هلسنكي: دعا رئيس الحكومة الفنلندية (ماتي فانهانين) الى تشديد القوانين الخاصة بحيازة الاسلحة النارية في البلاد، وذلك عقب قيام مسلح بقتل 11 شخصا في احدى المدارس.
وقال فانهانين إنه لا ينبغي السماح باستخدام او حيازة الاسلحة النارية خارج ميادين الرماية.
وكان الطالب (ماتي يوهاني ساري) قد قتل 11 من زملائه رميا بالرصاص في احدى الكليات الواقعة غربي فنلندا قبل ان ينتحر.
واتضح لاحقا ان ساري قد استجوب من قبل الشرطة بعد ان نشر صورا لنفسه في ميدان رماية، الا انه لم يحتجز.
وقال رئيس الحكومة فانهانين للتلفزيون الفنلندي: quot;علينا تشديد القوانين بشكل كبير. علينا اعادة النظر في السماح للمواطنين العاديين بحيازة وحمل المسدسات. برأيي يجب السماح بها فقط في ميادين الرماية.quot;
ويعتبر الحادث الاخير الذي وقع يوم الثلاثاء تكرارا للحادث الذي وقع في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي في مدينة توسولا، والذي خلف ثمانية قتلى اضافة الى القاتل.
وكان القاتلان يحملان اجازات نافذة المفعول تجيز لهما حيازة الاسلحة النارية.
وبالرغم من تعهد الحكومة في اعقاب حادث توسولا بتشديد قوانين حيازة الاسلحة النارية، الا انها لم تدخل اية تعديلات حيث ما زال من حق اليافعين الذي تتجاوز اعمارهم الـ 15 عاما حيازة الاسلحة.
يذكر ان حيازة الاسلحة والصيد تعتبر تقاليد عريقة في فنلندا، التي يمتلك 1,6 مليون من سكانها اسلحة نارية وهي ثالث نسبة في العالم بعد الولايات المتحدة واليمن.
وقال رئيس الحكومة فانهانين: quot;القضية التي علينا مناقشتها تتعلق بنوع الاسلحة التي يجب ان تخضع لنظام الاجازات. بعد الحادث الاخير علينا مناقشة ما اذا ينبغي تجريم حمل المسدسات.quot;
كما اثار الحادث تساؤلات حول الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع ما جرى ودور الانترنت في الترويج لهذا النوع من الجرائم.
وكان القاتل ساري البالغ من العمر 22 عاما قد استجوب من قبل الشرطة يوم الاثنين الماضي، الا انها (اي الشرطة) اطلقت سراحه قائلة إن الاشرطة التي نشرها على الانترنت لم تنطو على تهديد مباشر لاحد.
وقال رئيس الحكومة فانهانين إن السلطات ستتدارس ما اذا كان ضروريا ادخال تغييرات على اساليب مراقبة الانترنت.
وقال: quot;إن الانترنت وموقع يوتيوب بالتحديد ليسا في كوكب آخر. انهما جزء من عالمنا ولذلك يتوجب علينا نحن البالغين مراقبة الذي يحدث ورسم الحدود من اجل اشاعة الامن والامان.quot;
وكان القاتل ساري قد حمل عدة اشرطة على موقع يوتيوب، كان آخرها يوم ارتكابه الجريمة حيث ظهر وهو يقول لكاميرا: quot;انت الذي ستموت لاحقاquot; تبعها بثلاث اطلاقات.
وقالت الشرطة إنها عثرت في شقة ساري على رسالة اوضح فيها الاسباب التي دفعته لاقتراف فعلته.
وقال (ياري نيولانيمي) الذي يترأس هيئة التحقيق في الجريمة: quot;قال ساري في رسالته إنه يكره الجنس البشري، وانه كان يخطط لجريمته منذ عام 2002.quot;
وقال رئيس هيئة التحقيق إن تسع من الضحايا عثر عليهم في صف واحد، بينما عثر على مصاب آخر في احد الممرات توفي لاحقا في المستشفى.
وقد اطلق ساري النار على نفسه وتوفي هو الآخر في المستشفى.
وكان الحادث الذي وقع في بلدة (كاوهايوكي) التي تبعد عن العاصمة الفنلندية هلسنكي بمسافة 330 كيلومترا قد بدأ في الساعة 11 قبل الظهر بالتوقيت المحلي عندما دخل ساري - وكان مقنعا ويرتدي ملابس سوداء ويحمل حقيبة كبيرة - مبنى الكلية.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن حارس الكلية قوله إن طالبتين اخبرتاه ان ثمة رجل يطلق النار داخل المبنى.
وقال الحارس: quot;هرعت الى داخل المبنى، فرأيت رجلا يترك حقيبة في الممر ويدخل احد الصفوف.quot;
ومضى الى القول: quot;وعندما طللت من النافذة، اطلق الرجل النار صوبي، ولكن شكرا للرب لم اصب. لقد هربت بروحي.quot;
وقد اعلن رئيس الحكومة ان يوم الاربعاء سيكون يوم حداد في كافة ارجاء البلاد.