الخرطوم: حض رئيس بعثة الامم المتحدة في السودان الخميس القوات المتنازعة من الشمال والجنوب على الانسحاب بشكل كامل من منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها والتي شهدت في ايار/مايو الفائت معارك اثارت مخاوف من تجدد الحرب الاهلية.

واعتبرت المعارك في ابيي التي اسفرت عن 89 قتيلا على الاقل وتسببت بنزوح خمسين الف شخص، اكبر خطر على اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام 2005 بين الخرطوم والمتمردين ووضع حدا لحرب اهلية استمرت 21 عاما وخلفت مليونا ونصف مليون قتيل.

وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في السودان خلال مؤتمر صحافي quot;نطالب الجانبين بالانسحاب الكامل لافساح المجال امام الوحدات المشتركة للانتشار وتسيير دوريات في كل انحاء ابييquot;.

واوضح اشرف قاضي ان جيوب مقاومة quot;غير مهمةquot; لا تزال في منطقة ابيي، لكن كل القوات انسحبت من المدينة.

وبحسب المراقبين، فان نحو 300 جندي لا يزالون موجودين في المنطقة. وتشير التقديرات الى ان عدد القوات الحكومية الشمالية في المنطقة يتراوح بحسب مصادر مختلفة بين 14 و200 عنصر، اضافة الى نحو مئة عنصر من قوات جنوب السودان.

وتنص quot;خارطة طريقquot; وقعت في الثامن من حزيران/يونيو على وجوب ان يسحب الشمال والجنوب كل قواتهما مع نشر وحدات مشتركة وتعيين ادارة انتقالية تتولى حكم المنطقة حتى تقرير مصيرها عبر استفتاء العام 2011.

وبدأت القوة المشتركة التي تضم اكثر من 600 عنصر والمؤلفة من قوات شمالية وجنوبية، انتشارها في 18 حزيران/يونيو.

وقال قاضي ان quot;شروط خارطة الطريق من اجل انسحاب قوات الطرفين (..) توافرت الى حد ما لكننا نريد انسحابا كاملاquot;.

واضاف quot;لا نرى في ذلك مشكلة كبرى بل مجرد مسألة تأخير. اننا ملتزمون حيال الطرفين وانني واثق في انسحاب هذه القوات تماما من المنطقةquot;.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير عين في الثامن من اب/اغسطس مسؤولا جنوبيا لادارة منطقة ابيي وآخر من حزبه المؤتمر الوطني الحاكم نائبا له بموجب اتفاق وقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقا).

وينص اتفاق السلام الشامل على ان يحدد مصير منطقة ابيي الحدودية في استفتاء ينظم في 2011. وسيكون على السكان الاختيار ما بين البقاء مع الشمال او الحاقهم بالجنوب وما اذا كانوا يريدون اعلان استقلال الجنوب.

وافاد الكولونيل فالنتينو توكماك قائد القوات المشتركة في ابيي ان قواته تسلمت الامن في المنطقة وباشرت عملية تنظيف في المدينة.

وقال لوكالة فرانس برس الخميس ان quot;القوات الحكومية في الشمال وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب في مدينة اقوك تنسحبquot;.

وينتظر الشمال والجنوب حاليا تحكيما دوليا لتسوية نزاعهما بشأن ترسيم الحدود في منطقة ابيي.