اسلام اباد: ادى اصف علي زرداري اليمين الدستورية الثلاثاء رئيسا جديدا لباكستان وتعهد على الفور بالعمل مع افغانستان للقضاء على التهديد الارهابي الذي يعاني منه البلدان.

وادى زرداري (53 عاما) زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو التي اغتيلت في كانون الاول/ديسمبر الماضي، اليمين في حفل تم تحت حراسة مشددة في القصر الرئاسي في العاصمة الباكستانية.

وحصل زرداري على اغلبية كبيرة في الاقتراع الذي جرى في البرلمان السبت ليصبح الرئيس الرابع عشر في التاريخ القصير والمضطرب للدولة الاسلامية النووية الوحيدة في العالم وحليفة الولايات المتحدة في quot;الحرب على الارهابquot;.

وياتي زرداري، الذي امضى 11 عاما في السجن بسبب توجيه العديد من الاتهامات له من بينها الفساد والقتل رغم عدم ادانته باي منها، خلفا لبرويز مشرف الجنرال السابق الذي استقال في 18 اب/اغسطس وسط تهديدات بتوجيه الاتهامات له بهدف عزله.

وادى زرداري اليمين بحضور ابنائه الثلاثة والرئيس الافغاني حميد كرزاي وعدد من كبار المسؤولين وقادة الجيش والدبلوماسيين وكبار الموظفين في حفل انتهى بتحية عسكرية له وتفقده حرس الشرف.

وقبل زرداري نجله بلاوال، رئيس مجلس الشعب الباكستاني، وانحنى عند قدمي والده حكيم علي زرداري قبل ان تعانقه ابنتاه باختاوار وآصفة.

وبعد ذلك بوقت قصير وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كرزاي، تعهد زرداري، الذي قال سابقا انه اصبح quot;ضحية للارهابquot; بمقتل زوجته في اطلاق نار وهجوم انتحاري، بالقتال ضد الارهاب مع كرزاي.

وقال موجها كلامه الى نظيره الافغاني quot;اؤكد لكم انه اذا كانت هناك اية نقاط ضعف على هذا الجانب او ذلك الجانب من الحدود، فسوف نقف معاquot;.

واضاف quot;باكستان تعتزم العمل معكم والى جانبكمquot;، مؤكدا quot;نحن اكبر من المشاكلquot;.

وبدوره صرح كرزاي للصحافيين انه اجرى quot;لقاء وديا للغايةquot; مع زرداري لمناقشة التعاون في القتال ضد الارهاب وتعهدا بالعمل سويا.

وقال كرزاي quot;ان هذه مسالة مهمة بالنسبة للبلدين. انها تتعلق بمكافحة هذه الافة بالطريقة الصحيحةquot;.

واكد كرزاي quot;اجد في الرئيس زرداري ارادة ورؤية جيدة ليس فقط للعلاقات بين البلدين ولكن كذلك بالنسبة للمنطقة، وذلك لاول مرة في هذه المنطقةquot;.

وتوترت العلاقات بين البلدين الجارين في ظل نظام الرئيس الباكستاني برويز مشرف، حيث اتهم كرزاي اسلام اباد بعدم القيام بما يكفي للحد من عبور المسلحين من باكستان الى افغانستان.

وياتي تنصيب زرداري وسط تزايد القلق الدولي بشان استقرار باكستان التي قدمت ابان حكم مشرف الدعم للولايات المتحدة عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 واثناء غزوها افغانستان.

ومقابل ذلك تدفقت مليارات الدولارات من المساعدات على اسلام اباد.

الا ان نحو 1200 شخص قتلوا في تفجيرات وهجمات انتحارية في انحاء افغانستان العام الماضي في اعمال عنف قيل انها انتقام لدعم مشرف لواشنطن.

وتصاعد العنف اثناء انتخابات السبت حيث صدم انتحاري بسيارته المفخخة حاجزا للشرطة في مدينة بيشاور الشمالية الغربية مما ادى الى مقتل 33 شخصا واصابة اكثر من 80 اخرين.

وقال زرداري انه يتوقع ان يكون هدفا للمتطرفين من امثال من اقدموا على قتل زوجته بنازير بوتو.

من ناحية اخرى اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء ارسال نحو 4500 جندي اضافي الى افغانستان بحلول كانون الثاني/يناير عند مغادرته البيت الابيض.

واوضح بوش في كلمة القاها في واشنطن ان التقدم المحرز في العراق سيسمح بسحب نحو 3500 جندي من وحدات الدعم في الاشهر المقبلة وكتيبة من المارينز بحلول تشرين الثاني/نوفمبر ولواء من سلاح البر في شباط/فبراير.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر سينتشر لواء من المارينز كان من المفترض ان يرسل الى العراق، في افغانستان ويليه في كانون الثاني/يناير لواء مقاتل من سلاح البر على ما اوضح بوش امام quot;ناشونال ديفانس يونيفرستيquot; وهي مؤسسة عريقة للاستخبارات العسكرية.

وياتي اعلان بوش وسط تقارير عن شن القوات الاميركية او الدولية المنتشرة في افغانستان العديد من الغارات مؤخرا داخل باكستان.