حرب شوارع في غزة
إسرائيل تقصف المنازل والمقاتلون يستدرجونها لدخول المدن
نجلاء عبد ربه من غزة:
بات السيناريو العسكري في الحرب الدائرة داخل أطراف قطاع غزة معروفة، فإسرائيل من جانبها تدك منازل المدنيين بصواريخ الـ إف 16 في الوقت الذي يحاول فيه المقاتلون الفلسطينيون استدراج الدبابات الإسرائيلية للدخول أكثر إلى المناطق الفلسطينية والدخول في حرب شوارع مفتوحة وبدت المعارك البرية الضارية منذ يومين تحتدم بشكل أكبر بين الجنود الإسرائيليين والمسلحين الفلسطينيين اللذين تمكنوا من تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، بعدما حفرت عشرات الأنفاق المتقدمة تحسباً لتلك المواجهة، وهو ما أكده المحللون العسكريون الإسرائيليون للقول (إن المواجهات تقع وجها لوجه بين الجنود وبين المقاتلين الفلسطينيين وإنها أصعب وأكثر تعقيدا مما كنا نتوقع ).
ويبدو أن الحرب التي لن تنتهي قبل أسبوعين من الآن تشتعل أكثر في ظل الصمت الدولي أمام ما يجري للسكان المدنيين في قطاع غزة. وبات الموقف أكثر صعوبة بعد التصريحات التي أدلى بها متان فيلنائي نائب وزير الجيش الإسرائيلي وهو المكلف بإدارة الجبهة الداخلية الإسرائيلية المسماة ( عوريف)، قال في تصريحات صحافية له انه quot; إذا نجحت الوساطات الدولية السياسية في وقف إطلاق النار فان الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى أيام للخروج من غزة وضبط الأوضاع وضمان عدم اطلاق الصواريخ quot;. وتوقع فيلنائي أن تستمر المعارك لأسبوعين آخرين .
من جانبه قال روني دانيل المحلل العسكري في القناة الإسرائيلية الثانية quot; من الواضح تماما أن الجنود يواجهون قتالا عنيفا وصعبا أكثر مما نعتقد وان الوضع معقد للغاية، لدرجة انه لا يستطيع شرحهquot;.
وأضاف quot;يبدو أن الفصائل الأخرى مثل الجهاد الإسلامي والألوية والكتائب هي التي تقاتل بينما كتائب عز الدين القسام منشغلة بالتحضير للمعركة الكبرى وأنها تتراجع عن عمد لتتحصن في مدينة غزة لاستدراج القوات البرية الإسرائيلية ومواجهتها هناكquot;.
وتحاول إسرائيل من خلال مواقعها الإخبارية القول أنها اعتقلت عشرات من الفلسطينيين في غزة وقالت إن بينهم عشرة من كتائب القسام وان تسعة من بين العشرة مجرد مقاتلين عاديين في حين أن واحد منهم ضابط في كتائب القسام وان الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعكف على التحقيق المكثف لهم لاستنباط معلومات حول تحرك وتسلح الكتائب وخطة المواجهة، في الوقت الذي أدار القادة العسكريون الإسرائيليون وجههم للضحايا المدنيين والأطفال وصورهم.

وبرر عضو كنيست إسرائيلي نجاح إسرائيل في إسكات العالم عما تفعله بغزة قائلا quot;إن إسرائيل نجحت في إقناع العالم الغربي أن حماس لا تختلف عن منظمة القاعدة وان هذه الطريقة ساعدت إسرائيل كثيرا في حشد تأييد الغربquot;.
وكانت حركة حماس قالت quot;إن لدينا المزيد من المفاجآت، لكننا نستخدم تكتيكات عسكرية وفقاً لما يدور على أرض المعركةquot;، لافتة الانتباه إلى أنه بعد مضي عشرة أيام على الهجوم الجوي ويومين على الهجوم البري؛ مازالت المقاومة تفاجئ الجيش الإسرائيلي باستخدام أسلحة جديدة لم تستخدم من قبل، كما أنها تطلق الصواريخ في أماكن أبعد من التي أطلقتها في بداية العدوان، وهو ما يؤكد صدق ما نقوله من أن المفاجآت مازالت في بدايتها quot;.
وأضافت تقول في بيان لها quot;إن الاحتلال مازال يقف موقف العاجز، ليس في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه المغتصبات والبلدات الصهيونية التي تبعد ستين كيلومتراً عن حدود قطاع غزة، بل يقف عاجزاً أمام عدم قدرته على ضرب منصات إطلاق الصواريخ أو استهداف المجاهدين الذين يطلقونها رغم أن الطائرات الصهيونية بمختلف أنواعها لا تغادر سماء غزة منذ بدء العدوانquot;.
وأكدت أن فصائل المقاومة quot;أصبح لديها تكتيكات عسكرية وخطط، ولا تقوم باستخدام كل ما لديها دفعة واحدة، وهو ما يسعى إليه العدو، حتى يعرف ما لدى المقاومة، كما أنها قامت بنصب العديد من الكمائن لقوات الاحتلال البرية وهو ما بدأ يظهر ما أول محاولة صهيونية للتوغل إلى قطاع غزة quot;.
من ناحيتها، توعدت كتائب القسام، الجناح المسلح التابع لحركة حماس، بتوسيع دائرة المناطق التي تتعرض للصواريخ، وقال الناطق باسمها quot;أبو عبيدةquot; في بيان له مخاطباً الإسرائيليين: quot;نعدكم بأن المدن والمواقع الإستراتيجية التي دخلت في دائرة القصف ستظل وسندخل غيرهاquot;.
وتوعدت القسام بأسر المزيد من الجنود وقال quot;أبو عبيدةquot; مخاطباً الجنود الإسرائيليين في المعارك بغزة quot;زميلكم جلعاد مشتاق لكم ووعدناه بالإتيان له بعدد من رفاقه المخلصينquot;، واعتبر أن بداية العدوان البري يمثل فجراً جديداً لأحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، في إشارة إلى مبادلتهم بالجنود الإسرائيليين المفترض أسرهم.
واتهم القسام إسرائيل بالتغطية على خسائرها خلال الهجوم البري على غزة، وقال إن كتائب القسام تمكنت من تدمير دبابة بقذيفة من نوع ( بي 29)، وصباح الاثنين تمكنت من تدمير ناقلة جند بقذيفة ( فانتوم) وهذه القذائف تستخدم لأول مرة.
وتوعد أبو عبيدة إسرائيل بهزيمة قائلاً quot;إن آلاف المقاتلين في كل شارع وزقاق وتحت كل بيت ينتظرون لحظة اللقاء لكي يستقبلوهم بالنار والحديد ويذيقونهم الموت الزؤام ويحولون جنود الاحتلال إلى أشلاءquot;.
وكان الجيش الإسرائيلي قال انه قتل نحو 100 مسلح منذ بداية المعارك الدائرة في قطاع غزة منذ عشرة أيام.