الياس توما من براغ: أكد سفير الولايات المتحدة لدى حلف الناتو كورت فولكير أن قرار قمة حلف الناتو الأخيرة في بوخارست بشان فتح أبواب الحلف أمام أوكرانيا وجورجيا لا يزال ساريا وان البلدين سينضمان إلى الحلف غير أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت .

واعترف أن الرئيس الجورجي ميخال ساكاشفيلي تجاهل النصائح التي وجهتها له الولايات المتحدة بعدم اللجوء إلى استخدام القوة ضد ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لكنه رأى بالمقابل أن قرار الرئيس الجورجي مهاجمة اوسيتيا الجنوبية قد جاء كرد فعل على الضغوط الطويلة الأمد التي مارستها روسيا على بلاده سياسيا واقتصاديا وعسكريا حسب قوله .

وأضاف في حديث لصحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية بان روسيا مارست منذ أكثر من عام
الضغوط على جورجيا حيث أرسلت طائرات للتحليق في المجال الجوي الجورجي كما أرسلت قوات إضافية إلى المنطقة ولذلك قلنا للرئيس الجورجي ان لا يرد على ذلك عسكريا لأنه لا توجد أي حلول عسكرية للصراعات المجمدة وان التنمية الاقتصادية والسياسية هي الطريق لجعل جورجيا ناجحة وليس اللجوء إلى القوة .

وأشار إلى أنه حدث في بداية أب اغطس الماضي قصف للقرى الجورجية من جهة اوسيتيا الجنوبية ومع ذلك لم تحرك قوات السلام الروسية هناك ساكنا ولهذا بدأ الجورجيون بالتصرف .

وأضاف إننا لا نعتبر ذلك هو أفضل شيء لأننا لم نرد صراعا عسكريا غير أن جورجيا تقدمت في اوسيتيا الجنوبية الأمر الذي اتخذت منه روسيا ذريعة مؤكدا أن روسيا كانت تنتظر هذا الأمر كي تبدأ غزوها حضرت له مسبقا بدليل أن 20 ألف عسكري أرسلوا إلى المنطقة خلال عدة أيام .

ورفض إجراء مقارنة بين وضع كوسوفو من جهة وبين ايخازيا واوسيتيا الجنوبية من جهة أخرى مشددا على أن جنود حلف الناتو يتواجدون في كوسوفو منذ 9 أعوام وجرت محادثات طويلة بشان مستقبل كوسوفو حاولت خلالها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي إيجاد حل ولما لم يتم إيجاد طريقة أخرى لتامين الاستقرار والأمن في المنطقة البلقانية أعلنت كوسوفو استقلالها واعترفت بها 46 دولة .

وأضاف أن إعادة بناء الأحداث والتاريخ تؤكد أن وضع كوسوفو كان مختلفا تماما عن جورجيا وابخازيا واوسيتيا الجنوبية وهناك حصل غزو عسكري وخرق لسيادة دولة بدون مباركة من المجتمع الدولي أو أي نقاش وفي ظروف مختلفة .

وحول الرؤية الاميركية لمستقبل المنطقة البلقانية أجاب بان رومانيا وبلغاريا أصبحتا في حلف الناتو وان كرواتيا وألبانيا وجهت لهما الدعوة للانضمام وتأمل الولايات المتحدة الآن أن تختار صربيا طريقا يؤدي إلى البنى الأوربية ويبدو الآن أنها تسلك هذا الطريق وعندما سيكون كوسوفو مستقرا ستكون لذلك أهمية كبيرة للمنطقة البلقانية كلها .

واعترف انه لا تزال هناك العديد من المصاعب والتوترات غير أن الوضع بشكل عام حسب الرؤية الاميركية ليس سيئا ورأى أن الشيء الرئيسي الآن هو عدم التوقف عن بذل الجهود والتركيز باستمرار على البلقان وعدم السماح بحدوث أي صراع جديد فيه .