الياس توما من براغ: اعتبر الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل أن موافقة مجلس النواب التشيكي على الاتفاقيتين الخاصتين بوضع قاعدة رادارية اميركية ونشر قوة اميركية في الأراضي التشيكية بأنه أكثر أهمية من مصادقة البرلمان التشيكي على اتفاقية لشبونة أو ما تسمى بالاتفاقية الإصلاحية الأوروبية.

ورأى أن عدم إعطاء البرلمان التشيكي الضوء الأخضر لاتفاقية وضع الرادار والاتفاقية الأخرى المتعلقة بشروط تواجد القوة الاميركية في تشيكيا يجب أن يدفع حكومة ميريك توبولانيك إلى تقديم استقالتها مشددا على أن موافقة البرلمان التشيكي على وضع القاعدة الاميركية سيكون quot; إشارة مبدئية quot; قوية ترسلها تشيكيا إلى المستقبل.

ولم يقلل هافل من اعتبار اتفاقية لشبونة إذ وصفها بالهامة أيضا لكنه رأى انه في حال عدم المصادقة عليها يمكن تقديم اتفاقية أخرى معدلة بعد عام أو عامين على خلاف الوضع بالنسبة للاتفاقية الخاصة بالرادار الاميركي لان رفضها سيكون فعلا لمرة واحدة.

وأكد في حديث تلفزيوني أن الموقف الروسي الحالي الرافض بقوة لوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا ليس سببه الرادار بحد ذاته وإنما محاولة روسيا اختبار مدى قوتها وتأثيرها على الآخرين، وأضاف: إنني اعتقد أن الأمر سيان بالنسبة لروسيا فيما إذا كان سيتم وضع الرادار هنا أم لا لان روسيا تمتلك المقدرة على تدمير هذه القارة عدة مرات بترسانتها النووية ولذلك فان الأمر له بعد آخر وهو امتحان مدى خوفنا منها.

ورأى أن الأمر في النهاية سيتوقف على كيفية التعامل مع هذه الضغوط الروسية لأنه من الممكن أن تقرر منطقة وسط أوروبا من جديد الهيكل السياسي للترتيب العالمي الجديد على حد قوله.

واعتبر النظام الروسي الحالي بأنه أكثر دهاء من النظام الشيوعي السابق آخذا على الرئيس الروسي بعض أقواله التي وصفها بالفظيعة ولاسيما قوله مؤخرا بان روسيا ستدافع عن مصالحها حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة.

ورأى أن مثل هذه العبارات لم يكن يقولها حتى ليونيد بريجينيف الذي كان يمكن له أن يقول كحد أقصى quot; بأننا سنحمي الاشتراكية في الدول الأخرى quot;.
واتهم روسيا بالتركيز حاليا على السيطرة والتحكم بالدول المجاورة الأمر الذي تمت مشاهدته حسب قوله من خلال مهاجمة جورجيا ولذلك فان الأمر يصبح مدعاة للقلق الشديد عندما يتحدث قادة الكرملين بمثل هذه العبارات بعد كل ما جرى في جورجيا.