نجلاء عبد ربه من غزة: تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين في الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي عليهم أكثر من 680 ، بينما جرح أكثر من 3000 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
ولليوم الثاني عشر على التوالي، يواصل طيران الحربي الإسرائيلي غاراته على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، حيث شن فجر اليوم سلسلة غارات على مدينة غزة ومخيم للاجئين ومناطق شمال وجنوبي القطاع مخلفا مزيدا من القتلى والجرحى، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وبين رجال المقاومة الفلسطينية ميدانياً، في عدد من المواقع شمال وجنوب قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت تركت مئات الأسر الفلسطينية منازلها، وإحتمت في مدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لاعتقادها بان إسرائيل لن تقدم على قصف تلك المدارس.
لكن معاناة هؤلاء الأسر التي هربت من جحيم الصواريخ الإسرائيلي التي تسقط على وجه التحديد شمالي قطاع غزة، تفاقمت في ظل الطقس البارد الذي يخيم على الأراضي الفلسطينية في فضل الشتاء.
وشهد عصر أمس مجزرة إسرائيلية جديدة راح ضحيتها أكثر من 45 من النساء والأطفال الشباب الذي كانوا متواجدين في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة quot;الأونرواquot;، غرب مدينة غزة، بعدما تركوا منازلهم شمالي القطاع، ولجئوا لتلك المدرسة لتحميهم من الصواريخ التي تسقط على مدار اللحظة فوق رؤوسهم.
ولم تكن تلك المدرسة هي الوحيدة التابعة لنفس الوكالة، التي تم قصفها، ففي وقت سابق قتل خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي آخر لمدرستين تابعتين للأونروا.
وأدان مدير مكتب المفوض العام للوكالة عدنان أبو حسنة استهداف المدرستين ووصفه بأنه عمل خطير. وقال quot;إن المدرستين كانتا تعجان بمئات الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم بعد تعرضها للقصف من الطائرات الحربيةquot;. وأشار إلى أن أعلام الوكالة كانت ترفرف فوق المدرستين وأن إسرائيل علمت مسبقا بمكان تلك المدارس التي تؤوي العديد من العائلات الفلسطينية.
ويأتي قصف الجيش الإسرائيلي للمدنيين الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا استمرارا لاستهدافه منشآت مدنية في حربه على غزة.
وتعاني عشرات العائلات الفلسطينية في قطاع غزة من نقص في الغذاء والأغطية داخل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الأونرواquot; والتي لجأووا إليها جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على منازلهم وأراضيهم.
وقال معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الحصة في غزة أن مستشفيات القطاع تعاني من نقص في المستلزمات الطبية، والأدوية، كما تعاني من استهداف مباشر من قبل قوات الجيش الإسرائيلية للأطقم الطبية والذي أسفر حتى اللحظة إلى مقتل ستة أطباء ومسعفين وجرح 35 آخرين بجراح.
ويعتقد ضباط عسكريون تابعون للسلطة الوطنية الفلسطينية أن القوات الإسرائيلي تطلق قذائف فسفورية خطرة في عدوانها على قطاع غزة. وقالوا quot;أن جيش الاحتلال استخدم منذ يومين هذا النوع من القذائف، خلال قصفه لمنازل المواطنينquot;.
وقال أحد الضباط الفلسطينيين في منطقة عبسان، شرقي محافظة خان يونس جنوب القطاع quot;أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف على منازلنا في عبسان، وفوجئنا أن هذه القذائف هي من النوع الفسفوري الخطير، حيث تنفجر القذيفة في الجو قبل أن تتجزأ إلى عشرات القذائف الصغيرة، التي تطلق لهيباً نارياً هائلاً وصوتاً مرعباً، وتحدث دماراً كبيراً في المنازل والمنشآت، وإصابات بالغة لدى المواطنين الذين تسقط عليهمquot;.
وأكد الضابط quot; أن هذه القذائف الفسفورية محرمة دولياً، وهي نوع من الأسلحة الفتاكة التي تحدث ضرراً مادياً وبشرياً كبيراً، وتتسبب بحروق وإصابات صعبة للغاية، وأن استخدامها ضد المناطق السكنية وضد المدنيين في القطاع، يعتبر جريمة حرب واضحةquot;.
وأحصي لغاية الآن ثلاثة أنواع مختلفة من هذه القذائف، التي تتسبب بحروق شديدة بالوجه وبكافة أنحاء الجسم، حيث استشهد أمس نتيجتها الشاب حمادة عرفات من عبسان، وأصيب العديد من المواطنين بحروق وإصابات متنوعة.
وذكر عدد من الطواقم العاملة في الدفاع المدني، أن إخماد نيران تلك القذائف يتم بصعوبة، وتبقى مشتعلة لساعات طويلة تمتد إلى أيام، مشيرين إلى أن روائح كريهة تنبعث منها ومن كل مكان أصيب بها.
وكان رئيس حزب شاس الإسرائيلي الديني quot;إيلي يشايquot; دعا إلى هدم آلاف المنازل الفلسطينية في قطاع غزة وسحق حركة حماس. وأعرب يشاي عن أمله بأن تنتهي الحملة، بإنجازات كبيرة وسحق تام لحركة quot;حماسquot;، وللمقاومة الفلسطينية.
وقال quot;برأيي يجب تسويتهم بالأرض، ولتهدم آلاف المنازل، الأنفاق والصناعاتquot;، متابعا إن quot;سكان الجنوب يشدون على أيدينا كي تستمر الحملة حتى سحق حماسquot;.
وأضاف يشاي في لقاء تلفزيوني quot;يمكن تدمير غزة، كي يفهموا بأنه لا يجب إغاظتنا، معتبرا أن الحملة العسكرية فرصة quot;لسحق آلاف المنازل للمقاومين الفلسطينيين، كي يفكروا مائة مرة قبل أن يطلقوا صاروخاquot;.