لندن: تنشر الغارديان في صفحة التعليق مقالا بعنوان quot;اتضحت الامور بعد سنة: أخطأنا بشأن (غوردون) براون، فهو ليس أهلا للمهمةquot;، يقول كاتبه جونثان ستيل: quot;لي حدس بان غوردون براون لن يفتح الكثر من زجاجات الشمبانيا الاسبوع المقبل عند الاحتفال بعامه الاول في رئاسة الوزراء. فالشيء الايجابي الوحيد هو كونه مازال في المنصب، ويصعب ايجاد شيء يحتفل به ما عدا ذلك.quot;
quot;فقد تلقى براون لكمتين في كل من الانتخابات المحلية وانتخابات كرو ونانتوتش التكميلية في شهر مايو ايار، مما جعل موضوع استبدال براون يستأثر بالرأي العام.quot;
بالطبع، من حق كل رئيس وزراء قضاء سنة في منصبه قبل ان يحاسب، وها قد حان الوقت. فلدى الشعب والخبراء على حد سواء، تشكلت فكرة صلبة يتطلب تغييرها زلزالا حقيقيا. أنا ملم بالموضوع من كل الزوايا واعرف كل المبالغات والتشويهات التي يتعرض لها.quot;
quot;لكن الفكرة الاساسية هي نفسها: أنا من اولئك الذين اعجبوا ببراون خلال السنوات العشر التي قضاها وزيرا للمالية وانتظروا بفارغ الصبر تسلمه رئاسة الوزراء، وغيروا رأيهم الآن في وجه أدلة قاطعة على أنه ليس أهلا لها.quot;
وفي صفحة التعليق، تنشر التلغراف مقالا لديفد بلير، يذكر فيه بالتحذير الذي اصدرته وزارة الخارجية البريطانية لمواطنيها من ان تنظيم القاعدة قد يكون يخطط لهجمات في دولة الامارات العربية المتحدة.
ويقول الكاتب ان لا احد يشك في ان القاعدة لها معقل آمن في الحدود بين باكستان وافغانستان، وانها اخترقت اوروبا الغربية، لكنها ان استهدفت دبي مثلا، فستكون تلك علامة على تراجعها.
فهناك، حسب الكاتب، اشارات واضحة على ان توسع تنظيم القاعدة الجغرافي قد يكون في نهايته، بل انها بدأت تندحر حيث تلاقي الهزيمة والفشل.
ويرى ديفد بلير ان العالم يركز على نقاط القوة عند التنظيم نظرا لقرته على شن هجمات هائلة، لكن فهم التطورات الاخيرة يتطلب ايضا وعيا بنقاط ضعفه.
quot;لا تحظى بالدعم الا عند عدد محدود من المسلمين السنة، فلا الشيعة ولا معظم السنة يتعاطفون معها، مما يحد من قدرة التنظيم على التوسع. وفي معظم بلاد العالم الاسلامي، قد تعتبر القاعدة دخيلة مفروضة عليهم لا تيارا او حركة محلية.
والاحداث في العراق احسن مثال على ذلك، فوادي نهر الفرات، الى الغرب من بغداد، كاد ان يصبح اهم معقل دائم للتنظيم في الشرق الاوسط، فمعظم سكانه من السنة الذين ارادوا قتال الجيش الاميركي الغازي.
وكانت القاعدة تتمتع بدعم السكان مادامت تهاجم اهدافا اميركية وتقاوم الاحتلال الاجنبي. بل اطلق quot;فرعهاquot; في العراق بين 2004 و2006 على نفسه quot;تنظيم القاعدة في بلاد الرافدينquot;، وكان على وشك بسط نفوذه في معظم المناطق ذات الاغلبية السنية، على حد قول الصحيفة.
