الاستخبارات الاميركية تحقق في تهديد محتمل خلال حفل التنصيب
باراك أوباما الرئيس الـ44 للولايات المتحدة
واشنطن:أدّى باراك أوباما اليوم الثلاثاء اليمين الدستورية رئيسا جديداً للولايات المتحدة في حفل أقيم أمام مقر الكونغرس الاميركي، واصبح اوباما بذلك الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة. واعتلى الرئيس الأميركي الجديد أوباما درجات المنصة امام مقر الكونغرس الاميركي لاداء اليمين بوصفه أول رئيس اميركي من أصل اسود، وحيّا أوباما زملاءه ومن بينهم نائب الرئيس المنتخب جو بايدن ووزيرة خارجيته المقبلة هيلاري كلينتون قبل أن يجلس أمام زوجته ميشيل أوباما. وقد وصل أوباما مع خلفه الرئيس جورج بوش في موكب رسمي استعدادا لاداء القسم الدستوري. ومع توقع توافد حشود تقدر بمليوني شخص على حديقة quot; ناشونال مول quot; في واشنطن للاستماع إلى أوباما وهو يؤدي القسم كشفت وزارة الأمن القومي الثلاثاء أن المسؤولين الأمنيين الفيدراليين يدققون في تهديد غير محدد في يوم القسم. وجاء في بيان الوزارة المقتضب quot; أن السلطات على كافة المستويات تسعى بفعالية لأي خيط على صلة بالتهديد.
في موازاة ذلك، وفي طريقه مع أسرته لأداء القسم وفق البرنامج الرسمي لليوم التاريخي، ووصل باراك أوباما وقرينته ميشيل في وقت سابق إلى كنيسة quot; سان جان quot; عند الساعة 08:49 صباحاً للمشاركة في قداس خاص بمناسبة مراسم القسم. وتقوم أجهزة الاستخبارات الاميركية بالتحقق من معلومات تحدثت عن quot; تهديد محتمل quot;. وقال المتحدث باسم وزارة الامن الداخلي روس نوك في ان quot;مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الامن الداخلي واجهزة الاستخبارات تنسق مع قوات الشرطة للتحقيق وتحليل معلومات تم تلقيها حديثا بشأن تهديد محتمل يوم اداء القسمquot;. غير انه اضاف ان quot;هذه المعلومات غير محددة ومصداقيتها غير اكيدةquot;.
وقال انه quot;تم ابلاغ الفريق الانتقاليquot; بذلك. وافادت اذاعة quot;دبليو تي او بيquot; المحلية ان اجهزة الامن تلقت مساء الاثنين معلومات حول تهديد محتمل من جانب حركة quot;الشبابquot; الاسلامية الصومالية، التي لديها خلية في الولايات المتحدة. وقالت الاذاعة ان مكتب التحقيقات الفدرالي اكد اخيرا ان صوماليين مقيمين في الولايات المتحدة عادوا الى بلدهم لتلقي التدريب.
وبعد القداس الذي بدأ الساعة التاسعة صباحاً، توجه الرئيس وعقيلته إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس جورج بوش وعقيلته لورا، حيث انضم إليهم نائب الرئيس المقبل جو بايدن وعقيلته أيضاً قبل توجههم جميعاً إلى مبنى الكابيتول لبدء حفل تنصيب الرئيس الـ44 وبدء فصل جديد في تاريخ الولايات المتحدة. يُذكر أن الكنيسة تقع قرب البيت الأبيض، وحديقة quot;لافييت.quot; هذا وتحت إجراءات أمنية غير مسبوقة يشارك فيها عشرات الآلاف من العملاء الفيدراليين وقوات الأمن في البر والبحر والجو، يبدأ تاريخ الولايات المتحدة الأميركية فصلاً جديداً بتنصيب باراك أوباما، كأول رئيس أميركي أسود.
وعجزت السلطات الأميركية عن تقدير أعداد الحشود الهائلة التي ستشارك في الحدث التاريخي، ففيما تشير التقديرات إلى أن عدد المشاركين في الفعاليات المختلفة لمراسيم تنصيب الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، تتراوح ما بين مليون إلى مليوني شخص، فشل المسؤولون في تحديد الأرقام الفعلية. وقال منظمون إن المناطق الأمنية حول مبنى quot;الكابيتولquot; ستتسع لنحو 280 ألف شخص بالإضافة إلى قرابة 300 ألف آخرين في المنطقة المجاورة لحفل التنصيب.
ونشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة والعملاء الفيدراليين والحرس القومي في البر والبحر والجو، في سياق جهود أمنية غير مسبوقة لضمان مراسم تنصيب آمنة لأول رئيس أميركي أسود. وسيحاط أوباما بأكبر قدر من الزجاج المضاد للرصاص لم يسبق وأن اقيم حول سياسي أميركي، كما ستفوق أعداد العناصر الأمنية التي ستوفر الحماية له، أي إجراءات أمنية اتخذت لمسؤول أميركي في التاريخ.
ويعقد الأميركيون آمالاً كبيرة على أوباما، الذي رفع شعار التغيير وتوحيد البلاد التي شقها قرار غزو العراق وكيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة ويقسمها إسفين العقائد والعرق والثقافات المتعددة. وتحدث وزير الأمن القومي الداخلي الأميركي، مايكل شيرتوف، عن الاستعدادات الأمنية قائلاً: quot;سنراقب وبدقة كل دقيقة من الآن وحتى انتهاء فعاليات العشرين من الشهر.quot;
واستبق الرئيس الأميركي المنتخب حفل تصيبه بالإشادة بغريمه الجمهوري الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية، السيناتور جون ماكين. وقال خلال حفل عشية أدائه القسم: quot;أنا هنا لأقول كلمات قليلة عن بطل أميركي عرفته جيداً وأكنّ له كل التقدير.. السيناتور جون ماكين.quot; وناشد أوباما كافة المشاركين في الحفل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وضع الخلافات الحزبية السياسية جانباً. ويترقب الأميركيون كلمة التنصيب التي سيلقيها أوباما، نقلت تقارير أنها ستستغرق 17 دقيقة يحث خلالها الشعب الأميركي على الوحدة خلف عقيدة مشتركة هي quot;تجديد الوعد الأميركيquot;، كما سيشدد على الحاجة لإبداء المزيد من المسؤوليات على الصعيد الشعبي والحكومي لإعادة البلاد إلى مسارها.
ويرث الرئيس الأميركي الجديد تركة ثقيلة أبرزها أزمة الشرق الأوسط والعراق وأزمة اقتصادية طاحنة وارتفاع معدلات البطالة، وحرب لا تلوح لها نهاية في أفغانستان. على صعيد متصل، سيشارك نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، في مراسم تنصيب أوباما الثلاثاء من على كرسي متحرك بعد تعرضه لإصابة في الظهر. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، دانا بيرنو، إن تشيني أصيب بشد عضلي في الظهر: quot;وبناء على توصية الطبيب، سيستخدم نائب الرئيس كرسياً متحركاً على مدى الأيام القليلة المقبلة، ويتضمن ذلك حفل التنصيب غداً (الثلاثاء). وأردفت قائلة: quot;نائب الرئيس يتطلع للمشاركة في أنشطة التنصيب التاريخية.quot;
التعليقات