تظاهرات في أربيل ضد قانون انتخابات المحافظات العراقية
56 الف عسكري بدأوا بديالى هجومًا ضد آخر معاقل القاعدة
أسامة مهدي من لندن: باشر 56 ألف عسكري عراقي اليوم عماية عسكرية ضخمة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد للقضاء على آخر معاقل تنظيم القاعدة في العراق حيث بدأت القوات مداهمات مسلحة في عاصمتها بعقوبة بالترافق مع فرض حظر شامل للتجوال في انحاء المحافظة .. بينما خرج آلاف الأكراد في تظاهرات شعبية بمدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان ضد قانون إنتخابات مجالس المحافظات في اليوم الثاني من سلسلة تظاهرات قررت الأحزاب الكردية تنظيمها في محافظات البلاد الشمالية. ويشارك في هذه العملية العسكرية الضخمة في محافظة ديالى والتي أطلق عليها quot;بشائر الخيرquot; 56 الف عسكري للقضاء على اخر معاقل القاعدة القوية في العراق . وقد تم ارسال 24 الف عسكري الى المحافظة (65 كم شمال شرق بغداد) التي بدأ فيها حظر للتجوال منذ صباح اليوم لتعزيز قواتها البالغة 18 الف شرطي و14 الف مقاتل من الجيش العراقي.
وقال مواطن عراقي في مدينة بعقوبة عاصمة المحافظة في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot; ان قوات الامن بدأت بمداهمات لاحياء ومنازل في المدينة يشك بوجود عناصر مسلحة او متعاونين معها فيها حيث تم فعلا مصادرة كميات من الاسلحة. واشار الى ان المدينة لم تشهد لحد معارك كبيرة بين القوات العراقية والمسلحين بالرغم من سماع اصوات اطلاق رصاص متفرقة . واضاف ان القوات الامنية قد انتشرت مع آلياتها في احياء المدينة الشرقية والغربية على الخصوص.
ومن جهتها قالت القوات الاميركية في بيان الى quot;ايلافquot; ان طائرات الهليكوبتر المحملة بالجنود تقوم حاليا بالمساعدة في تطهير بعض المناطق من المسلحين . واضافت ان السرية quot; الصارمةquot; من الهليكوبتر تقوم في تسلسل منسجم بنشاطات في شرقي المحافظة ديالى حتى تصل القوات الارضية بسلامة الى مواقعها. واشارت الى ان هذه السرية اشتركت في عملية التطهير عبر الجو . وقال الملازم الاول داوود شيرك quot;نحن هنا لنبحث عن تنظيم القاعدة بالعراقquot; . واضاف ان quot;مهمة اليوم عملية مشتركة مع الجيش العراقي في القيادة. هم يشكلون دورًا قياديًا لأنهم يعرفون ما يبدو مختلفًا. لديهم احساس أحسن بأشياء غير طبيعية. هم اكثر ادراكا أين يخبئ الناس شيئا.quot;
واكد قائلا quot;سوف يتم تفتيش البيوت واحدا تلو الآخر للبحث عن اشخاص في قائمتنا. اذا لقينا أي واحد غير موجود في قائمتنا فيمكننا تدوين بصمات أصابعهم بالجهاز الخاص لجمع المعلومات الشخصية. وقال quot; نفتش القنوات نفتيشًا كاملا ونحرقها لأن عناصر تنظيم القاعدة بالعراق يحبون تخبئة أسلحتهم داخلها.quot;
وتهدف هذه العملية الى تطهير محافظة ديالى من المتمردين وعناصر القاعدة والميليشيات الذين لا يزالون ينشطون فيها والتي شهدت في الايام الاخيرة تفجيرات انتحارية نفذتها نساء ذكرت تقارير انهن زوجات او خوات عناصر مسلحة قتلتها القوات العراقية والاميركية . وقد انيطت مسؤولية تنفيذ العملية بالجيش العراقي فيما يقوم الجيش الاميركي بدور المراقبة والتدخل عند الحاجة وخاصة من خلال دعم الطيران. وكان اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية قال في مؤتمر صحافي مشترك مع الادميرال باتريك دريكسول المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات الثلاثاء الماضي ان العملية quot;ربما ستكون المحطة الاخيرة لقواتنا ضد الخارجين على القانونquot; بعد ان كانت القوات العراقية قد نفذت بدعم من الجيش الاميركي منذ شهر اذار (مارس) الماضي عمليات مسلحة واسعة في محافظتي البصرة والعمارة الجنوبيتين والموصل الشمالية ومدينة الصدر في بغداد.
