أجلت الأمم المتحدة الجمعة اتخاذ أي خطوات بشأن تقرير للمنظمة يتهم كلا من اسرائيل ونشطاء فلسطينيين بارتكاب جرائم حرب في غزة وذلك بعد ضغوط من جانب الولايات المتحدة بهدف إعادة عملية السلام الى مسارها.

جنيف: يمثل قرار الأمم المتحدة بتاجيل التصويت على تقرير جرائم حرب غزة نتيجة مبكرة لانخراط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعمال مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة الذي انضمت اليه واشنطن في يونيو /حزيران.

وكان من المُقرر أن يصوت المجلس يوم الجمعة على قرار يدين تقاعس اسرائيل عن التعاون مع فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب الذي رأسه ريتشارد جولدستون ويرفع تقريره الى مجلس الأمن الدولي.

وخلص التحقيق الذي أجراه فريق جولدستون مدعي جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة الى أن كلا من الجيش الاسرائيلي ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية ( حماس) ارتكبوا جرائم خلال الحرب التي دارت بين ديسمبر/ كانون الاول ويناير /كانون الثاني في غزة لكنه كان أكثر انتقادا لاسرائيل.

وفيما تقول جماعة فلسطينية مدافعة عن حقوق الانسان ان 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا قُتلوا في الحرب على غزة، تقول اسرائيل من جانبها ان القتلى 709 مقاتلين فلسطينيين و295 مدنيا و162 شخصا لم يكن بالامكان تحديد هويتهم.

بدوره، قال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان التأجيل يمنح الجانبين الوقت لاجراء تحقيقات جديرة بالثقة في quot;الادعاءات الخطيرةquot; بجرائم الحرب التي ارتكبت خلال الحرب.

كما أضاف بوسنر quot;هناك عملية سلام أكبر جارية. أعتقد ان معالجة قضية حقوق الانسان يمكن ان تساهم فعليا في دفع عملية السلام.quot; وقال quot;في المقام الأول يجب على الجانبين الفلسطينيين واسرائيل تطوير آليات مراجعة وآليات محاسبة جديرة بالثقة.quot; وأوصى جولدستون بأن يحيل مجلس الأمن الدولي الأمر الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يجر الجانبان تحقيقات داخلية يمكن الوثوق بها خلال ستة أشهر.quot;

كذلك، قالت مساعدة وزيرة الخارجية استير بريمر quot;نعرب عن ارتياحنا لقرار تأجيل البحث في تقرير غولدستونquot;. وفي اشارة الى اسرائيل، اضافت quot;نشجع ايضا التحقيقات على الصعيد الوطني حول المزاعم الجدية عن انتهاكات لحقوق الانسان والقوانين الانسانيةquot;.

من جهته، قال مسؤول فلسطيني ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا طالبوا السلطة الفلسطينية بدعم التأجيل. وقال بوسنر ان السلطة وافقت. سُئل عما اذا كانت هذه الخطوة تهدف الى حماية اسرائيل فقال quot;أعتقد انها في مصلحة الجميع.quot;

وقال ان الولايات المتحدة ستواصل مراقبة مجلس حقوق الانسان مضيفا ان واشنطن ظلت لفترة طويلة تنتقد quot;معاييره المزدوجة وتركيزه غير المتناسب على اسرائيل.quot;

اما باكستان فطالبت نيابة عن الدول العربية والاسلامية والافريقية الراعية للقرار من المجلس رسميا بتأجيل التصويت على نص القرار حتى موعد انعقاد الجلسة الاعتيادية التالية للمجلس في مارس اذار.

واوصى غولدستون بالطلب من مجلس الامن رفع المسألة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اذا لم يتحقق تقدم خلال شهرين في التحقيقات التي تجريها السلطات الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية.

وكانت الولايات المتحدة التي شغلت لتوها مقعدا في المجلس الذي كانت تقاطعه حتى الان، عارضت خلال المناقشة مشروع قرار يتبنى توصيات مهمة غولدستون حول الهجوم على غزة بين 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 و18 كانون الثاني/يناير 2009.