شيئا منهم ( الايرانيين). أجرت فرنسا الكثير من المحادثات مع ايران (بشأن المسائل النووية) ولكنها لم تسفر عن أي شيءquot;.
وتقول ايران ان انشطتها النووية تهدف فقط لتوليد الطاقة وليس لتطوير قنابل نووية ورفضت مطالب دولية بوقف انشطة التخصيب.
وردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع ردا ايجابيا من ايران خلال محادثات جنيف قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للصحفيين quot;لا أعرف.quot;
واضافت quot;ما نريد ان نؤكده هو أن الولايات المتحدة تقف بثبات وراء هذه الدبلوماسية وتقف بثبات وراء حلفائنا وتتفق معهم. نأمل ان تصل هذه الرسالة الى الايرانيين.quot;
ويقول محللون ان واشنطن التي لا ترتبط بعلاقات مع ايران منذ عام 1980 سيكون لديها القدرة الاكبر على التحرك لتخفيف العقوبات الاقتصادية والسياسية الدولية مما يجعل المشاركة الاميركية حاسمة لحل الازمة.
وذكرت صحيفة بريطانية يوم الخميس ان الولايات المتحدة ستعلن الشهر القادم انها تعتزم انشاء قسم لرعاية المصالح الاميركية في طهران لاول مرة منذ 30 عاما.
وقالت صحيفة الجارديان في تقرير بالصفحة الاولى quot;ان هذه الخطوة ستشهد تمركز دبلوماسيين أميركيين في البلاد.quot;
واضافت ان هذا التطور quot;تحول ملحوظ في سياسة الرئيس جورج بوش الذي انتهج موقفا متشددا من طهران طوال فترة ولايته.quot;
وتزايد التوتر مع ايران خاصة بعدما اجرت طهران تجارب لاطلاق صواريخ الاسبوع الماضي مما رفع اسعار النفط واثار قلق اسرائيل ودفع واشنطن الى قول انها ستدافع عن حلفائها ضد اي هجمات محتملة.
وقالت الادارة الاميركية انها لن تغير موقفها من انها ستشارك في محادثات شاملة مع ايران فقط في حالة وقف انشطة تخصيب اليورانيوم.
رايس تقول انه ليس واضحا ما اذا كانت ايران سترد بايجابية
من ناحيتهاقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم الخميس انها لا تعرف ما اذا كانت ايران سترد بايجابية في مطلع الاسبوع القادم على عرض حوافز قدمته القوى الكبرى مقابل تجميد الانشطة النووية الايرانية الحساسة.
وردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع ردا ايجابيا من ايران اثناء محادثات في جنيف يوم السبت سيشارك فيها مبعوث اميركي كبير قالت رايس للصحفيين quot;لا أعرف.quot;
واضافت quot;النقطة التي نوضحها هي ان الولايات المتحدة تقف بثبات وراء هذه الدبلوماسية وتقف بثبات وراء حلفائنا وتتفق معهم. نأمل ان يتلقى الايرانيون هذه الرسالة.quot;
وقررت رايس هذا الاسبوع ارسال ثالث اكبر مسؤول في وزارة الخارجية وليام بيرنز للانضمام الى اجتماع مع مفاوض ايران النووي يحضره ايضا خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ومبعوثون اخرون من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا.
ومن المتوقع ان تقدم ايران ردها على عرض طرحته الشهر الماضي القوى الكبرى يشمل حوافز مالية ودبلوماسية فضلا عن التعاون في تطوير برنامج مدني للقوى النووية.
وقالت رايس quot;سنرى ما سيقوله الايرانيون.quot;
واضافت ان حضور بيرنز وهو تحول شديد في سياسة الولايات المتحدة المعتادة الرامية الى عزل ايران سيوضح لايران ان موقف المجتمع الدولى موحد.
وقالت quot;نحن...نعرض على الايرانين سبيلا للمشاركة حقا مع المجتمع الدولي لكننا نصر ايضا على انهم يحتاجون الي تعليق برنامجهم بصورة يمكن التحقق منها من اجل الدخول في مفاوضات.quot;
وفي حين سيتوجه بيرنز الي جنيف لحضور المحادثات فان الولايات المتحدة قالت انها لن تبدأ مفاوضات شاملة مع ايران الا اذا تخلت عن تخصيب اليورانيوم الذي يعتقد الغرب ان موجه لتطوير سلاح نووي بينما تقول ان ايران انه من اجل توليد الطاقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون مكورماك ان بيرنز سيتوجه بعد محادثات جنيف الي ابو ظبي يوم الاثنين لاطلاع رايس شخصيا على المحادثات.
وتتوقف رايس في الخليج في طريقها الى سنغافورة لحضور اجتماع لوزراء جنوب شرق اسيا.
وتبحث الولايات المتحدة فتح قسم لرعاية المصالح في ايران للمساعدة في تحسين العلاقات معها. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران عقب الثورة الايرانية في عام 1979 .
وقال مكورماك ان المسألة لن تناقش في المحادثات مع المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي.
واشار بيرنز في شهادة الاسبوع الماضي الى ان دارة بوش تبحث المسألة وقال quot;فكرة قسم رعاية المصالح فكرة مثيرة للاهتمام وتستحق بحثها بعناية. لا يمكني قول اكثر من ذلك.quot;