اعتدال سلامه من برلين: رغم انه خرج من المسرح السياسي الا ان المستشار الالماني الاسبق الاشتراكي غرهادر شرودر مازال يلعب خلف الكواليس دورا يمكن وصفه بانه مؤثر في بعض الاحيان. فهو تدخل اكثر من مرة لحسم خلافات داخل حزبه الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكم، وبدأ يستعد الان لخوض المعركة الانتخابية لصالح مرشحي حزبه في الانتخابات التشريعية مستفيدا من شعبيته السابقة من اجل تلميع صورة هذا الحزب الذي فقد الكثير من البريق، خاصة بعد المشاكل التي حدثت نتيجة الانتخابات في اقليم هاسن وفقدان الاشتراكيين رئاسة الحكومة وتراجع شعبيته حسب استقراءات الرأي.

ومن اجل كسب اصوات الناخبين الاتراك يطالب شرودر حاليا بان يكون في الحكومة الالمانية المقبلة وزيرا تركيا، فبرأيه يجب حصول تغيير في المانيا على اعلى المستويات كما حدث في الولايات المتحدة الاميركية، حيث انتخب الرئيس باراك اوباما.

وحسب قوله اليوم يمكن ان يكون انتخاب الرئيس الافريقي الاميركي قدوة لنا، ولقد حان الوقت كي يكون ضمن وزراء الحكومة الاتحادية وزيرا تركيا. ويامل ان يتحقق ذلك في انتخابات خريف 2009.

ومع ان المستشار الاسبق يريد وزيرا ضمن الحكومة المقبلة الا انه لا يفكر برئيس حزب الخضر التركي الاصل جيم ازدمير ولا يرغب بوجوده في اي حكومة مع انه عندما كان مستشارا كان متحالفا مع الخضر، بل يرى انه يجب ان يكون تركيا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

واول تعليق على رغبة المستشار الاسبق جاء من احد الاعلاميين حيث قال ان الاميركيين لم ينتخبوا باراك اوباما لانه افريقي اميركي، بل لانه مسيحي ديمقراطي اميركي، ولكي يكون شخصا وزيرا يجب ان لا يلعب الاصل اي دور، وعليه ان يشعر بالدرجة الاولى انه الماني حقا وفخورا بان يكون من المانيا وفخور بالعلم الالماني والنشيد الالماني، وهنا نرى حقيقة موقف الاتراك المهاجرين، فهم يعتبرون انفسهم في الدرجة الاولى اتراك الاصل فوق ارض المانية ويحملون علمهم التركي، لذا فهم انفسهم عقبة في طريق الاندماج الحقيقي.