أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس أقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الأوساط العربية في العراق إلى العمل من اجل تعزيز التفاهم المشترك مع الأكراد ومواجهة الجهات التي تحاول إثارة النعرات القومية مع الاكراد متهما اجنحة في الحكومة العراقية بافساد العلاقات بين عرب واكراد البلاد.

وقال الزعيم الكردي في رسالة الى العراقيين اليوم لمناسبة بدء العامين الجديدين الهجري والميلادي quot;ان الأمر المؤسف اليوم هو ان بعض الشوفينيين والمتطرفين المتعصبين الضيقي الأفق من بعض الشرائح والأوساط العربية وفي أجنحة معينة في الحكومة الفدرالية تحاول إختطاف هذه الروح المشتركة وإفراغ العلاقات الأخوية التأريخية من محتواها وإحلال حالات متشنجة جديدة مفعمة بالإستفزاز وإثارة النعرات القومية الضارة وإثارة جروح الماضيquot;.

واوضح انه يوجه هذه الرسالة آملاً أن تساعد في توضيح الصورة ورفع الإلتباس في العلاقات بين الشعبين الكوردي والعربي في الشرق الأوسط، لاسيما في العراق الفدرالي، فهي علاقات تأريخية وثقافية وإجتماعية ودينية امتزجت بطموحات وأهداف سياسية مشتركة من اجل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، طالما جرى الحديث عنها.

واشار الى انه quot;مما يبعث على الإرتياح أن الطرفين إنتهيا الى التعايش السلمي على اساس إتحاد إختياري ديمقراطي حر مزدهر وذلك على أساس الإعتراف الدستوري والقانوني والسياسي بحق شعب كردستان في إدارة شؤونه على اساس هذا الإتحاد الفدرالي وهي تجربة ديمقراطية إنسانية فـذّة يقدمها العراق الجديد بعد تحرره من الدكتاتورية والسياسات الشوفينية، وستكون منارة لشعوب ودول الشرق الإسلاميquot;.

واضاف ان العلاقات العربية الكردية مرت عبر التأريخ باشكال متباينة شابها أحياناً كثيرة تجاهل دور الكرد وإنكار حقوقهم وكبت آرائهم بالعنف والقوة والإستبداد بينما قامت علاقات طبيعية هادئة في أحيان أخرى وتطورت وشائج ثقافية متنوعة بين الطرفين كما ساهم الكرد في اغناء الثقافة الإسلامية والعربية في شتى حقول المعرفة والادب والتأريخ والدين وحتى في اللغة العربية ذاتها.

وشدد على ان تضامن ومساندة العديد من السياسيين والمثقفين والمناضلين العرب العراقيين للحركة التحررية الكردية خاصة منذ عام 1961 كان ولازال رأسمالاً فكرياً غنياً يعزز إمكانيات التعايش السلمي على اساس الإتحاد الإختياري. وناشد quot;المخلصين من احزاب وعشائر ومنظمات مدنية ومهنية وديمقراطيين أحرار الواعين لاهمية المرحلة ومؤيدين للنظام الفدرالي الديمقراطي والتعايش السلمي الى التكاتف والعمل معاً بغية فضح وإدانه أي عنصر وأي إتجاه مستفز للمشاعر.

ودعا الى تعزيز الكفاح لإنجاح المصالحة الوطنية الشاملة وحل المشكلات على اساس الدستور والقانون والحوار الديمقراطي والشراكة الفعلية والمتوازنة. وطالب بنبذ العنف والكلام الخشن في لغة الإعلام والصحافة والتصريحات بغية قطع الطريق على كل من يحاول تحويل المشكلات الى خلافات عربية كوردية. ويعمل على احياء الدكتاتورية وإستخلاص الدروس والعبر من تجارب الماضي.