باريس: اعتبر الباحث برونو تيرتريه من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية وصاحب كتاب quot;ايران: الحرب التاليةquot;، ان العقوبات على ايران قد تدعم الساعين في طهران الى التفاوض حول الملف النووي بمواجهة المتشددين.

س: هل تعتبر ان العقوبات الدولية كفيلة وحدها بدفع ايران الى تعليق نشاطاتها النووية التي يشتبه في سعيها الى اغراض عسكرية، مثل تخصيب اليورانيوم؟

ج: تستطيع العقوبات دعم من لا يرغب في طهران ان تنتهي ايران مثل كوريا الشمالية، اي ان تعامل كدولة منبوذة. فعزل البلاد ليس ما يحبذه مجموع القادة الايرانيين.

في الوقت الحالي، ما زال المتشددون يفرضون سياستهم. لكن عزلة البلاد مصحوبة بامتعاض جزء كبير من السكان حيال الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد تحرك التوازنات السياسية.

ولا يكمن الرهان في الضغط من اجل قرار مباشر، بل محاولة التاثير على الحسابات السياسية الداخلية في ايران، التي تنطلق فيها الحملات الانتخابية الرئاسية قريبا. ولكن حتى الساعة، لم تكن العقوبات فعالة بما يكفي، كما انها لم تكن قوية بشكل خاص. وفي حال عدم تعزيزها، فان فرصها قليلة في صد الايرانيين.

س: هل تسمح اسعار النفط المرتفعة لايران ان تعوض جزءا من النتائج الاقتصادية للعقوبات؟

ج: على المدى القصير، ومن منظار اقتصادي بحت، الايرانيون حاليا في موضع قوة لان الحكومة تستفيد من عائدات نفطية مرتفعة. ولكن على المدى الطويل، لا مصلحة لايران في استمرار تدهور الوضع، حيث ان غياب الاستثمارات في البنى التحتية النفطية والغازية يهدد بضرب صادراتها.

س: هل من مصداقية لاحتمال شن هجوم عسكري اميركي او اسرائيلي على ايران؟

ج: لا اعتقد ان هذا الاحتمال يتغير كما يتم الايحاء به. فلطالما كان هذا الخيار قائما، ولا يزال، لكنه ليس مرجحا الا في حال اكتشف الاميركيون والاسرائيليون ان البرنامج النووي الايراني يتطور اكثر مما يعتقد. او اذا اكتشفوا منشات نووية سرية. في هذه الحال، قد يمسي الخيار العسكري ممكنا.

والاحتمال الاخر هو تصعيد خارج على السيطرة تثيره حادثة في الخليج. ويلعب استقرار الوضع الامني في العراق لصالح الاميركيين. ومن الممكن ان يكون هذا الاستقرار جعل الايرانيين يعتبرون ان احتمال عمل عسكري ضدهم ممكن.