اعتدال سلامه من برلين : تتحدث اوساط دبلوماسية المانية اليوم عن اتصالات تقوم بها الادارة الاميركية بحكومات بلدان طالبتها بشكل مباشر او غير مباشر بحل معتقل غوانتانامو،من اجل إيواء عدد من المعتقلين الذي سوف تطلق سراحهم يوما ما ويواجهون في بلادهم خطر الاعتقال او الاعدام، مما يزيد الاعتقاد ان هذا المعتقل في طريق الاغلاق. وتضغط الولايات المتحدة حاليا على المستشارة الالمانية انيجلا ميركل من اجل منح حق اللجوء لعدد من اعضاء مجموعة ايغين Uigen ، وهي مجموعة مسلحة اسلامية توصف بالتشدد تتمركز في غرب الصين مناهضة لنظام بكين، والقي القبض عليهم عام 2002 في افغانستان بعد اتهامهم بالقتال في صفوف قوات طالبان او تنظيم القاعدة وارسلوا بعد ذلك الى معتقل غوانتانامو.

لكن المشكلة ان برلين لم تعط قرارها النهائي بمنح المجموعة حق اللجوء ويبلغ عددها 15 ،برأت ساحتهم وقررت واشنطن اطلاق سراحهم على الرغم من قولها ان لديها معلومات موثوق بها بانهم زاروا معسكرات في افغانستان، وتبرر قرارها بانهم لا يشكلون الان اي خطر وتسليمهم الى الصين يهدد حياتهم وتبحث لهم عن مأوى وتعتبر المانيا افضل مكان بسبب وجود عناصر من هذه المجموعة في مقاطعة بافاريا.

الا ان المانيا حائرة بين تلبية رغبة الحليف الغربي الاستراتيجي واستقبال عناصر اتهموا بالارهاب. بالطبع طالبت المانيا باقفال معتقل غوانتانامو، لكنها في نفس الوقت لا تريد اي معتقل لديها خاصة من مجموعة ايغين، لان ذلك يهدد وفي الدرجة الاولى علاقتها مع اكبر شريك تجاري وهي الصين وتطمح بتعميق هذه العلاقة خاصة في وقت يشهد الاقتصاد الالماني صعوبات كبيرة و تقوم شركات المانية بانجاز مشاريع ضخمة هناك.

واشارت معلومات ان الرئيس جورج بوش طرح على المستشارة الالمانية قضية عناصر مجموعة ايغين في اخر زيارة قامت بها الى واشنطن العام الماضي، لذا تريد الادارة الاميركية سماع جواب نهائي منها في اقرب وقت ممكن.