واشنطن: قالت مصادر رسمية في المحكمة التي تنظر في قضايا المعتقلين في معسكر غوانتنامو إن محققين أميركيين قاموا بتعذيب رجل سعودي كان يشتبه في تورطه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقالت سوزان كراوفورد المسؤولة التي تشرف على مجرى المحاكمات في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إن السعودي محمد القحطاني quot;قد ترك وهو يشرف على الموتquot; بعد استجوابه.

وأضافت إنه قد تعرض لفترات مطولة من البرد والعزلة والحرمان من النوم. ولا يزال القحطاني معتقلا في معسكر جوانتنامو الأميركي على الأراضي الكوبية بالرغم من إسقاط جميع الاتهامات التي وجهت إليه. وقد مثل أمام المحاكمة باتهامات منها التآمر، والإرهاب والقتل في مناسبات تعد انتهاكا لقوانين الحرب.

وبالرغم من إحجام المسوؤلين الأميركيين عن إعطاء أسباب لوقف محاكمته وإسقاط الاتهامات عنه في العام الماضي، فقد ذكرت كراوفورد أن القرار يعود إلى الأساليب التي استخدمها المحققون الأميركيون في التعامل معه. وأضافت quot;إن حالته تتطابق مع التعريف القانوني للتعذيب لذلك لم تكتمل محاكمتهquot;.

وقد عينت كراوفورد للإشراف على اللجان العسكرية التي تحاكم معتقلي جوانتنامو في فبراير/شباط عام 2007، وتقول إن المحققين كانوا يستجوبون القحطاني لمدة تتراوح بين 18 و20 ساعة في اليوم الواحد لمدة ثمانية أسابيع. لكنها أشارت إلى أن الأساليب التي اتبعها المحققون كان مرخصا بها quot;لكن الأسلوب الذي طُبقت به كان عدوانيا ويطبق بشكل مطول جداquot;.

وقالت إنها شعرت بالصدمة والإحراج والإحباط بسبب المعاملة التي خضع لها المعتقل. ومضت قائلة quot; إذا سمحنا بحدوث ذلك، فكيف يكون لنا أن نعترض إذ تم أسر جنودنا أو اعتقال العاملين في الحقل الدبلوماسي ومورست عليهم نفس الأساليب؟quot;.

وعد أوباما

وقد ذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية أن القحطاني قد أجبر من قبل المحققين في مناسبات عدة على ارتداء ملابس النساء وربط بحبل وأجبر على تقليد الحيواناتquot;. وأضاف التقرير إن المحققين قد استخدموا الكلاب لترويعه.

وتأتي هذه التصريحات بعدما قال احد مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما إنه (اي اوباما) سيصدر امرا رئاسيا، ربما في الاسبوع الاول من توليه منصبه الجديد، باغلاق معتقل جوانتانامو. الا انه من غير المرجح ان يتم اغلاق المعتقل حالا حتى في حال صدور امر كهذا، إذ سيتعين ايجاد حل لمشكلة ايواء نزلائه الحاليين. وكان اوباما قد كرر القول اثناء حملته الانتخابية بأن المعتقل الذي استخدمته ادارة بوش لسجن من تتهمهم بالارهاب - والذي اصبح مثالا للانتهاكات الأميركية - يجب ان يغلق.