بغداد: تشهد بعض نقاط التفتيش الحساسة في شوارع العراق المضطربة ظاهرة جديدة، تتمثل في الظهور quot;النسائيquot; لناشطات مدججات بالسلاح، من وحدة تحمل اسم quot;بنات العراق،quot; شكلت خصيصاً لمواجهة ظاهرة مقلقة، تتمثل في لجوء تنظيم القاعدة، وسواه من المجموعات المسلحة، إلى الإنتحاريات لتنفيذ الهجمات.
وجاءت فكرة تنظيم هذه المجموعة من باب quot;لا يفل الحديد إلا الحديدquot; إذ أن التقاليد العراقية والعربية تحول دون قيام الرجال بتفتيش النساء على الحواجز، ويرغب القيمون عليها في أن تؤدي الدور الذي قام به عناصر quot;الصحوة،quot; إلا أن ذلك لا ينفي أن الفاقة والحاجة كان لهما دور كبير في إقناع العديد من العراقيات بالانضمام إليها.

ويقوم البرنامج التدريبي للنساء المنضويات في إطار وحدة quot;بنات العراقquot;، على تميرنهن للقيام بعمليات التفتيش، على غرار برنامج مماثل هو quot;أبناء العراقquot;، الذي درّب الشباب العراقي على استلام نقاط التفتيش.
وخلال التدريب، يصار إلى أخذ بصمات هؤلاء السيدات، وتسجيل مجموعة من المعلومات الخاصة عنهن.

ويتضمن البرنامج تدريبا على الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى أمور أخرى، حيث يتم دفع ما يعادل 200-300 دولار شهريا لهن لقاء ذلك.
ورغم أن المشاركات في وحدة quot;بنات العراقquot; يرغبن بالتأكيد في رؤية استتباب الأمن في بلدهن ويرغبن في مواجهة العمليات التفجيرية انطلاقاً من دوافع وطنية، إلا أن الفقر والحاجة كان لهما دور مؤثر أيضاً في دفعهن إلى اعتماد خيار حمل السلاح والعمل خارج المنزل بخلاف ما تقتضيه التقاليد العراقية.

وتشير الإحصاءات إلى أن معظم المشاركات يأتين من قرى مجاورة، والعديد من هن أرامل، لديهن عدد كبير من الأبناء، ويفتقدن مصادر للدخل المالي.

وتقول السيدة فوزية، والتي تحدثت إلى CNN عن ظروف انتسابها إلى مجموعة quot;بنات العراقquot; إن لديها ستة أطفال، وكان زوجها قد قتل بينما كان يقود سيارته.
وتضيف: quot;أنا مستعدة لهذا العمل ما دام يزودنا بالدخل المناسب. لدي 5 أطفال في المدرسة، ولدي طفلة تلازم البيت لأنها ميرضة، وتكاليف علاجها باهظة للغاية.quot;

وبالنسبة لمجتمع محافظ كالمجتمع العراقي، فعمل المرأة في مثل هذا المجال يعد ثورة جديدة.
وفي هذا الإطار، تقول متطوعة أخرى تدعى فاطمة: quot;quot;العديد من السيدات يردن العمل في هذا المجال، إلا أن الأهل هم العقبة الأولى، لأنهم يعتبرون عمل المرأة خارج المنزل أمرا مخجلا.quot;

ولكن يبدو أن عمل تلك الوحدة لن يكون دون مشاكل، وقد برزت أولى تلك الصعاب من أوساط عشائرية تشارك في تجربة quot;الصحوةquot; المماثلة، إذ أعلن علي حاتم، رئيس عشائر الدليم ورئيس مجالس الإنقاذ (الصحوة) في العراق إن محافظة الأنبار quot;لا يمكنها أن تتقبل تشكيلا مثل (بنات العراق) لان المجتمع فيها قبلي.quot;

واعتبر حاتم أن هذا التشكيل quot;يمكن أن ينجح في بغداد وديالى والموصل، باعتبار أن اغلب الإنتحاريات من هذه المناطق،quot; مستطرداً أن التجربة ككل هي quot;حل مؤقتquot; في حين أن الحل الجذري يتمثل في إعادة ضباط الجيش العراقي السابق وجنوده للخدمة، وفق تصريح نقلته صحيفة الشرق الأوسط.


وتابعت تقارير صحفية أخرى الملف عينه من باب الإشارة إلى بعض أوجه الخلل التي قد تعترض عمليات تدريب المتطوعات، إذ نقلت صحيفة quot;الحياةquot; عن الرائد حازم العزاوي، إن الدورة التي خضعت لها مؤخراً 130 سيدة في بعقوبة ضمن وحدة quot;بنات العراقquot; استمرت أربعة أيام فقط، لا تكفي لتأهيل المتدربات للاضطلاع بالمسؤوليات.

وكانت 16 امرأة نفّذن عمليات انتحارية في بعقوبة وحدها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما شهد العراق الاثنين الماضي يوماً دامياً، عندما سقط 70 قتيلاً و280 جريحاً بسلسلة هجمات نفذتها انتحاريات في أنحاء متفرقة من البلاد.