القدس: في أعقاب اختبارات الصواريخ التي أجرتها ايران مؤخرا، استجابت اسرائيل بكلمات قاسية قائلة انها لن تتردد في اللجوء إلى العمل العسكري حال تعرض مصالحها الحيوية لتهديد.

ورغم التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط يقول محللون ان عوامل عديدة قد لا تجعل اسرائيل تشن هجوما على ايران فى المدى القريب.

توترات متصاعدة في الشرق الأوسط:

وقداعلن قائد القوات الجوية الايرانية أحمد ميغاني يوم الثلاثاء الماضي ان الجيش الايراني سيجرى مناورات واسعة النطاق قريبا في مسعى لاظهار القوة الدفاعية والقتالية لقواتها الجوية فيما يتعلق بممارسة آلية الحماية.

كما أنهت قوات الحرس الثوري الاسلامي الايراني للتو مناورات عسكرية اجرتها في الخليج تحت اسم quot; الرسول الاعظم 3quot; لتحسين استعدادها القتالي وقدرتها القتالية. وخلال هذه المناورات اختبرت ايران بنجاح اطلاق صواريخ جديدة طويلة ومتوسطة المدى من بينها صاروخ شهاب 3 الذي يمكنه ضرب هدف على بعد ألفي كم.

وعقب اختبارات الصواريخ الايرانية، حذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من أن بلاده لن تتردد في اللجوء الى العمل العسكري عندما تتعرض مصالحها الرئيسية للتهديد.

كما وصف باراك العمل الايراني على أنه quot; ليس تحديا لاسرائيل فقط ولكن للعالم بأسره.. ان اسرائيل أقوى دولة بالمنطقة واثبتت في الماضي انها لا تخشى اتخاذ عمل عندما تتعرض مصالحها الحيوية لتهديدquot;.

تصاعدت حدة التكهنات بوقوع مواجهة عسكرية بين اسرائيل وايران منذ اجراء اسرائيل مناورات جوية كبرى في الشهر الماضي.

ونقلت صحيفة ((نيويورك تايمز)) ان الجيش الأميركي يظن أن المناورة العسكرية الكبرى التي أجرتها اسرائيل في أوائل يونيو كانت تدريبا على امكانية شن هجوم على منشآت نووية ايرانية.

قال بعض المسئولين الأميركيين ان المناورة الاسرائيلية بدت وكأنها جهد لتطوير قدرة الجيش على تنفيذ هجمات طويلة المدى ولاظهار الجدية التي ترى بها اسرائيل البرنامج النووي الايراني.


تنسيق سياسي بين اسرائيل والولايات المتحدة:

من المتوقع أن يقوم باراك بزيارة الى الولايات المتحدة في المستقبل القريب لعقد محادثات مع كبار المسئولين الأميركيين بشأن ايران، وكان من المقرر أن يقوم بزيارة تستمر ثلاثة أيام لواشنطن بداية من يوم الاثنين الماضي غير أن الزيارة تأجلت فيما بعد.

وكذا من المتوقع أن يتوجه جابي أشكينازي رئيس الأركان العامة بجيش الدفاع الاسرائيلى إلي واشنطن قريبا في جولة لعقد محادثات مع قادة الدفاع الأميركيين ومن بينهم مايكل مولن رئيس الأركان المشتركة.

وقبل زيارتي باراك وأشكينازي المرتقبتين، عقد مير داجان رئيس الموساد محادثات مع مسئولين استخباراتيين بارزين في واشنطن.

قال مسئول حكومي اسرائيلي بارز ان جولات كل من داجان وباراك وأشكينازي في واشنطن جزء من quot;مشاورات روتينية وثيقةquot; تعقد بين اسرائيل والولايات المتحدة.

ومع ذلك يظن محللون ان هذه الزيارات ستكون جزءا من سلسلة من المشاورات التي تهدف بوضوح إلى تنسيق السياسات ضد التهديد النووي الايراني.

تقول مصادر ان تل أبيب تحاول بالحاح اقناع واشنطن بأن ايران أقرب الى عبور العتبة النووية مما تظنه واشنطن.

يذكر أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون ايران بمحاولة تصنيع أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران وتصر على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

اسرائيل قد لا تشن هجوما على ايران فى المدى القريب:

قالت ادارة بوش انها تركز على الدبلوماسية لحل القضية النووية الايرانية رغم أنها تصر على أن واشنطن لن تلقى بأي quot;خيار من على الطاولةquot;.

في الأسبوع المنقضي اتهمت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الأبيض ايران بتحدى الالتزامات الدولية باجرائها الاختبارات الصاروخية ولكنها اصرت على ان البيت الأبيض ما زال يحاول حل القضية من خلال الدبلوماسية.

وعلى الجانب الاسرائيلي، ورغم أن باراك أصدر تحذيرا قوي اللهجة إلى ايران، الا ان وزير الدفاع شدد على ان التركيز في الوقت الحالي منصب على فرض عقوبات واتخاذ عمل دبلوماسي، وان اسرائيل يجب أن تتصرف بحرص.

وأضاف باراك قائلا: quot;لابد من وضع ردود فعل أعدائنا في الحسبان، كل من حماس وحزب الله والسوريين والايرانيين، فهناك نشاط يجري حولنا، وهناك امكانية لوقوع مواجهةquot;.

كما قال من ناحية أخرى ان هناك امكانية لعقد اتفاقات لاسيما مع الفلسطينيين والسوريين، وأضاف أن اسرائيل لديها مسئولية أخلاقية تدفعها للاستفادة القصوى من أية فرصة للتوصل إلى اتفاق مع جيرانها.

ويوم السبت الماضي حذر مجتبى ذو النور نائب ممثل المرشد الديني الاعلى بايران آية الله علي خامينئي في الحرس الثوري الاسلامي الايراني، من أن طهران ستستهدف قلب اسرائيل و 32 قاعدة أميركية في الشرق الأوسط اذا تعرضت ايران لهجوم.

يقول محللون ان اسرائيل قد لا تهاجم ايران فى المدى القريب في ظل موقف الولايات المتحدة من القضية النووية الايرانية ومخاوف تل أبيب من اجراءات انتقامية محتملة قد تتخذها ايران واعتبارات أمنية أخرى بالمنطقة.

قال مصدر بالحكومة الاسرائيلية انه من المغالاة تخيل أن لزيارات داجان وباراك وأشكينازي إلى واشنطن صلة بتشكيل خطط عمليات لأى نوع من العمل العسكري ضد ايران.

ووفقا للمصدر ذاته فان اسرائيل لم تتخذ أي قرار في هذا الشأن ومن المحتمل بشكل كبير ألا تقوم بأي عمل احادي الجانب.