اسلام اباد: سلطت التفجيرات الانتحارية وتراجع الاسواق المالية يوم الخميس الضوء على ضرورة ان تعكف الحكومة الباكستانية على العمل الجاد بعد استقالة الرئيس برويز مشرف لكن الانقسامات بدأت تلوح في الافق داخل الائتلاف الحاكم.
وفي حين أصبح أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو الذي يرأس اكبر حزب في البرلمان مرشحا محتملا لشغل منصب الرئيس القادم لدولة باكستان التي تملك اسلحة نووية هدد ثاني اكبر حزب في الائتلاف بالانسحاب.
وبحلول الظهيرة حولت نشرات الاخبار اهتمامها من التكهنات السياسية الى اذاعة نبأ وقوع واحد من اكثر التفجيرات الدموية في البلاد على الاطلاق. وقال مسؤول بأحد المستشفيات ان اثنين من الانتحاريين فجر يوم الخميس نفسيهما امام المجمع الرئيسي لصناعة الدفاع في باكستان اثناء مغادرة العمال في نهاية نوبة عملهم مما اسفر عن مقتل 59 شخصا.
واعلنت طالبان الباكستانية في وقت لاحق يوم الخميس مسؤوليتها عن الانفجار.
وكان الحلفاء والمستثمرون يأملون في ان تؤدي استقالة مشرف الصديق المقرب للولايات المتحدة يوم الاثنين الى نهاية سريعة للتشاحن السياسي وتحويل الاهتمام الى مواجهة تصاعد العنف والمشكلات الاقتصادية. لكن ليس من المرجح حدوث ذلك الان.
ويهدد ثاني اكبر حزب في الائتلاف الحاكم وهو حزب رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف بالانسحاب من الائتلاف ما لم يتم اتخاذ قرار يوم الجمعة باعادة القضاة الذين اقالهم مشرف العام الماضي الى مناصبهم.
ومن المرجح ان تتعلق قضية الخلاف الاخرى بمن يشغل منصب الرئيس القادم للبلاد.
ويقترح حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو ويرأس حاليا الائتلاف تعيين زوجها اصف علي زارداري رئيسا للبلاد خلفا لمشرف.
وقالت فرزانا راجا المتحدثة باسم حزب بوتو quot;غالبية (اعضاء) الحزب يعتقدون ان اصف زارداري يجب ان يكون الرئيس.quot; واضافت ان من المتوقع الاعلان عن مرشح الحزب يوم الجمعة.
وبموجب الدستور فان انتخاب الرئيس يجب ان يتم من قبل اعضاء المجالس الاقليمية والبرلمان الوطني خلال 30 يوما من استقالة مشرف.
وشهدت الاسهم الباكستانية والروبية الباكستانية ارتفاعا يومي الاثنين والثلاثاء مع اعلان انباء استقالة مشرف.
لكن الاسهم والعملة بدأ في التراجع يوم الاربعاء بعد ان لاح في الافق انقساما داخل الائتلاف بشأن القضاة. وانهت الاسهم معاملات يوم الخميس على انخفاض حوالي ثلاثة في المئة واغلقت الروبية منخفضة باكثر من اثنين 2 في المئة امام الدولار.
اما البورصة الباكستانية التي ارتفعت العام الماضي للعام السادس على التوالي وكانت واحدة من افضل البورصات اداء في اسيا في تلك الفترة فقد انخفضت حوالي 27 في المئة هذا العام.
وقال المستثمرون انهم يشعرون بالقلق من ان تؤدي الاضطرابات السياسية الى قيام مؤسسة ستاندرد اند بور بخفض تصنيف البلاد.
وقال حزب اقليمي مقره اقليم السند الجنوبي مسقط راس زارداري انه يريد ايضا ان يتولي زارداري منصب الرئيس. واحجم زارداري عن الافصاح عما اذا كان يسعى لنيل المنصب.
ويقول حزب شريف انه يرغب في ان يكون الرئيس القادم من احد الاقاليم الاصغر في باكستان وان يكون quot;مرشحا بالاجماعquot;.
وكان حزب الشعب الباكستاني وحزب شريف خصمين لدودين خلال التسعينات عندما تولت كل من بوتو وشريف منصب رئيس الوزراء لفترتين. ويقول المحللون انه بعد ان جمعت بهما الاقدار بسبب معارضتهما لمشرف فان الخلافات ستكون اكبر الآن بين الحزبين الرئيسيين بالبلاد بعد غياب مشرف.
ومع تصاعد حدة القتال في افغانستان فمن المرجح ايضا ان تزيد الضغوط على باكستان للتحرك بسرعة لمنع طالبان من شن هجمات من ملاذات في مناطق البشتون العرقية على الجانب الباكستاني من الحدود.
وتواجه باكستان ايضا مشكلات تتعلق بهجمات في جميع انحاء البلاد مثل الهجوم الذي وقع يوم الخميس على مصنع للاسلحة.
وقال متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية ان الانفجارات تاتي ردا على عمليات الجيش ضد المتشددين في منطقة باجاور الشمالية الغربية على الحدود مع افغانستان.
وقال مولوي عمر المتحدث باسم طالبان عبر الهاتف quot;اذا لم تتوقف سنواصل مثل هذه الهجمات.quot;
وهدد نواز شريف في حديث اجرته معه صحيفة وول ستريت جورنال بسحب حزبه من الائتلاف الحاكم اذا لم يقرر الائتلاف بحلول يوم الجمعة اعادة القضاة الى مناصبهم.
ويقول المحللون ان حزب الشعب الباكستاني يحجم عن اعادة القضاة بسبب القلق من ان يطعن كبير القضاة المعزول في قرار العفو الذي منح لزعماء الحزب العام الماضي عن اتهامات بالفساد.
ويحاول حزبان صغيران في الائتلاف المؤلف من اربعة احزاب انهاء الخلافات.
ويقول المحللون ان خروج حزب شريف من الائتلاف لن يؤدي الى فرض اجراء انتخابات. واشاروا الى ان حزب الشعب الباكستاني وهو اكبر حزب في البرلمان سيكون قادرا على حشد تأييد كاف للبقاء في الحكومة.