وتشهد محافظة ديالى التي تعتبر الاخطر في العراق اعتداءات بانتظام بسبب مواجهات عنيفة بين مسلحي القاعدة ومجالس الصحوة التي شكلتها القوات الاميركية من المواطنين السنة لمواجهة مقاتلي القاعدة . وتعتبر محافظة ديالى عراقًا مصغرًا حيث يسكنها خليط من الشيعة والسنة والمسيحيين .. كما انها تشكل سلة العراق المزدهرة في الفواكه الذي تزود به مختلف المحافظات الاخرى حيث اشتهرت ببساتينها الخضراء الكثيفة مما وفر ملاذات امنة للمسلحين . وتجاور المحافظة بحدودها الشرقية ايران وعادة ما تلقي القوات العراقية متسللين منها وبينهم عناصر تحاول تهريب اسلحة ومخدرات الى العراق .
تظاهرت في عاصمة اقليم كردستان ضد قانون الانتخاات
خرج الاف الاكراد في تظاهرات شعبية بمدينة اربيل(220 كم شمال بغداد) عاصمة اقليم كردستان ضد قانون انتخابات مجالس المحافظات في اليوم الثاني من سلسلة تظاهرات قررت الاحزاب الكردية تنظيمها في محافظات البلاد الشمالية . ورفع المتظاهرون ورددوا شعارات ضد تمرير مجلس النواب الثلاثاء الماضي لقانون انتخابات مجالس المحافظات وخاصة المادة 24 منه والتي تتعلق بالانتخابات في محافظة كركوك. وقد اغلقت جميع المحال التجارية والادرارات الحكومية ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالآلية التي تم بها التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات ورفضوا المادة 24 من القانون quot;لأنها تؤدي الى التقسيم العرقي في كركوك وتقف بالضد من التعايش الأخوي فيها كما انها مادة مخالفة للدستور وتؤجج الروح الشوفينية بين مكونات كركوكquot; كما قال مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني . كما دعا المتظاهرون الى تنفيذ المادة 140 من الدستور باعتبارها الحل الأنجع لمشاكل كركوك.
وقد وضعت القوات الأمنية في حال تأهب تام للحفاظ على امن المتظاهرين خاصة مع تعرض تظاهرة مماثلة في مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) تعرضت الى تفجير ادى الى مقتل 26 مواطنا وجرح حوالى 180 آخرين اعقبه اشتباكات بين مسلحين اكراد وتركمان اسفرت عن مقتل شخص واحد واصابة اربعة اخرين الامر الذي دفع بالسلطات الى فرض حظر للتجوال .
ومن جهته أمر، رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى كركوك ووضع قوات الإحتياط المركزية في حالة تأهب لمعالجة أي quot;حالة طارئةquot; في المحافظة . وقال اللواء محمد العسكري، المستشار الإعلامي لوزارة إن المالكي يتابع باهتمام تطورات الأوضاع الأمنية في كركوك وأمر بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى المحافظة ووضع قوات الإحتياط المركزي في حالة تأهب لمعالجة أي حالة طارئة فيها. وشدد على أن الوضع الحالي في المحافظة quot;مستقر وتحت السيطرةquot; .
ويتولى الامن في كركوك حاليًا قوات من الشرطة والجيش العراقيين كما توجد فيها قوات أمن كردية يطلق عليها quot;الأسايشquot; حيث تثير مسالة الأمن هذه حساسية بين الأطراف المختلفة في كركوك والتي تتبادل الإتهامات فيما بينها بشأن تحديد المسؤولية مع أي حادث عنف يقع في المدينة. ومن المقرر ان تجري تظاهرات مماثلة في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) غدا الأربعاء وفي دهوك بعد غد الخميس وكذلك في المدن والقصبات الأخرى في اقليم كردستان للتنديد بالتصويت على القانون الذي اعترض عليه الاكراد بشدة ونقضته الرئاسة العراقية التي قالت انه تضمن مخالفات قانونية واجرائية .
التعليقات