مقديشو: قال شهود إن القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة المؤقتة في الصومال أكملت اإنسحابها من مقديشو يوم الخميس تاركة فراغا في السلطة بالعاصمة من المتوقع أن يؤدي الى المزيد من العنف. ونصب متشددون إسلاميون من حركة الشباب المتمردة كمينا للقوات الاثيوبية التي كانت تغادر الصومال واشتبكوا أيضا مع ميليشيات أخرى في صراع على السلطة بين الفصائل المتمردة.

وقال أحمد فاراكس نور الذي يعيش على مشارف مقديشو واستيقظ على أصوات الدبابات التي تنسحب من المدينة quot;شاهدت القافلة الاخيرة من القوات الاثيوبية تمر من الطريق. كان غالبيتهم يسيرون بجانب عرباتهم.quot; وقال عبد الفتاح ابراهيم شعوي نائب محافظ منطقة بنادير التي تضم مقديشو لرويترز ان اخر القوات الاثيوبية أخلت قواعدها المتبقية في مقديشو ليل الاربعاء.

ويخشى بعض المحللين من أن يتسبب انسحاب القوات الاثيوبية التي يقدر قوامها بثلاثة الاف جندي في المزيد من اراقة الدماء في الصومال الذي يشهد صراعا أهليا منذ 18 عاما.
لكن اخرين يرون أن انسحابها قد يكون تطورا ايجابيا في الصومال الواقع بمنطقة القرن الافريقي فيؤدي الى ظهور فصائل اسلامية أكثر اعتدالا تنضم الى ادارة جديدة شاملة بشكل أكبر. وتخشى الولايات المتحدة منذ وقت طويل من أن يتحول الصومال الى ملاذ للمسلحين.

ومن المفترض أن يتم انتخاب رئيس جديد للصومال بحلول يوم 26 يناير كانون الثاني بعد استقالة الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف. وقال رئيس الوزراء السابق نور حسن حسين في مؤتمر صحفي بمقديشو يوم الخميس انه سيرشح نفسه للرئاسة في الصومال. ويحارب المتمردون الحكومة المدعومة من الغرب منذ عامين كما يتقاتلون فيما بينهم بشكل متزايد.

وقتل ثمانية مسلحين على الاقل في معارك يوم الخميس بين ميليشيا محلية ومسلحي حركة الشباب بمنطقة شابيل السفلى وقال سكان ان خمسة اخرين قتلوا في انفجار استهدف سيارة تنقل مسلحين في بلدة باردهيري في جنوب الصومال. وقالت سيدة حسين وهي شاهدة quot;شاهدنا السيارة تحترق بالكامل.quot;

وقتل 21 شخصا على الاقل يوم الاربعاء في مقديشو عندما قصف متمردون اسلاميون القصر الرئاسي ونصبوا كمينا في شوارع ضيقة للقوات الاثيوبية التي كانت تغادر المدينة. وتعهدت حركة الشباب التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمة ارهابية لها صلات بالقاعدة بمهاجمة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي والمنشات الحكومية مثل المطار الرئيسي للعاصمة بعد رحيل القوات الاثيوبية.

وينشر الاتحاد الافريقي 3500 جندي من أوغندا وبوروندي في المدينة ويرغب بشدة في تعزيز مهمته في الصومال. وقتل أكثر من 16 ألف مدني منذ مطلع عام 2007 عندما أرسلت أديس أبابا قوات عسكرية لمساعدة الحكومة على اخراج حركة المحاكم الاسلامية من مقديشو. واضطر مليون شخص الى ترك منازلهم. وبدأت اثيوبيا التي أحبطتها الانقسامات في الادارة الصومالية وتكلفة عمليتها ونقص الدعم الدولي في تفكيك قواعدها الاساسية بالعاصمة مقديشو يوم الثلاثاء.