كامل الشيرازي من الجزائر: كشفت مراجع جزائرية، اليوم، عن حراك عسكري جزائري مالي كبير على مستوى شريطهما الحدودي بغرض تحييد متمردين ينتمون إلى ما يسمى quot;قاعدة بلاد المغرب الإسلاميquot;، وأفيد أنّ هذا الحراك أتى بعد مزاعم أمريكية تحدثت عن تواجد كبار قياديي quot;إمارة الصحراءquot; بينهم المتشدد يحيى جوادي وأتباعه على الحدود الجزائرية المالية.

ونقلت مصادر حسنة الاطلاع، أنّ فرقا مشتركة من الجيش الجزائري ونظيره المالي، شرعت في تمشيط مناطق حدودية في إقليم كل دولة، مع تركيز خاص على موقع مفترض لمتمردي القاعدة بمنطقة quot;تمبكتوquot;، ويبدو أنّ كلا من الجزائر ومالي أخذتا على محمل الجدّ ما سوقته واشنطن في الأيام الماضية عن تموقع من نعتتهم quot;السلفيين الجهاديينquot; رفقة أبرز رؤوس التمرد في قلب الصحراء الكبرى، في محاولة منهم للانتشار خارج المعاقل التقليدية، وهو ما يفسر اضطرار منظمي رالي quot;لشبونة ndash; داكارquot; لإلغائه تخوفا من قلاقل أمنية.

وتمكنت مجموعة محسوبة على (القاعدة) من اختطاف سائحين نمساويين quot;ولفغانج آبنرquot; (51 عاما) وquot;أندريا كلويبرquot; (43 عاما) وهما مستشار وممرضة، واحتجزتهما قرابة ثمانية أشهر كاملة في مكان ما بجوار شمال دولة مالي، قبل أن تفرج عنهما نهاية أكتوبر/تشرين الأول المنقضي في أعقاب مفاوضات مضنية، واشترطت المجموعة الخاطفة وقتئذ دفع السلطات النمساوية لفدية تربو عن الخمسة ملايين يورو لتحرير مواطنيها، مع الإشارة أنّها طالبت في وقت أول بتحرير خمسة من سجناء (القاعدة) في تونس والجزائر كشرط للإفراج عن الرهينتين.

وكثفت الجزائر كما مالي من تنسيقهما الأمني على الحدود، خشية تنفيذ القاعدة لهجمات تريد من ورائها اصطناع ضجة على منوال اختطاف 32 سائحا أوروبيا في صحراء الجزائر خلال ربيع 2003، وتمّ تحريرهم آنذاك بعد خمسة أشهر كاملة لقاء فدية زادت قيمتها وقتئذ عن 6.5 مليون يورو.

وتحدثت تقارير رسمية قبل أسبوع، أنّ ما لا يقلّ عن مائتي مسلح لا زالوا ينشطون شريط الصحراء الكبرى، وغالبيتهم ينشطون في صفوف تنظيمي (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) و(جماعة حماة الدعوة السلفية)، بعدما جرى القضاء على النواة الصلبة في أكبر تنظيم دموي في البلاد خلال تسعينيات القرن الماضي (الجماعة الإسلامية المسلحة) بشكل كامل.