نضال وتد من تل أبيب: أصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء تقريرًا أوجز فيه نتائج 5 تحقيقات في ملفات سقوط القتلى في قطاع غزة، خلال هجوم quot;الرصاص المصبوبquot;، وذلك على أثر شهادات من جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي نفسه، وتقارير لمؤسسات دولية حول جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش خلال الحرب.
وخلص الجيش في تقريره المذكور إلى أن التحقيقات كشفت عن وقوع quot;عدة حالاتquot; وقعت خلالها quot;أخطاءquot; ميدانية أدت إلى مقتل مدنيين، لكن نائب رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان هرئيل ادعى أن الحديث يدور فقط quot;عن حالات معدودةquot; وأنه quot;من بين عشرات الحالات التي فحصها الجيش تبين أن الجيش الإسرائيلي تصرف وفق قواعد القانون الدولي وعبر الحفاظ على مستوى عال من المهنية والأخلاقيةquot;.
وزعم نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرئيل ان الجيش، وخلال التحقيقات انه لم يعثر على حالة واحدة قام بها جندي إسرائيلي بالمس بصورة مقصودة بمدنيين فلسطينيينquot;.
إسرائيل تحدد عدد ضحايا الحرب بـ 1166 قتيلا
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يقول فيه التقرير المذكور، إن عدد القتلى في الجانب الفلسطيني خلال عملية quot;الرصاص المصبوبquot; بلغ 1166 قتيلا، أدعى الجيش الإسرائيلي أن 709 قتيل منهم هم من رجال حركة حماس والجهاد الإسلامي، في حين تم التأكد من هوية 295 ضحية باعتبارهم من المواطنين، أما 162 قتيلاً من الذكور الذين تتراوح أعمارهم فوق 16 عامًا فلم يتم التأكد من كونهم مدنيين لا ينتمون لأي من المنظمات الفلسطينية.
وكشف التقرير أن عدد الغارات التي نفذها الطيران الإسرائيلي خلال العملية بلغ 1400 غارة جوية، وأن عدد المنازل التي هدمت خلالها بلغ مئات المنازل.
وجاءت هذه التحقيقات والتقارير على أثر تقارير لجهات دولية عديدة تهتم بحقوق الإنسان، وعلى أثر تقارير للصحافة المحلية والعالمية التي أشارت إلى وقوع جرائم حرب، عدا عن اعتراف عدد من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، أنهم أطلقوا خلال الحرب النار بشكل مباشر على مواطنين عزل بينهم نساء فلسطينيات بعضهن حوامل. كما انتشرت في إسرائيل بعيد الحرب ظاهرة لبس فانيلات وقمصان تحمل شارات الوحدات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وعليها رسومات تفاخر بقتل الفلسطينيين، منها قمصان رسم عليها قناص وهو يقول: فلتعلم كل أم عربية أن مصير ابنها بين يديquot;، وأخرى قالت كلما كان الهدف أصغر كانت إصابته أصعب.
بركة التقارير كاذبة ويجب تقديم المجرمين للمحاكمة
وعقب عضو الكنيست محمد بركة، عن الجبهة الديموقراطية، على التقرير المذكور بقوله :quot;إن التحقيقات الداخلية التي أجرها الجيش الاسرائيلي بشأن مجريات الحرب على غزة، واعتبر فيها جرائم الحرب التي ارتكبها أنها مجرد quot;أخطاء تسببت بقتل عشرات الفلسطينيينquot;، ما هي إلا مسخرة قاتلة، ومحاولة بائسة للتهرب من محاكمة مجرمي الحرب التي ستكون عاجلاً أم آجلاً.
وقال بركة، إن هذه التحقيقات هي كمن يجعل المجرم يحقق مع نفسه، ليسعى إلى تبرير جرائمه، إذ إن لغة التبرير كانت واضحة، بعد أن وجه هارئيل اللوم للضحية، بزعمه أن أسلوب عمل حركة حماس كان السبب في ارتكاب quot;أخطاء الجيشquot;.
وأضاف بركة قائلا، إن هذه مسرحية سخيفة، إذ أن الجيش الاسرائيلي يريد استباق بند في القانون الدولي، يمنح المحكمة الدولية الحق بعدم النظر في شكاوى مقدمة ضدها، إذ كان الموجهة ضده الشكوى يجري تحقيقا في موضوع الشكوى. وتابع بركة قائلا، ولكن هذا لا ينفع، لأنه محاولة لذر الرمال في العيون، وتقديم مجرمي الحرب، من أعلى رأس الهرم في إسرائيل وحتى أصغر الجنود، للمحاكمة هو أمر حتمي وسيتم عاجلا أم آجلا.
التعليقات