الرهائن ال 19 يتنقلون منذ تسعة ايام من مكان لاخر في جبل عوينات
إتهامات غربية للقاهرة بالفشل في إدارة أزمة السياح المختطفين

الخرطوم: يتزايد الغموض حول قضية اختطاف سياح غربيين في مصر، مع تزايد التصريحات من هذا وذاك، وآخرها تأكيد الجيش السوداني أنّه قتل ستة مشتبهين بكونهم من ضمن الخاطفين، وأنّ الرهائن موجودون في تشاد، وذلك بعد ساعات من إعلان الخارجية السودانية أنّ الخاطفين quot;عادواquot; برهائنهم إلى داخل البلاد.

وقال محجوب فضل مستشار الرئيس السوداني إنه تم ايضا اعتقال اثنين من المختطفين موضحا ان الرهائن في تشاد. وقال البدري quot;اقتفت القوات السودانية آثار خاطفي الرهائن في جبل عوينات وعثرت عليهم على الحدود مع تشادquot;. واوضح ان quot;القوات السودانية قتلت ستة منهم واعتقلت اثنين بينهما زعيم تنظيم متمرد في دارفورquot; مضيفا ان الرهائن ال19 وهم 11 سائحا اجنبيا وثمانية مصريين موجودون في quot;مخبأquot; في تشاد..

ونقلت الوكالة على لسان علي يوسف مدير ادارة المراسم بوزارة الخارجية السودانية، أن الاجهزة الامنية رصدت السبت عودة خاطفي الرهائن مع رهائنهم الي داخل الحدود السودانية. واوضح يوسف ان المجموعة في طريقها من منطقة شرق العوينات الي داخل الحدود المصرية، مشيرا الى انه يبدو ان جميع الرهائن بخير.

ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم الجيش السوداني خالد سرواري قوله إنّ قوات عسكرية حكومية رصدت سيارة تحمل على متنها ثمانية رجال قرب الحدود مع مصر، وعندما أمرتها بالتوقف رفضت ذلك. وأضاف أنّ الجيش استخدم بناء على ذلك، النار ودخل في معركة مع المشتبهين مما أسفر عن مصرع ثمانية من الذين يعتقد أنّهم خاطفون. وأوضح أن المشتبهين الاثنين الذين لم يقتلا في المعركة، صرّحا بأنّ الرهائن الأوروبيين مازالوا محتجزين في تشاد.

وأفاد خالد بأن قائد الخاطفين من الجنسية التشادية. ومن شأن هذه الأنباء أن تزيد من الغموض لاسيما بعد أن تناقلت الأنباء من قبل أن الخاطفين نقلوا رهائنهم إلى مصر وبعد ذلك السودان فليبيا. كما تتعارض هذه الأنباء مع تصريحات لمسؤول في الخارجية السودانية قال فيها إنّ الرهائن والخاطفين في طريقهم إلى الحدود المصرية.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الأحد، عن مسؤول في الخارجية قوله، إنّ الخاطفين والرهائن quot;عادواquot; إلى السودان، وأنّهم quot;في طريقهم من جديد إلى الأراضي المصرية.quot; وقال مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية السودانية، علي يوسف، إنّ الأجهزة الأمنية في بلاده quot;رصدت السبت عودة خاطفي الرهائن من الأوروبيين والمصريين مع رهائنهم إلى داخل الحدود السودانية.quot;

وأضاف في التصريحات التي نقلتها الوكالة، أنّ quot;المجموعة الآن في طريقها من منطقة شرق العوينات إلى داخل الحدود المصرية.quot; وأوضح يوسف أنّه quot;وعلى ما يبدو فإنّ جميع الرهائن بخير.quot; وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من أنباء مصرية وسودانية تشير إلى أنّ الخاطفين ورهائنهم قد دخلوا إلى الأراضي الليبية من السودان.

لكنّ مسؤولا ليبيا رفيع المستوى، أوضح لوكالة أنباء الجماهيرية أنّه لا وجود لهؤلاء السياح المختطفين في مصر على الأراضي الليبية.وقال المسؤول الليبي، الذي لم يكشف عن هويته، quot;إنه مع انتهاء عملية البحث نستطيع أن نؤكد أن المخطوفين وخاطفيهم ليسوا في ليبيا.quot;

وفي الوقت الذي تلتزم فيه السلطات الألمانية الصمت إزاء التقارير التي تتحدث عن مفاوضات قد تكون جارية، نقلت صحيفة quot;المصري اليومquot; المصرية في عددها الصادر الأحد، عن من قالت إنه أحد أعضاء الوفد الألماني، الذي يجري التفاوض مع المجموعة المسلحة، قوله quot; إن المجموعة المسلحة تتعمد نقل الرهائن يومياً بين مصر وليبيا والسودان.quot;

وأضافت، نقلا عنه أنّ الرهائن كانوا الثلاثاء في مصر، وتم نقلهم إلي السودان الأربعاء، وتوجهوا إلي ليبيا الخميس، وعادوا صباح الجمعة مرة ثانية إلى السودان. وعلل المصدر تنقل المجموعة المسلحة بين الدول الثلاث لتضليل أجهزة الأمن في حالة ما إذا كانت ترصد تحركاتهم عن طريق الاتصالات التليفونية، التي تتم بين المجموعة المسلحة والوفد الألماني الذي يتولي المفاوضات. غير أنّ المسؤول، وفقا للصحيفة، أكّد quot;ما أستطيع قوله إن المفاوضات انتهت بالاتفاق، وسيتم خلال ساعات إطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى بلادهم وأسرهم.quot;

ومع مرور الوقت، يتزايد اهتمام وسائل الإعلام الألمانية بالقضية، حيث أجمع أغلب الخبراء الأمنيين والمحللين الذين ظهروا على شاشات التلفزيون هناك على أنّه لا توجد مؤشرات على أنّه للخاطفين دوافع سياسية او عقائدية، على خلاف المتشددين الإسلاميين الذين شنوا هجمات ضد أهداف سياحية في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء في التسعينيات، ومنتصف العقد الحالي.

وأفاد تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية في موقعها على شبكة الانترنت السبت، أن إيطاليا ومصر تلحان على الحكومة الألمانية بالإسراع في سداد قيمة الفدية المطلوبة لإطلاق سراح السائحين الأوروبيين. وأضاف أنّ مصر تخشى على ضرر يمكن أن يلحق بسياحتها في حال مقتل أي سائح من المجموعة أثناء أي عملية تحرير محتملة. ونقلت المجلة عن مسؤول قالت إنه على علاقة بالموضوع، قوله إنّ القاهرة تنتظر من ألمانيا أن تتحمل الجانب الأكبر من الفدية. وأضافت المجلة أن المفاوضات مع الخاطفين قد تعقدت بسبب خلافات داخلية بينهم.

وأكد تقرير المجلة أن الحكومة السودانية وفرت جهازي اتصال للخاطفين من أجل استمرار التفاوض معهم بعد أن استخدموا الجهاز الخاص بصاحب الشركة السياحية خلال الأيام الأولى لعملية الخطف. ووفق المجلة، فإنّ فريق متابعة الأزمات في الخارجية الألمانية علم أن مياه الشرب تكفي حتى الأحد، وأن الجميع يقضي الليل في خيام يقيمها الخاطفون في صحراء المثلث الليبي- السوداني- المصري.