كابول: أقال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأحد، اثنين من قادة الجيش، على خلفية تقارير أشارت إلى مقتل نحو 89 مدنياً أفغانياً في غارة جوية شنتها مقاتلات أميركية، غربي أفغانستان الجمعة.
وحسبما أفاد بيان صدر عن مكتب الرئيس كرزاي، فإن الضابطين اللذين تمت إقالتهما هما الجنرال جالاندر شاه، قائد الجيش الأفغاني للمنطقة الغربية، إضافة إلى قائد آخر يُدعى عبد الجبار، لم يُعرف على الفور طبيعة منصبه.
وكانت قوات التحالف، التي يقود علمياتها الجيش الأميركي في أفغانستان، قد أقرت بأنها quot;على دراية بسقوط ضحايا من المدنيين في المواجهات التي وقعت الجمعة بمنطقة شينداند، بإقليم هيراتquot; في غرب البلاد.
وأضاف بيان للتحالف أن quot;الإدعاءات التي تتحدث عن سقوط مدنيين نأخذها بكل جديةquot;، مشيراً إلى أن quot;قوات التحالف تبذل كل جهودها لتجنب سقوط جرحى أو قتلى بين المدنيين الأبرياء.quot;
وبحسب قوات التحالف والجيش الأفغاني فإن تحقيقاً يجري حالياً بشأن تلك التقارير التي تتحدث عن سقوط عشرات المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في غارة جوية الجمعة.
وفي بيان سابق، أدان الرئيس الأفغاني الغارة الجوية التي شنتها طائرات التحالف، التي تم استدعاؤها من قبل القوات الأفغانية والدولية، للمشاركة في حملة كان الهدف منها ملاحقة أحد القياديين بحركة quot;طالبانquot; الأفغانية quot;المتشددة.quot;
وشُنت العملية العسكرية استناداً إلى تقارير استخباراتية تشير لوجود القائد الطالباني، الملا صديق، داخل مسجد في المنطقة لترؤس اجتماع للعناصر المسلحة هناك، وفق الجيش الأفغاني، الذي أشار إلى مقتل القيادي خلال العملية.
وبحسب رواية التحالف، فإن مسلحين قاموا بإطلاق النار على عدد من الجنود الدوليين في المنطقة بأسلحة خفيفة وقاذفات صاروخية، فقام الجنود بالرد على مصدر الهجوم، كما استدعوا دعماً جوياً، مما أسفر عن مقتل 30 مسلحاً، بينهم الملا صديق
وفي بيانه الأحد، قال الرئيس الأفغاني إنه تحدث مع أحد زعماء القبائل في المنطقة التي قصفتها طائرات التحالف الجمعة، حيث quot;عبر عن مواساته لمقتل مدنيين أبرياء في تلك الغارة الجوية.quot;
ووجه كرزاي اللوم إلى القوات الأميركية، معتبراً أنها تقوم بشن عملياتها دون تنسيق مع الجيش الأفغاني.
وكانت منظمة حقوقية قد ذكرت في وقت سابق السبت، أن 78 مدنياً أفغانياً، بينهم 50 طفلاً، لقوا حتفهم في قصف جوي لقوات التحالف، التي ناقضت المحصلة بالإشارة إلى مصرع خمسة مدنيين فقط، خلال عملياتها ضد مسلحين في إقليم quot;هيراتquot;.(التفاصيل)
وتضاربت أرقام حصيلة الضحايا من جهة إلى أخرى، فقد وضعت quot;مفوضية حقوق الإنسان المستقلةquot; الأفغانية الحصيلة عند 78 قتيلاً، بينهم 20 امرأة، بينما أعلنت الداخلية الأفغانية عن سقوط 76 مدنياً، بينهم 50 طفلاً تحت سن الـ15، ومن جانبها قالت وزارة الدفاع إن القتلى 25 مسلحاً وخمسة مدنيين.
وقال الجيش الأميركي إنه سيحقق في الواقعة، ونوه ناطق باسمه، الملازم أول ناثان بيري قائلاً: quot;من الواضح أن هناك إدعاءات وحلقة مفقودة، كلما سارعنا بتوضيح الأمر بصورة رسمية، كلما كان ذلك أفضل للجميع.quot;
ويزيد سقوط مدنيين أفغان في عمليات التحالف من الضغوط الهائلة على كرزاي، الذي أعلن السبت أن حكومته ستعلن قريباً عن quot;تدابير ضروريةquot; للحيلولة دون قتل مدنيين، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل.
على صعيد آخر، قال مسؤولون في الجيش الأفغاني الأحد إن 14 مدنياً قُتلوا في هجمات بعبوات ناسفة زرعها مسلحو طالبان، فيما قُتل 17 مسلحاً في مواجهات مع قوات التحالف، في إقليم quot;هلمندquot; السبت.