لندن: فرضت تطورات الأوضاع في أفغانستان وحملة انتخابات الرئاسة الأميركية والأزمة الجورجية نفسها على متابعات الصحف البريطانية لموضوعات الشؤون الخارجية.

وتركز الاهتمام على تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في لندن أمس التي قال فيها إن بريطانيا قد تزيد عدد قواتها في أفغانستان.

فالديلي تلغراف قالت إنه قد يتم إرسال لواء بريطاني يضم 4 آلاف جندي العام المقبل للانضمام إلى نحو 8 آلاف جندي بريطاني ينتشر اغلبهم في إقليم هلمند جنوبي أفغانستان لمواجهة مقاتلي حركة طالبان.

وذكرت الصحيفة أن قادة الجيش اعدوا خطة لتخفيض عدد القوات البريطانية في العراق العام المقبل لتخفيف العبء عن الجيش مما يسمح بإرسال قوات إلى أفغانستان.

وكان غيتس قد التقى أمس على غداء عمل في لندن مع نظيره البريطاني ديس براون، ولكن الوزير الأميركي رفض الإفصاح عن حجم القوات المتوقع أن ترسله بريطانيا.

أما مسؤولو وزارة الدفاع البريطانية فقد رفضوا تأكيد التكنهات بشأن التعزيزات المتوقعة وإن كانوا تحدثوا بحسب التلغراف عن أن حجم القوات يخضع لمراجعة مستمرة.

اما التايمز فقالت إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على بريطانيا لإرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان في إطار خطة لتعزيز القوات الأجنبية هناك لمواجهة مقاتلي طالبان والقاعدة.

وكان الوزير الأميركي قد صرح بأن بلاده سترسل نحو سبعة آلاف جندي إلى أفغانستان العام المقبل إضافة إلى اللواء الذي سيتم سحبه من العراق وتحويله إلى الأراضي الأفغانية.

وتقول التايمز نقلا عن مصدر بريطاني ان تصريح غيتس قد يكون الهدف منه تشجيع لندن على إعلان التزام جديد بتعزيز القوات في أفغانستان وهو تكتيك سبق للوزير الأميركي أن استخدمه قبل قمة حلف شمال الأطلسي( الناتو) في بوخارست في أبريل/نيسان. يشار إلى ان بريطانيا ضاعفت بالفعل عدد قواتها في أفغانستان منذ عام 2006 حين تولى حلف شمال الأطلسي قيادة قوات المساعدة على إرساء الأمن هناك.

روسيا وجورجيا

موضوع آخر نال اهتمام الصحف البريطانية وهو تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي انتقدت فيها بشدة روسيا وقالت إنها تخاطر بأن تكون دولة منبوذة وإنها quot;تزداد سلطوية في الداخل وعدوانية في الخارج quot;.

الغارديان وصفت تصريح رايس بأنه أعنف انتقاد توجهه الإدارة الأميركية إلى موسكو منذ تفجر الأزمة الجورجية الشهر الماضي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن تصاعد لهجة الانتقادات الأميركية تزامن مع فشل محادثات منظمة الامن والتعاون الاوروبي مع الجانب الروسي في فيينا بشأن نشر المزيد من المراقبين الدوليين في جورجيا.

وأوضحت الغارديان أن المحادثات التي دامت عدة أسابيع انتهت نتيجة تصلب الموقف الروسي حيث ترفض موسكو أي تواجد دولي في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

وتركز الخلاف بين الطرفين تدور حول المنطقة التي قد يعمل فيها المزيد من المراقبين ، و يوجد في جورجيا حاليا 28 مراقبا تابعا للمنظمة.

وذكرت الصحيفة أن فشل محادثات فيينا يعني ان الاتحاد الأوروبي سيلعب مجددا دورا رئيسا في الأزمة الجورجية.

وأشارت الغارديان في هذا الصدد إلى أن خطة السلام التي توسط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بين روسيا وجورجيا لإقرارها قوبلت بانتقادات وإن لم تكن علانية من الولايات المتحدة والناتو باعتبار انها كانت متساهلة مع روسيا.

أوباما يستعيد المبادرة

وإلى انتخابات الرئاسة الأميركية ومع صحيفة التايمز التي أفردت تقريرا موسعا لمتابعة آخر تطورات سباق البيت الأبيض بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين.

تقرير مراسل الصحيفة في واشنطن تيم ريد أكد أن أوباما بدأ يستعيد مرة أخرى تفوقه على ماكين بعد قوة الدفع التي اكتسبها الأخير عقب مؤتمر حزبه.

واكد المراسل ان في ضوء آخر استطلاعات الرأي عاد أوباما إلى نفس موقعه السابق قبل مؤتمر الحزب الجمهوري قبل أسبوعين والذي أقر ترشيح ماكين ونائبته سارة بالين.

وذكر تيم ريد في تقريره أيضا أنه في ضوء هذه النتائج يبدو أن تأثير اختيار سارة بالين على وضع المعسكر الجمهوري في الانتخابات تبدو قصيرة الأمد.

لكن قبل 46 يوما من الانتخابات يبدو السباق متقاربا للغاية بين أوباما وماكين ويصعب التكهن بنتائجه كما يؤكد تقرير التايمز.

واستتشهد مراسل الصحيفة في ذلك بتصريح الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي قال في إن الحزب الديمقراطي يجب أن يبذل جهدا شاقا لأن المنافسة مفتوحة حتى النهاية.

وأشار التقرير إلى أن ماكين عاد مجددا إلى لهجة الهجوم الشخصي على منافسه وخاصة موقفه من الضرائب معتبرا أن السياسات التي يعد بها ستضر بالطبقة الوسطى في الولايات المتحدة.

وأشارت التايمز أيضا إلى أن المرشح الجمهوري تأثر سلبا بتصريحاته الأخيرة بشأن ازمة الاقتصاد العالمي التي قال فيها إن الاقتصاد الأميركي قوي.

الضغوط على براون

ونختتم جولتنا مع الإندبندنت التي نشرت على صدر صفحتها الأولى نتائج استطلاع للرأي أجرته في أوساط القواعد الشعبية العريضة لحزب العمال البريطاني الحاكم أظهر أن أغلبيتها تريد تنحي غوردن براون عن زعامة الحزب.

الاستطلاع اظهر أن 54 % يريدون شخصا آخر يقود العمال في الانتخابات العامة العام المقبل، وأكدا الاندبندنت أن شعبية بروان هي الأدنى ضمن أعضاء الحزب عدا وزير المواصلات روث كيلي وزعيم الأغلبية جيف هون.

ووصفت الصحيفة نتائج الاستلاع بأنه ضربة كاسحة لرئيس الوزراء البريطاني قبل المؤتمر العام لحزبه في مدينة مانشستر غدا السبت.

ويعتقد 57 % من أفراد العينة ان مؤتمر مانشستر يجب ان يجري تصويتا بشان إمكانية إجراء انتخابات مبكرة على زعامة الحزب.

وأكد الاستطلاع أيضا انه إذا تنحى براون عن زعامة العمال فإن 24.6 % من القواعد الشعبية للحزب يفضلون وزير الخارجية ديفيد ميليباند خلفا له.

وأشارت الاندبندت أيضا إلى أن حلفاء براون يقولون إن معارضيه عبارة عن مجموعة صغيرة منشقة من نواب الحزب بالبرلمان لايمثلون الكتلة البرلمانية للحزب أو أغلبية الأعضاء.