لندن: حذّر تقرير يصدره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتم هاوس) يوم غد الجمعة من أن المدنيين في جميع مناطق السودان يواجهون خطراً حقيقياً يهدد بتجدد أعمال العنف في حال فشل اتفاق السلام الشامل.
ووقّع حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاق السلام الشامل في التاسع من يناير/كانون الثاني 2005 والذي انهى أكثر من عقدين من الحرب التي قتلت وشرّدت ملايين الناس.
وقال المعهد في التقرير إن اتفاق السلام وصل إلى مرحلة حاسمة مع مرور الذكرى السنوية الرابعة على توقيعه حيث من المقرر أن يشهد السودان انتخابات ستمهد الطريق أمام الدعوة إلى استفتاء عام بشأن حق تقرير المصير لجنوب السودان في العام 2011.
واضاف أن انهيار اتفاق السلام الشامل quot;سيخلّف آثاراً مدمرة على جميع مناطق السودان والذي عانى ولعقود طويلة من سوء الإدارة والتنمية اللامتساوية جعلته يواجه خطر التفتت وتفجر أزمات في البلاد على غرار الأزمة في دارفور، لكن التصديق عليه سيجنب البلاد هذا الخطر كونه يعرض تقاسماً منصفاً للثروة والسلطةquot;.
ودعا تقرير تشاتم هاوس الداعمين الدوليين لاتفاق السلام الشامل إلى quot;الإنخراط بقوة وبشكل متعدد الأطراف مع هذه العملية لأن أزمة دارفور واتهام الرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب أجبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه على اعادة النظر بتحالفاته المحلية ودراسة عقد صفقات خارج إطار اتفاق السلام الشامل ستكون له مضاعفات ثقيلة في المستقبلquot;.
وحذّر التقرير من أن تعمد اضاعة الوقت أو إبطال تنفيذ اتفاق السلام الشامل سيخلف نتيجة مأوساية على الإتفاق والذي يمثل رغم الثغرات الموجود فيه quot;أفضل وثيقة تحترم رغبات الآخرين في تاريخ السودان وتقدم مثالاً يُحتذى به للدول الأخرى في القرن الأفريقي بسبب الأفكار التي يتضمنها حول تقاسم الثروة والسلطةquot;.