أسامة مهدي من لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تدخل الأجهزة الأمنية في الإنتخابات المحلية التي ستشهدها البلاد آخر الشهر الحالي ومن عمليات بيع اصوات الناخبين وشرائها معتبرا ذلك خطيئة وطنية ودينية . ودعا المالكي في كلمة له خلال مؤتمر عشائري في بغداد اليوم العراقيين الى التحلي بالوعي والحرية في اختيار المرشحين للانتخابات من دون بيع وشراء للاصوات الامر الذي قد يؤدي الى وصول فاسدين الى كراسي المسؤولية . واشار الى ان هذه الممارسة قد حرمها الدين والشرع كما رفضتها الوطنية باعتبارها ممارسة مدانة وتدلل على ضعف في النفوس .

وحذر بشدة من تدخل الاجهزة الامنية في العملية الانتخابية وتحولها الى جزء من عمليات الضغط او التحريف مشددا بالقول انه ستتم معاقبة من يمارسون هذا التدخل . واشار الى ان مخربين يقومون هذه الايام بتدمير الخدمات والمصالح العامة من اجل ارباك الاوضاع الانتخابية والتاثير على سمعة بعض المرشحين من المسؤولين . ودعا الى الشفافية والنزاهة في ممارسة العملية الانتخابية .

وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عبد العزيز الحكيم الرديف لحزب الدعوة بزعامة المالكي في الائتلاف الشيعي قد اشتكى الاسبوع الماضي من تدخل الاجهزة الامنية في عملية الانتخابات في اشارة الى تاثير السلطة عليها بعد ان دخل الطرفان الانتخابات في قائمتين منفصلتين متنافستين في الانتخابات للمرة الاولى منذ تشكيل الائتلاف عام 2005 . ويشارك في الانتخابات 15 مليون عراقي لاختيار 440 عضوا في مجالس المحافظات من بين 13400 مرشح .

ومن جهة اخرى اكد المالكي ان العراق الجديد لايمكن ان يستعيد عافيته من دون العمل على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب مشيرا الى انه اذا لم يتحقق هذا الهدف اليوم فانه لابد ان يتحقق غدا بوجود الارادة لذلك . وشدد على ضرورة العمل من اجل ان لايكون العراق للباحثين عن الذات الحزبية الضيقة والمصالح الطائفية الفئوية . وقال انه قد تمت استعادة العراق من الارهابيين وعليه ان يستكمل الان ماتحقق من امن واستقرار ومصالحة وطنية وجدولة لرحيل القوات الاجنبية . واقر بوجود من يعاني من شظف العيش ويبجث عن فرصة عمل من بين العراقيين واعدا بتوفير فرص عمل للعاطلين .

ودعا المالكي الى تشكيل مجلس وطني للعشائر معربا عن دعمه لمؤتمرات القبائل التأسيسية في العراق. واشار الى ضرورة أن يكون للعشائر مجلس وطني أعلى واضاف ان مجالس الاسناد ومؤتمرات القبائل تمثل قمة العطاء وينبغي ان نشجع هذا التوجه . وقال ان القبائل العراقية كان لها دور كبير في ملاحقة الارهابيين وطردهم من مناطقهم وتمكنت من سحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين والخارجين عن القانون وهي تشكل اليوم العمود الاساسي في الدفاع عن العراق .

وويدور خلاف بين القوى السياسية العراقية حاليا حول خطط المالكي لتشكيل مجالس للاسناد من افراد العشائر في المحافظات العراقية وخاصة في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان . ويعتبر المالكي تشكيل هذه المجالس أمرا قانونيا ودعما لاستتباب الأمن والاسقرار في حين تعتبرها حكومة كردستان تهديدا ومصدرا للفتنة .