سيف الاسلام القذافي ينسحب من الحياة السياسية

أكد أن ليبيا عادت الى التيار الرئيس للساحة السياسية الدولية
سيف الاسلام القذافي ينسحب من الحياة السياسية

طرابلس: اعلن سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مساء الاربعاء انسحابه من الحياة السياسية ودعا الى إنشاء مجتمع مدني quot; قوي quot; في ليبيا. وقال امام الاف الشبان المؤيدين له في مدينة سبها ( 800 الى جنوب طرابلس ) quot; قررت عدم التدخل في شؤون الدولة quot;. وقال نجل القذافي ان ليبيا التي عادت الآن الى التيار الرئيس للساحة السياسية الدولية بعد عقود من العزلة تحتاج الى تطبيق إصلاحات لتجديد نظامها السياسي حتى يقف في وجه quot; غابة الدكتاتوريات quot; في المنطقة. وقال سيف الاسلام ان ليبيا يجب ان تسعى جاهدة إلى بناء مستقبل أفضل يقوم على استقلال المؤسسات ومجتمع مدني مزدهر منذ ان تصالحت مع الغرب. وكان سيف الاسلام يعتبر خليفة والده ولكنه لم يكن يشغل اي منصب رسمي. واضاف quot;في غياب مؤسسات واطار إداري كنت اضطر الى التدخلquot;.واوضح quot;نعم تدخلت في كل الملفاتquot; مضيفا quot;في الشؤون الداخلية كما في الشؤون التي تتعلق بتنمية ليبيا والاسكان والتخطيط المدني وغير ذلكquot;.

ويدعو سيف الاسلام منذ وقت طويل الى اقتصاد السوق الحرة لكنه يحث ايضا على تعميق الديمقراطية في ليبيا قائلا ان هذا البلد الذي يعيش فيه ستة ملايين نسمة يفتقد الى الصحافة الحرة وان ديمقراطيته غير كاملة. وقال سيف الاسلام في كلمة ألقاها في لقاء شبابي في مدينة سبها التي تقع على بعد 800 كيلومتر الى الجنوب من طرابلس quot;بدأ العد التنازلي لبناء دولة المؤسسات.quot;

وقال سيف الاسلام الذي اذيعت كلمته حية على الهواء مباشرة في التلفزيون الليبي الحكومي ان البلاد تحتاج الى اصلاحات لنظام الجماهيرية الذي وضع بايعاز من الفلسفة السياسية لوالده. ودعا سيف الاسلام الى تجديد نظام الجماهيرية ليصبح نظاما مختلفا عن النظام الحالي. وقال ان البناء الجاري حاليا لدولة الادارة العصرية ابتداء من حزمة مشروعات القوانين المعروضة مرورا بالهيكلية الادارية الجديدة لا يمس النظام السياسي الجماهيري فالجماهيرية وسلطة الشعب كلنا نحافظ عليها.quot;

واقترح سيف الاسلام ان يضع الليبيون استنادا الى شرعيتهم الجماهيرية عقدا جماعيا بينهم سماه quot;العقد الجماهيريquot; وquot;بناء رأسمال اجتماعي وقضاء نزيه وصحافة مستقلة بملكيتها للشعب الليبي وليست صحافة المرتزقة والفوضى.quot; واضاف انه يجب على الليبيين ان يتفقوا على القوانين التي تحكمهم في المستقبل فالعصر الآن مختلف والليبيون يحتاجون الى نظام اداري جديد وقانون ودستور دائم لا يتغير.

وقال عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان شعوب هذه المنطقة تعيش في ما سماه غابة تحكمها دكتاتوريات ونظم تنتهك حقوق الانسان وكلها دكتاتوريات لها برلمانات ودساتير وهمية. واضافت ان النظام السياسي الليبي بعد اصلاحه يجب ان يكون مختلفا عن النظم السائدة في العالم العربي الان ويجب ان يكون quot;نموذجا فريداquot; في الشرق الاوسط. وقال إن الاصلاحات في ليبيا في طريقها الى النجاح. واضاف ان قطار الاصلاحات في مساره ولم يصل محطته الاخيرة بعد ولكنه ماض للوصول الى غايته.

واشار سيف الاسلام الذي نقل التلفزيون الليبي خطابه إلى انه ساهم في حل جميع مشاكل ليبيا على الصعيد الوطني ومع الخارج متحدثا خصوصا عن قضيتي لوكربي والممرضات البلغاريات.وقال ايضا quot;حققت برنامجي والقطار حاليا على السكةquot;. واضاف سيف الاسلام او quot;المهندسquot; كما يطلق عليه في ليبيا quot;لم تعد لي معارك كبيرة لاخوضها ووضعي اصبح مربكاquot;. واوضح ان quot;الخطة تغيرت. وفي حال استمر هذا الامر فسوف تكون هناك مشاكلquot;.

ودعا من جهة اخرى، الى بناء quot;مجتمع مدني قويquot; قادر على المشاركة في اتخاذ القرار. وفي مقابلة مع صحيفة quot;كومرسنتquot; الروسية نشرتها الصحافة الليبية، اعلن سيف الاسلام القذافي انه quot;سيتفرغ من الان وصاعدا لتنمية المجتمع المدني والنشاطات الاقتصادية في ليبيا وكذلك للاعمال الخيريةquot;. وقال quot;قررت ان اقوم بخطوات الى الوراءquot;.

وقد تحسنت الروابط بين ليبيا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك والولايات المتحدة تحسنا كبيرا منذ عام 2003 عندما قبلت ليبيا المسؤولية عن حادثة تفجير طائرة ركاب فوق لوكربي في اسكتلندا وقالت انها ستكف عن السعي إلى اكتساب اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية. ومنذ ذلك الحين اسقطت الولايات المتحدة كثيرا من العقوبات على طرابلس ورفعت ليبيا من القائمة السوداء للارهاب واعادت العلاقات الدبلوماسية.