أبوظبي: عقدت لجنة الصداقة الإماراتية - الألمانية اجتماعها الثالث في العاصمة أبوظبي، وترأسها من جانب الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ومن الجانب الألماني المستشار السابق جيرهارد شرودر الذي يزور البلاد حالياً.
وأكّد الشيخ حمدان خلال اللقاء أن دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية المانيا الاتحادية تربطهما علاقات اتسمت دائماً بالاحترام والتقدير المتبادل، بفضل توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الحكيمة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، وأعرب عن ارتياح القيادة للتطور الايجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وحرصهما على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة.

واستعرض الشيخ حمدان وشرودر أوجه التعاون بين الإمارات والمانيا على المستويين الرسمي والشعبي، والبحث عن آفاق جديدة لتوسيع أطر هذا التعاون، ليشمل مختلف جوانب الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية.

ورحّب آل نهيان بزيارة المستشار شرودر والوفد المرافق دولة الامارات، معرباً عن ثقته بأن تسهم هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين، وإقامة شراكة قوية بينهما، تعود نتائجها لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

واعتبر أن المتغيرات الاقليمية والدولية عوامل تحتّم على البلدين، اللذين يشكّل كل منهما عمقاً استراتيجياً للآخر، تكثيف جهودهما لأجل توفير مناخ ملائم لرسم سياسة مشتركة لمواجهة تحديات المستقبل.

وأشار الشيخ حمدان الى الاتفاقية التى وقّعها وشرودر في المستشارية الالمانية في برلين في العام 2004 التي اعتبرها بداية لعلاقة استراتيجية بين دولة الامارات وجمهورية المانيا الاتحادية، وأمل أن يكون هناك تواصل بين المسؤولين في البلدين لتنمية المصالح المشتركة، والاستفادة من الاجتماعات التي تعقد بين الجانبين، لافتاً الى اهمية الاجتماع المقبل للجنة الصداقة الاماراتية الالمانية، المقرّر عقده في برلين العام المقبل.

كما حثّ على توطيد علاقات الصداقة بين الشعبين، لا سيما على مستوى رجال الأعمال من الجانبين، والاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى كل منهما لخلق مناخ استثماري مشترك في مختلف القطاعات.

وأعرب الشيخ حمدان بن زايد عن اعتزازه بالجهد الذي يبذله أعضاء لجنة الصداقة بين دولة الامارات والمانيا، مؤكداً أن هذا الجهد ساهم، وبشكل كبير، في تعزيز علاقات البلدين، وتنويع مجالات التعاون بينهما، وهو الامر الذي رآه سيساهم وبكل تأكيد في صناعة مستقبل افضل لعلاقات البلدين.


من جهته اعتبر شرودر ان دولة الإمارات وجمهورية المانيا تمكّنتا خلال السنوات الأخيرة من إقامة شراكة إستراتيجية ناجحة، حيث نشأت هذه الشراكة في أبريل 2004 من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ حمدان إلى برلين، التي اعتبرت خطوة على طريق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين الدولتين، حيث أبدت الحكومتان عزمهما على دفع العلاقات السياسية بينهما وتعزيز العلاقات التجارية، واصفاً هذه العلاقة بأنها متميزة وتفخر بها ألمانيا.

وأكّد أن لجنة الصداقة الاماراتية الالمانية منذ تأسيسها ساهمت بصورة فعالة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتقويتها في المجالات السياسية والاقتصادية والابحاث العلمية والثقافية، مشيرا الى ان الاجتماع الحالي للجمعية في ابوظبي ينعقد في فترة صعبة للغاية، متمثلة في الازمة المالية العالمية، التي تستوجب الترابط بين دول العالم، وان هذه التحديات العالمية يمكن مواجهتها كمجتمع دولي مترابط وليس كل دولة منفردة على حدة.

ولفت شرودر الى ان بعض التحديات التى نقف تجاهها تتمثّل في إقامة شكل عادل من اشكال العولمة، وحماية موارد الطاقة، ومحاربة الفقر، ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، ومن اجل حل هذه المشاكل طالب العمل على المستوى الجماعي، موضحا ان السنوات الاخيرة شهدت قيام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بصورة عامة، ودولة الامارات بصورة خاصة، بتحمّل مسئولياتها الدولية.

وأشار الى أهمية الامارات في دعم استقرار المنطقة، واعتبرها أحد أهم الموردين الموثوق بهم للطاقة، مبدياً اعجابه بالنمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة، وبالدور الذي تلعبه في خلق التوازن في المنطقة، متوقّعاً أن تصبح اهم مركز اقتصادي في المنطقة.

وأكّد أن المانيا معجبة بالأهداف التي حدّدتها حكومة الامارات، من أجل تحديث المجتمع وتطويره، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الهوية الثقافية الاماراتية.

كما اشاد شرودر بالدور المهم الذي يلعبه التعليم في توجّهات الامارات نحو التطوير والتنمية، موضحاً ان العلماء العرب أسهموا بفعالية في تطوير الدول الاوروبية.

وثمّن الدور الذي بذله الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في تأسيس لجنة الصداقة، وجهوده في اقامة اللجنة المشتركة، وحيّا اهتمامه وحبّه لجمهورية المانيا الاتحادية، مشيرا الى انه ومن هذا المنطلق، واعترافاً من الحكومة الالمانية بجهود الشيخ حمدان، فقد منحه الرئيس الالماني وسام الاستحقاق تقديراً لدوره في تعزيز العلاقات وتوطيدها بين البلدين.