لقي نحو مليوني شخص حتفهم وفر نحو أربعة ملايين من منازلهم بين عامي 1983 و2005 عندما خاض الشمال المسلم والجنوب ذي الاغلبية المسيحية حربا بسبب خلافات مذهبية وعرقية ودينية.

نيروبي: ذكرت دراسة ان القوات المسلحة في شمال وجنوب السودان تخوض سباقا للتسلح يهدد باعادة البلاد الى الحرب الاهلية. وخاض الشمال والجنوب حربا أهلية على مدى نحو عشرين عاما انتهت بابرام اتفاق سلام في عام 2005. لكن العلاقات لا تزال متوترة ويواجه الاتفاق اختبارات مهمة قريبا تتمثل في الانتخابات العامة التي ستجرى العام القادم ثم استفتاء على استقلال الجنوب في 2011.

وعلاوة على ذلك فقد ادى تصاعد الاشتباكات العرقية في الجنوب الى مقتل اكثر من 1200 شخص هذا العام مما اثار مخاوف من حدوث المزيد من القلاقل في المنطقة النائية التي تفتقر للتنمية.

وقال اريك بيرمان المدير الاداري لمركز مسح الاسلحة الصغيرة ومقره جنيف في بيان quot;مع استمرار العنف في جنوب السودان ودارفور وتزايد التوترات بين الحكومتين الشمالية والجنوبية فان التدفق المستمر للاسلحة يجب ان يكون مبعث قلق كبير لدى المجتمع الدولي.quot; ويتهم مسؤولون جنوبيون خصومهم السابقين في الحرب الاهلية في الشمال بتسليح ميليشيا قبلية منافسة لزعزعة الاستقرار في منطقتهم قبل الانتخابات والاستفتاء. وتنفي الخرطوم ذلك.

وقال التقرير ان الصين وايران لا تزالان المصدر الرئيسي للاسلحة التي تزيد الاضطرابات في البلاد. واضاف quot;امدادات الاسلحة من هذين البلدين تساهم بوضوح في زيادة انعدام الامن بين الناس... .quot; ووقع كثير من اعمال العنف في الاونة الاخيرة في ولايات جونقلي والوحدة والبحيرات الواقعة على ما يرى الجنوب انه حدوده مع الشمال اذا اختار الناخبون الاستقلال في استفتاء 2011. وقال التقرير ان الجيش الجنوبي وهو الجيش الشعبي لتحرير السودان قام على مدى العامين المنصرمين بتكديس اسلحة خفيفة وثقيلة معظمها من اوكرانيا.

وقال ان 33 دبابة من طراز تي -72 من العهد السوفيتي وانظمة اطلاق صاروخية متعددة من طراز بي ام-21 ضبطت على متن سفينة شحن اوكرانية خطفها قراصنة صوماليون لمدة اربعة اشهر في سبتمبر ايلول 2008 كانت في طريقها الى جنوب السودان عبر كينيا. ونفت الحكومة الكينية ذلك وقالت ان الدبابات كانت لجيشها.

وقال مركز مسح الاسلحة الصغيرة quot;اكدت صور التقطت من خلال الاقمار الصناعية فيما بعد وجود دبابات في حجم تي -72 في هذه الاماكن (في جنوب السودان) خلال عام 2009.quot; وفي يوليو تموز نشرت نشرة جينز الدفاعية الاسبوعية صورا التقطت من خلال الاقمار الصناعية قالت انها توضح مجمعا للجيش الشعبي لتحرير السودان شمال شرقي العاصمة الجنوبية جوبا يضم على ما يبدو دبابات تي-72 لكنها قالت انه لا يمكن التأكد من انها كانت من السفينة.

وقالت نشرة جينز ان الجيش الكيني وعد بأن يثبت للصحفيين أن الدبابات لا تزال لديه لكنه لم يفعل ذلك حتى الان. وتسمح بنود اتفاقية عام 2005 لكل من الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية الشمالية بالتزود بالاسلحة بموافقة مجلس الدفاع المشترك بين الشمال والجنوب. وقال تقرير مسح الاسلحة الصغيرة ان ما يزيد من حالة عدم الاستقرار أن بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في منطقة دارفور بغرب البلاد تفتقر الى القدرة على مراقبة وتأمين حتى اسلحتها الخاصة على نحو ملائم.