quot;لكن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي ارتكب اخطاء فادحة، فبدل التركيز على طرد الاميركيين، وسع حملته لتستهدف شيعة العراق، وهم يشكلون 60 بالمئة من سكانه، فدبر تفجيرات انتحارية ضد الزوار الشيعة واضرحة ائمتهم في النجف وكربلاء.quot;
quot;اججت تلك العمليات غضب القيادة العليا في القاعدة، حيث ارسل ايمن الظواهري رسالة تحذير للزرقاوي من 6300 كلمة، اكتشفتها قوات التحالف فيما بعد، كانت بمثابة محاججة ذكية ضد اعمال الزرقاوي وادانة غاضبة لها.quot;
quot;لكن الزرقاوي تجاهل تحذيرات الظواهري وتمادى في هجماته، بل استهدف مرقد الامامين العسكريين في سامراء في فبراير شباط 2006، وما كاد الزرقاوي يقتل في غارة جوية اميركية بعد اربعة اشهر، حتى كانت quot;الأزمةquot; التي تنبأ بها الظواهري للقاعدة في رسالته قد بدأت معالمها تتضح.quot;
وتسترسل الصحيفة: quot;بينما قال مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه، مايل هايدن، ان القاعدة منيت بهزيمة شبه استراتيجية، كان المسؤولون البريطانيون اكثر حذرا في تقييمهم، لكن احدهم قال مع ذلك ان القاعدة لا تحقق اهدافها في اتخاذ العراق معقلا لها، وهو الامر الذي كان بمقدورها تحقيقه لو تصرفت بذكاء اكثر.quot;
وفي الاندبندنت، يتناول مارك ستيل موضوع ازمة الغذاء العالمية بالتوازي مع تجارة السلاح باسلوب ساخر. فيتحدث بلسان الحكومات الغربية قائلا انه quot;من المعقد جدا حل ازمة النقص الحاد في المواد الغذائية في افريقيا لان اسعار المواد الغذائية ارتفعت لتوها، اضف الى ذلك تزايد عدد سكان القارة المطرد. كل هذا يعني انه لا سبيل من انقاذ الملايين من الموت جوعا.quot;
ويسترسل ستيل في سخريته: quot;لكن من حسن الحظ ان نفس القواعد لا تنطبق على كل المواد الاساسية، مثل الاسلحة مثلا، لذلك لا تسمع احدا يشتكي من نقص الاسلحة في العالم بسبب ارتفاع اسعارها. لا تسمع مثل شكاوى من قبيل: الازمة من الحدة بحيث هناك اليوم من حلفاء اميركا من ليس بحوزتهم قنبلة عنقودية واحدة! أو في الكونغو، يضطر اثنان من زعماء الحرب الى الاشتراك بقاذفة لهب واحدة...quot;
أما المساعدات الغذائية فتتطلب مؤتمرات وقمما تدوم اياما عديدة، تختتم باعلانات تربط المساعدات بالتجارة وتبدأ بمطالع من قبيل: quot;لا يمكن حل مشكل المجاعة بتوزيع الغذاءquot;.
اذا، يقول ستيل، بينما يبدو ايصال المساعدات الغذائية الى الجياع مستحيلا، ازدادت قيمة الصفقات التسلحية بـ37 بالمئة خلال العقد الماضي الى 1024 مليار دولار. بالطبع، منكم من ليس ضليعا في الاقتصاد، فيتساءل: quot;لم لا يتفق على انفاق 1023 مليار دولار فقط على السلاح واقتناء بعض السندوتشات لأولئك الذين يتضورون جوعا بالمليار المتبقي؟
quot;ربما ليس هناك ازمة غذائية اصلا. ففي الهند مثلا، بينما يعاني 48 بالمئة من الاطفال دون الخامسة من سوء التغذية، تم تصدير ما قيمته 1.5 مليار دولار من الارز بسبب التزاماتها في الاتفاقات التجارية. وفي نيجيريا، اجتثت قرى كاملة لاعطاء شركة شيل للنفط متسعا لبناء منشآتها. وفي تنزانيا، بيعت شبكة المياه الصالحة للشرب الى مجموعة شركات تلاعبت بقدر كبير من المال العام. أما في جنوب افريقيا، فبقي عشرات الآلاف دون تيار كهربائي بعد الخصخصة.quot;
التعليقات