أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء لممثلي المجتمع المدني الروسي ان واشنطن لن تضحي بقضية حقوق الانسان في روسيا في تقاربها مع موسكو.

موسكو: أشادت هيلاري كلينتون خلال لقائها ممثلين لمنظمات غير حكومية وصحافيين معارضين بquot;الدور الحيويquot; الذي يؤدونه في المجتمع الروسي. وقالت في خطاب quot;اريد ان تعلموا انكم لستم بمفردكم. الولايات المتحدة ستظل الى جانبكم في شكل حاسم. في مشاوراتنا مع الحكومة، نواصل التعبير عن دعمنا لجهودكم من اجل حكم افضل وتقدم على صعيد حقوق الانسانquot;.

واضافت كلينتون ان quot;ايجاد شراكات جديدة، ليس فقط مع الحكومة، بل مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والناشطين المدنيين، هو عنصر رئيسي في مقاربتنا الجديدة للسياسة الخارجية في العالم. نسعى الى احياء العلاقات مع الحكومة الروسية، ولكن في موازاة ذلك، الى تعميق الصلات بين مجتمعاتنا. نستطيع القيام بالامرين في الوقت نفسهquot;.

وذكرت صحيفة quot;كومرسانتquot; الثلاثاء، استنادا الى تصريحات لمايكل ماكفاول احد مستشاري الرئيس باراك اوباما، ان واشنطن تستعد لتغيير مقاربتها وquot;التخلي عن سياسة الادارات الاميركية السابقة التي واظبت على انتقاد وضع حقوق الانسان في روسياquot;. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، قال ناشطون حضروا اجتماع الثلاثاء مع كلينتون انهم لم يلاحظوا تبدلا في الاستراتيجية.

واوضح اوليغ اولورف من منظمة quot;ميموريالquot; ان ماكفاول نفى امام الناشطين التصريحات التي نسبت اليه في الصحيفة الروسية. اما كلينتون فحاولت في خطابها ان quot;تفهمنا ان هذا الموضوع لا يزال حاضرا في جدول الاعمالquot;، على قوله. وقالت تاتيانا لوكشينا من منظمة هيومن رايتس ووتش quot;ليس لدي انطباع ان الادارة الاميركية قررت عدم توجيه انتقاد علني الى القادة الروس في شان وضع حقوق الانسانquot;.

واضافت ان الوزيرة الاميركية quot;وعدت باثارة هذه القضية على مستوى عال في كل مرةquot;. وتابعت quot;لقد شددت (كلينتون) على انه رغم الخطاب الايجابي (للرئيس ديمتري) مدفيديف، فان واشنطن تدرك ان المدافعين عن حقوق الانسان مهددون ومعتدى عليهم ويتعرضون للاغتيال في روسيا، وان هذا الامر غير مقبولquot;.

إلى ذلك اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان موسكو تستطيع المساهمة في شكل اكبر في المساعدات الدولية المقدمة الى افغانستان. وقال لافروف اثر محادثات في موسكو مع نظيرته الاميركية ان quot;امكان التعاون العسكري الاميركي الروسي في افغانستان (...) لم يستنفد بعدquot;. واضاف ان quot;التحليق الاختباري لطائرة اميركية فوق الاراضي الروسية في السابع من تشرين الاول/اكتوبر بموجب اتفاق نقل عسكري (...) يشكل رمزا لاحتمال جديد على صعيد التعاونquot;.

من جهتها، اعتبرت كلينتون ان اتفاق النقل الروسي الاميركي في افغانستان هو quot;مثال للتعاون العملاني الذي يعود بفائدة متبادلةquot;، مؤكدة ان محادثاتها مع لافروف تطرقت الى quot;احتمال تعاون اكبرquot;. لكن المسؤولين لم يحددا كيفية تعميق هذا التعاون.

وكان مساعد وزير الدفاع الاميركي الكسندر فيرشبو اعلن في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر ان quot;رحلات روتينيةquot; لطائرات تقل قوات اميركية واسلحة الى افغانستان عبر الاجواء الروسية ستتم خلال quot;بضعة اسابيعquot;. والاتفاق في شان افغانستان يتيح للولايات المتحدة استخدام الاجواء الروسية لنقل قوات واسلحة. ويسمح الاتفاق بتسيير 4500 رحلة عسكرية اميركية سنويا، اي بمعدل 12 رحلة يوميا، من دون اذن بالهبوط في الاراضي الروسية.