الغموض مازال يكتنف مصير المختطفين الأوروبيين والمصريين
الاستخبارات الألمانية تجري مفاوضات هاتفية مع الخاطفين

الخرطوم: لا نعتزم تحرير الرهائن من مصر بالقوة

مصدر بالحكومة المصرية: مفاوضات مباشرة بدأت مع خاطفي الرهائن

المسلحون من تشاد والسودان ويغيرون موقعهم تحسباً لرصدهم جوياً
تفاؤل بالتوصل لاتفاق وشيك مع خاطفي السياح الأوروبيين والمصريين

دبي: قالت الخرطوم الخميس إن المسلحين الذين قاموا باختطاف المجموعة السياحية التي تضم 11 أجنبياً، هم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين وروماني واحد، وثمانية مصريين من جنوبي مصر، واقتادتهم بعد ذلك إلى الأراضي السودانية، قد عبرت الحدود الليبية، وما تزال تتوغل فيها، ومعها الرهائن.

وقال علي يوسف أحمد، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية السودانية، إن مجموعة الخاطفين عبرت إلى داخل ليبيا بعمق 13 كيلومترا. وأضاف أن هناك ما اسماه quot;شواهد قويةquot; تفيد بأن المسلحين الذين نفذوا العملية quot;ربما ينتمون إلى إحدى مجموعات التمرد في دارفور.quot;

وقال أحمد، في مواقف نقلتها وكالة الأنباء السودانية، إن العملية quot;لم تكن الأولى من نوعها في هذه المنطقة، حيث سبق أن تم اختطاف سائحين، وعولج الأمر عن طريق دفع فدية،quot; مضيفاً أن عملية التنسيق ما زالت قائمة بين الأطراف كافة لمعالجة الموقف.

وكانت السلطات السودانية قد قالت الأربعاء إنها حددت على وجه الدقة مكان تواجد العناصر المسلحة التي أقدمت على اختطاف السياح، مستبعدة أن تقوم أجهزتها الأمنية بإجراء عملية لتحريرهم بالقوة.

وقال يوسف آنذاك، إن هناك متابعة quot;لصيقةquot; للمجموعة ولمختطفيها، مؤكداً أن الحكومة السودانية ليست على إطلاع بتفاصيل المفاوضات التي تجري بين الخاطفين والحكومة الألمانية للتوصل إلى حل لتحرير الرهائن، الذين بينهم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين وروماني واحد.

وذكر يوسف، الذي كان يتحدث للتلفزيون المصري، أن جميع الرهائن بصحة جيدة، وأن الدول المعنية بالأزمة متفقة على إنهاء القضية بشكل سلمي. بالمقابل، قال وزير السياحة المصري، زهير جرانة، إن المعلومات المتوفرة لديه تؤكد أن الرهائن في صحة جيدة، وأن التقارير التي تشير إلى تعرضهم لاعتداءات هي غير صحيحة.

ولفت جرانة إلى أن السلطات المصرية لا تعرف على وجه التحديد مكان وجود الرهائن، مضيفاً أن الخاطفين يعمدون إلى نقلهم بشكل دوري من منطقة إلى أخرى.

وكان جرانة قد كشف الثلاثاء عن وجود مفاوضات تجريها ألمانيا مع خاطفي الفوج السياحي، ونفى أن تكون الأجهزة المعنية قد تمكنت من تحديد هوية الخاطفين أو جنسياتهم، غير أنه لفت إلى أن لديهم لكنة أفريقية، ويتحدثون الإنجليزية.

في حين أكد مصدر رسمي رفض الكشف عن اسمه أن الحادث الذي وقع الجمعة ولم يُعلن عنه إلا الاثنين هو quot;عمل إجراميquot; نافياً وجود quot;شبهة سياسية أو إرهابية فيه.quot;

وذكر جرانة، في حديث إلى التلفزيون المصري، أن الخاطفين quot;طلبوا فديةquot; مقابل إطلاق سراح الرهائن، إلا أنه لم يحدد المبلغ الذي يطلبه الخاطفون، وشدد على أن السلطات المصرية quot;متأكدة من سلامة جميع المخطوفين.quot;

وجاءت تصريحات جرانة بعد بلبلة أثارتها مواقف وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، الذي أعلن من نيويورك الاثنين، الإفراج عن مجموعة من السياح الأوروبيين كانوا اختطفوا في وقت سابق في مصر، قبل أن يعود متحدث باسم الحكومة المصرية وينفي ذلك.

وكان وزير السياحة المصري قد أعلن قبل ذلك، أنّ عملية الاختطاف التي تعرضت لها المجموعة جرت الجمعة، غير أن الأجهزة المعنية لم تعرف عنها إلا الاثنين، عندما اتصل أحد المختطفين، وهو مالك الشركة السياحية، بزوجته ليخبرها بالحادث وينقل لها مطالب الخاطفين بدفع فدية مقابل إطلاقهم.

وترددت معلومات في البدء عن وجود إسرائيليين بين السياح، غير أن تل أبيب سارعت إلى نفي ذلك، وقال الناطق باسم الخارجية المصرية.