الاشتباكات مازالت جارية والغموض يكتنف مصير الرهائن
الجيش السوداني يقتل ستة من الخاطفين على حدود تشاد

القوات السودانية تقتل ستة من خاطفي السياح وتعتقل اثنين وتؤكد إن الرهائن في تشاد

الرهائن ال 19 يتنقلون منذ تسعة ايام من مكان لاخر في جبل عوينات
إتهامات غربية للقاهرة بالفشل في إدارة أزمة السياح المختطفين

نبيل شرف الدين من القاهرة-نجامينا: في تطور جديد، وعلى الرغم من تأكيدات سابقة لافة الأطراف المعنية بالأزمة بعدم اللجوء لاستخدام القوة، فقد أعلن بيان للجيش السوداني أن قوة عسكرية سودانية اشتبكت مع عربة تقل ستة من الخاطفين في منطقة quot;جبل العويناتquot; بالحدود السودانية ما أدى إلى مصرع الستة الذين كانوا داخل العربة، وإصابة أحد الجنود من عناصر الجيش السوداني. وأفاد البيان السوداني ـ الذي نقلته وكالة الأنباء الحكومية ـ أن الرهائن توجه بهم الخاطفون إلى منطقة نائية بالغة الوعورة تقع بالقرب من الحدود ـ السودانية التشادية تسمى quot; تبة الشجرة quot;، حيث مازالت الاشتباكات جارية حتى الآن.

وكان مسلحون مجهولون قد اختطفوا الاسبوع الماضي مجموعة سياح منهم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين ورومانية، بجانب مرشدين وأربعة سائقين وعنصر من حرس الحدود ومنظم الرحلة، في أقصى جنوب غرب مصر، بينما كانوا يقومون برحلة صحراوية قرب جبل العوينات، غير بعيد عن المثلث الحدودي الصحراوي بين مصر والسودان وليبيا. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن جنسيات الخاطفين مازالت مجهولة حتى الآن، وسط معلومات متناقضة تشير إلى أنهم ينتمون ربما الى تشاد أو من متمردي دارفور السودانيين .

إفرازات دارفور

وهذا المثلث الصحراوي الذي تلتقي فيه الحدود بين دول مصر والسودان وليبيا لا توجد فيه قوات أمنية كافية، وهو متاخم لمناطق الصراعات المحتدمة في إقليم دارفور غرب السودان وفي شرق تشاد. وفي السياق ذاته كشف مصدر أمني مصري عن أن عملية البحث بدأت بالدروب المؤدية إلى الحدود السودانية للكشف عن أثر للسيارات التي دخلت إلى الحدود السودانية عن طريق quot;درب الأربعينquot;، كما رجح أن يكون إقدام الخاطفين على نقل الرهائن الأوروبيين ومرافقيهم المصريين بشكل مستمر، بسبب الافتقار إلى المياه، والعمل على تضليل إمكانية رصد موقعهم بواسطة الأقمار الصناعية، ووفقاً لتسريبات مصرية فقد تم بالفعل استخدام تقنيات حديثة منها نظام (GPS) والتي أمكن بواسطتها تحديد الموقع الذي توجد فيه العصابة المسلحة مع المخطوفين.

ويربط محللون سياسيون بين بزوغ عمليات الاختطاف بدوافع جنائية، وبين الأوضاع الأمنية المنفلتة في إقليم quot;دارفورquot; السوداني، خاصة في ظل الانتشار لواسع لظاهرة المسلحين ورواج تجارة الأسلحة بمختلف أنواعها هناك، ويحذرون من أن تتحول بمضي الوقت إلى ظاهرة، لاسيما في ظل تداخل السيادة بتلك المنطقة الحدودية بين ثلاث دول، ووجود حروب أهلية، ونزاعات مسلحة فقد ظهرت عصابات الصحراء.وسربت دوائر رسمية في القاهرة معلومات مفادها أن الخاطفين يحملون كمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، منها صواريخ محمولة (أرض ـ جو)،rlm; وأنهم كانوا داخل ثلاث سيارات خلال مهاجمتهم للقافلة السياحية المنكوبة، مما يشير إلى أن عددهم لا يقل عن أربعة مسلحين. وتجذب منطقة الجلف الكبير في الصحراء الغربية السائحين المغامرين الذين تستهويهم مناظر الصحراء الجرداء بما فيها تلك الأخاديد الضخمة وكهف السباحين الذي توجد فيه جداريات من فترة ما قبل التاريخ.

تشاد quot;لم تلاحظ شيئاquot; وتتهم الخرطوم

و في نجامينا، اكد المتحدث باسم الحكومة التشادية، وزير الاتصال محمد حسين في تصريح لوكالة فرانس برس الاحد، ان السلطات التشادية quot;لم تلاحظ شيئاquot; على اراضيها يتعلق بخطف الرهائن الاوروبيين والمصريين ال 19، وquot;تساءلquot; اذا لم يكن السودان الذي اعلن ان الرهائن في تشاد، يقوم بquot;عملية اعلاميةquot;؟ وقال quot;لم نلاحظ شيئا على الاراضي الوطنية التشاديةquot;.

وقال quot;لقد فوجئنا بهذا الاعلان (السوداني). وتابعنا هذه المسألة عبر وسائل الاعلام. ونتساءل اليست عملية اعلامية يقوم بها السودان لتحويل الانظار؟quot;

وباعلانه ان ستة خاطفين لقوا مصرعهم في اشتباكات بين الجيش والخاطفين، اكد المستشار في الرئاسة السودانية محجوب فضل البدري الاحد ان الرهائن باتوا في تشاد حيث يحتجزهم 30 رجلا. وتشهد العلاقات بين تشاد والسودان توترا صاخبا منذ اكثر من خمس سنوات.