لندن، وكالات: نقرأ في صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان:quot;هذا التنحي جاء متأخراquot;، فإستقالة ايهود أولمرت شيء يستحق التحية، فحكومته مشلولة منذ شهور بسبب التهم الموجهة إليه، وشعبيته في انخفاض، وحتى حكومته تمردت عليه بشكل مكشوف، يقول كاتب المقال، ويضيف:اعلان أولمرت انه سيتنحى خلال شهرين جاء متأخرا.
ويتابع كاتب المقال استعراض مسيرة أولمرت كرئيس للحكومة الإسرائيلية، فيقول ان مركزه بدأ يضعف منذ اعتبره تحقيق حكومي مسؤولا عن الغزو الأرعن للبنان، ثم بلغ الضعف ذروته حين اتهم بالفساد المالي .
وما الذي يمكن عمله في الشهرين اللذين تبقيا لأولمرت في الحكم ؟ يقول كاتب المقال انه لا يمكن انتظار الكثير، فلن تسير الأمور قدما على جبهة السلام مع الفلسطينيين والسوريين، وكذلك سيشغل حزب كاديما بموضوع الخلافة في ظروف يخلق موضوع البرنامج النووي الإيراني توترا في الأجواء.
الغارديان
وحول نفس الموضوع تكتب ريتشيل شابي من تل أبيب في صحيفة الغارديان مقالا بعنوان quot;قد يكون أولمرت الأمل الأفضل للسلام رغم قصورهquot;. تقول شابي في مقالها انه بالنظر الى الشخصيتين المرشحتين لخلافة أولمرت في زعامة حزب كاديما، شاؤول موفاز اليميني و تسيبي ليفني الوسطية، فان أولمرت هو الأقدر على المضي قدما في محادثات السلام مع الفلسطينيين وسوريا.
تسيبي ليفني، تقول شابي، ستنضم الى عملية السلام، ولكنها تحتاج الى وقت للوصول الى النقطة التي وصلها أولمرت فعلا، أما هو فما عليه الا المضي قدما. أما بالنسبة لشاؤول موفاز فيعتبر من الصقور، وبالتالي لا يمكن التعويل على حماسه للمضي في محادثات السلام، فتصريحاته حول ضرب ايران تشي بمدى المرونة التي يمكن أن يبديها في محادثاته مع الفلسطينيين.
الفاينانشال تايمز
وفي صحيفة الفاينانشال تايمز نجد تحليلا بعنوان quot;أولمرت يترك إسرائيل منقسمة حول القيادة quot; أعده توبياس باك. يقول باك ان الجدل يدور في اسرائيل عقب اعلان أولمرت نيته التنحي خلال شهرين حول كيفية انتخاب خليفة أولمرت: هل يكون ذلك من خلال انتخابات داخلية في حزب كاديما ؟ أم هل تجرى انتخابات عامة مبكرة ويقوم الحزب الفائز فيها بتشكيل الحكومة ؟
تسيبي ليفني وشاؤول موفاز يرغبان بأن يتم ذلك من خلال انتخابات داخل حزبهما quot;كاديماquot;، أما ريئس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو فيقول ان الحكومة الحالية قد فشلت ويجب إجراء انتخابات جديدة. في حال جرت انتخابات داخلية في حزب كاديما، كما يقول التحليل، قد يعجز الفائز بزعامة الحزب عن تشكيل حكومة متماسكة. أما في حال اجراء انتخابات جديدة وفوز نتنياهو فهو يخطط لتشكيل ائتلاف واسع من أحزاب يمينية ودينية.
استجواب للمرة الرابعة
الى ذلك تستجوب الشرطة الإسرائيلية أولمرت اليوم وذلك للمرة الرابعة في إطار التحقيقات الجارية في مزاعم رشا وإحتيال. وتشمل أهم التحقيقات التي تجرى مع أولمرت شكوكا بأنه تلقى رشا من رجل أعمال أميركي وأنه تقاضى مصاريف سفر أكثر من مرة عن نفس الرحلة حينما كان وزيرا للتجارة ورئيسا لبلدية القدس. ونفى أولمرت ارتكابه لاي مخالفات.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة ان المحققين طلبوا باديء الامر عقد جلسة مطولة في منتصف الاسبوع لكن مكتب أولمرت خصص ساعتين فحسب يوم الجمعة من جدول ارتباطات رئيس الوزراء. وقال روزنفيلد ان أولمرت سيستجوب بمقره الرسمي في القدس.
ويقول محللون ان أولمرت الذي وصف نفسه يوما بأنه quot;غير قابل للتدميرquot; قد يبقى بضعة أشهر في منصب رئيس الوزراء لتصريف الاعمال في حالة اخفاق زعيم كديما الجديد في تشكيل حكومة جديدة أو اذا حل البرلمان نفسه ودعا لانتخابات جديدة.
وقد يمنح ذلك مزيدا من الوقت لاولمرت ليتابع مباحثات السلام لكن ساسة يقولون انه ليس لديه تفويض بالزام اسرائيل باي اتفاقات. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني يوم الخميس ان الامل مازال يحدوها في امكان التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هذا العام وناشدت جميع الاحزاب التي تدعم السلام وحدة الصف.
وبدأ أربعة وزراء من كديما بالفعل حملاتهم لكي يخلفوا أولمرت في انتخابات 17 من سبتمبر الحزبية. وينظر الى ليفني (50 عاما) باعتبارها الخليفة الاكثر ترجيحا لاولمرت في حزب كديما. واقرب منافسي ليفني هو وزير النقل شاؤول موفاز وهو وزير دفاع سابق معروف باساليبه الصارمة في سحق الانتفاضة الفلسطينية.
التعليقات