أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر عراقية ان مليون ونصف المليون عراقي احيوا مراسم عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في مدينة كربلاء عام 61 للهجرة من دون اختراقات امنية. وشارك في مراسم احياء عاشوراء بكربلاء (110 كم جنوب بغداد) مليون ونصف المليون زائر بينهم حوالي 60 ألف زائر أجنبي من جنسيات مختلفة أوربية وآسيوية وخليجية وافريقية. كما اقيمت في مدن العراق المختلفة وخاصة في النجف وبغداد مراسم عزاء مشاهمة بمشاركة مئات الالاف من الاشخاص.

وشارك الالاف في ركضة طوريج التي ينظمها الزوار ظهيرة عاشوراء وهي احد طقوس المناسية حيث يبدأ الرجال ليلا سيرا على الأقدام وعند الصباح يكونون قد وصلوا مشارف كربلاء عند قنطرة السلام (1كم عن مرقد الإمام الحسين) ثم تبدأ الركضة بعد صلاة الظهر وهو وقت انتهاء معركة الطف التي وقعت عام 61 للهجرة. ويحيي المسلمون في العاشر من محرم من كل عام ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأنصاره وأصحابه وآل بيته.

وقد وصلت مراسم احياء عاشوراء في كربلاء ذرةتها فجر اليوم وسط اجراءات امنية مشددة حيث تم حشد 34 الف عسكري بينهم 400 قناص واحاطة المدينة بثمانية اطواق مسلحة للتفتيش والمراقبة بحماية الطائرات فيما انتشرت على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية الى المدينة عشرات الخيم لاستقبال الوافدين الذين وصل معظمهم سيرا على الاقدام وتقدم لهم الطعام والماء وتسمح لهم بالاستراحة من عناء المسير.

وقد اتشحت مباني المدينة بالسواد وعلت اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد ابن معاوية الامام الحسين و72 من انصاره وال بيته عام 61 لللهجرة الذي صادف عام 680 ميلادية. وانتشرت في شوارع المدينة عشرات المواكب التي احتشد حولها رجال يرتدون ملابس سوداء ويمارسون طقوس اللطم والضرب بالسلاسل على وقع اقوال حزينة. وتسير مواكب من الشبان في خطين متوازيين يلطمون بالزنجيل على وقع الطبول بينما يردد احدهم قصائد تروي مشاهد موقعة الطف.

كما تم نصب سرادقات واقامة مواكب وطهي الطعام وتوزيعه على الفقراء وهو تقليد اعتاد عليه الشيعة في يوم عاشوراء من كل عام. وسار في المواكب أشخاص يرتدون ملابس سوداء وتغطي رؤوسهم عصائب سوداء وخضراء ويضربون أجسادهم بسلاسل حديدية على وقع أصوات الطبول فيما قام آخرون بعروض مسرحية في الشوارع تحكي واقعة الطف وتحظى بتعاطف الناس المحتشدين في المدينة.

وقد شكل رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة لجنة عليا لامن الاحتفالات تضم ضباطا من مكتبه ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني من اجل متابعة تنفيذ الخطط الامنية الموضوعة لهذا الغرض. وكانت قيادة عمليات العاصمة العراقية قررت امس منع دخول النساء إلى منطقة الكاظمية في بغداد خلال يومي التاسع والعاشر من عاشوراء المصادفان أمس واليوم الأربعاء على خلفية هجوم انتحاري قامت به امرأة قرب مرقد الإمام الكاظم يوم الأحد الماضي ووزرود معلومات عن استعداد انتحاريات لتفجيرات مماثلة.