عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: أدان البرلمان الباكستاني عملية قوات التحالف في وزيرستان الجنوبية عن طريق قرار جماعي يوم أمس الخميس وقد اعتبر القرار العملية العسكرية في قرية (أنكور أدة) خرقا صريحا للسيادة الوطنية الباكستانية، مشيرا إلى ضرورة إثارة تلك القضية مع سلطات قوات التحالف في أفغانستان والمجتمع الدولي. هذا وقد أكد وزير الخارجية شاه محمود قريشي بتلك المناسبة أن باكستان قد قدمت احتجاجا شديدا إلى الولايات المتحدة على ذلك الحادث الذي اعتبره مخالفة للسيادة الوطنية.

ومن الجدير بالذكر أن عناصر من قوات التحالف نزلوا من المروحيات في (أنكور أدة) وزيرستان الجنوبية في الساعة الثالثة صباحا قبل أمس الأربعاء، وشنوا عملية عسكرة على منزلين ما أدى إلى قتل 20 مواطنا باكستانيا بينهم نساء وأطفال وليس بينهم أي واحد من المسلحين. ثم انسحبت تلك العناصر إلى أفغانستان دون أن يتصدى لهم أحد، رغم أن موقعا للقوات الباكستانية كان على بعد 300 متر فقط من موقع الحادث.

ويرى محللون أن هناك اتفاقية سرية بين باكستان والولايات المتحدة في هذا الصدد رغم الرفض المتكرر من جانب الحكومة في هذا الصدد. ويقوى هذا الانطباع سكوت أميركا على الحادث. كما لا تفوتنا الإشارة إلى أن ذلك الهجوم أول من نوعه حيث قام المظليون من القوات الدولية وعناصر من القوات الأفغانية بعملية عسكرية داخل الحدود الباكستانية بتلك الحرية.

وتشير تقارير أخرى إلى حملقة طائرات التجسس الأميركية على وزيرستان الشمالية أيضا، ما تسبب في إفشاء ذعر شديد بين أهالي المنطقة. والكل يثير سؤالا واحدا: إذا لا توافق الحكومة على العمليات العسكرية الأميركية في تلك المناطق، فلما ذا لا ترد القوات الباكستانية عليها؟

من جهة أخرى ندد آصف زرداري بالهجوم الأميركي على (أنكور أدة) يوم الأربعاء؛ بيد أنه أكد أن باكستان مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. وقد كتب زرداري في مقال نشر في (واشنطن بوست) يوم أمس الخميس أن الإرهاب بين أكبر التحديات التي تواجهها بلاده. وفي حين أشار زداري إلى الهجوم على موكب رئيس الوزراء في ذلك المقال، لم يذكر الغارة الأميركية في وزيرستان الجنوبية. وأكد زرداري quot; نحن مع الولايات المتحدة وأسبانيا وبريطانيا التي تعرضت للهجمات؛ أصلا الحرب التي نخوضها هي حربنا. وهذا أحسن لروح باكستانquot;.