جاءت مصادقة اوباما على مشروع قانون (كيري - لوغار) الخاص بزيادة المساعدات الاميركية لباكستان وتعزيز الشراكة الاميركية - الباكستانية ليصبح قانونا رسميا، لتثير زوبعة سياسية كبرى على الصعيد الداخلي في باكستان. وفي هذا الاطار، تفرد مجلة فورين بوليسي الأميركية تقريرا مطولا للحديث فيه عن تداعيات هذا المشروع، بكشفها في البداية عن حالة السخط وعدم الرضا التي تهيمن على كثيرين من الباكستانيين بسبب هذا القانون. وتكشف نقلا عن تقارير محلية في باكستان أنه سيتم استبدال السفير الباكستاني الحالي لدى الولايات المتحدة، حسين حقاني، بسبب الدور الذي لعبه في التفاوض على هذا المشروع. كما تتطرق المجلة لحالة الغضب التي تهيمن كذلك على الجيش والمؤسسة العسكرية في البلاد، بعد مطالبتها الحكومة المدنية بمراجعة واستعراض حزمة المساعدات وكذلك الشروط التي يجب أن تفي بها اسلام آباد كي تصبح مؤهلة لتلقي المساعدة المالية، وهو التطور الذي رأت المجلة أنه يبنذر بفتح سجالا ً محتدما ً من المواجهة بين الجيش والحكومة ، وينذر بتوتر العلاقات بينهما. وفي ذات السياق تشير المجلة إلى المخاوف التي يثيرها البعض الآن في باكستان من احتمالية قيام زرداري - وسط هذه الأحداث - باستخدام سلطاته في تحويل البلاد إلى إقطاعية خاصة به

اتت موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على مشروع قانون ( كيري - لوغار) الخاص بزيادة المساعدات الأميركية لباكستان وتعزيز الشراكة الأميركية - الباكستانية ليصبح قانونا ً رسميا ً، لتثير زوبعة سياسية كبرى على الصعيد الداخلي في باكستان. وفي هذا الإطار، تفرد مجلة فورين بوليسي الأميركية تقريراً مطولاً للحديث فيه عن تداعيات هذا المشروع، بكشفها في البداية عن أن باكستان لا تبدو متحمسة للغاية إزاء احتمالية تلقيها مساعدات أميركية. وتمضي لتكشف نقلا ً عن صحيفة quot;ذا دونquot; الباكستانية أنه سيتم استبدال السفير الباكستاني الحالي لدى الولايات المتحدة، حسين حقاني، بسبب الدور الذي لعبه في التفاوض حول هذا المشروع.

ثم تنتقل المجلة لتشير إلى حالة الغضب التي تهيمن أيضا ً على القوات المسلحة بعد أن عبرت عن امتعاضها من حزمة المساعدات الجديدة هذه، وتلفت هنا إلى قيام القيادة العسكرية العليا خلال الأسبوع الماضي بحث الحكومة المدنية على استعراض حزمة المساعدات وكذلك الشروط التي يجب أن تفي بها إسلام آباد كي تصبح مؤهلة لتلقي المساعدة المالية. وقبيل مصادقة أوباما على مشروع القانون بفترة قصيرة، كان يرغب كبار قادة وجنرالات الجيش في أن تقوم حكومة الرئيس آصف علي زرداري بالتفاوض من جديد مع واشنطن حول الاتفاق. وهو التطور الذي رأت المجلة أنه ينذر بتفجير سجالا ً محتدما ً ونوعا ً من أنواع المواجهة بين الجيش والحكومة، ويعتقد كثيرون في باكستان الآن أن العلاقات بينهما قد تتوتر نتيجة لهذا الأمر.

وتقول المجلة إن سبب انبعاث مشاعر القلق لدى الجيش يتعلق بالشروط التي يتضمنها مشروع القانون ويبدو أنها تتعدى على جوانب خاصة بالحكومة كانت لها الغلبة فيها بصورة اعتيادية. وهنا توضح المجلة بالقول إن باكستان ستكون ملزمة على ما يبدو بتقديم معلومات والمساعدة في الوصول المحتمل إلى أناس من نوعية العالم النووي عبد القادر خان. وسيتعين عليها أيضا ً إظهار أدلة تؤكد قضائها على كافة الشبكات الإرهابية، بما في ذلك جماعتي quot;عسكر طيبةquot; وquot;جيش محمدquot;، الأمر الذي ينظر إليه بشكل معتاد على أنه جزءا ً من الحرب في كشمير بدلا ً من الحرب في أفغانستان. وأخيرا ً، سيكون على إسلام آباد أن تشبع رغبة واشنطن فيما يتعلق بالسيطرة المدنية على الجيش. وهي الشروط التي ربطتها المجلة بحالة عدم الارتياح التي تهيمن على العسكريين، حيث يُنظر إليها على أنها قضايا مؤثرة في اختصاصيات الجيش.

وتشير المجلة في سياق متصل إلى أن كثيرين بداخل المجتمع الأمني الكبير في باكستان ينظرون إلى تلك الشروط التي يتضمنها مشروع quot;كيري لوغارquot;، وترتبط بفرض السيطرة المدنية على الترقيات رفيعة المستوى بداخل القوات المسلحة والسيطرة على الميزانية العسكرية، على أنها شروطا ً تطفلية وترقى لتدخل الولايات المتحدة في الشأن الداخلي لباكستان. وبالتأكيد، سيشعر جنرالات الجيش بعدم الارتياح إزاء تطور العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة وتحولها إلى شأن خاص بين واشنطن وقادة باكستان المدنيين.

وتلفت المجلة كذلك إلى تزايد موجة الانزعاج حدة، نتيجة لعدم ارتياح العسكريين وبعض قطاعات المجتمع المدني بتعاظم السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية في وقت تبدو فيه مصداقية القيادة السياسية العليا موضعا ً للشك والريبة. وتكشف المجلة أيضا ً عن مشاعر الخوف التي تراود البعض من احتمالية قيام زرداري باستغلال سلطته في تحويل البلاد إلى إقطاعية خاصة به. وتشير المجلة في ذات السياق إلى استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو للأبحاث في آب / أغسطس الماضي ووجد أن نسبة قدرها 32 % فقط من الباكستانيين يمتلكون وجهة نظر محابية لزرداري. وذلك في الوقت الذي لا يرى فيه الجيش أيضاً أي أوجه اختلاف بين باقي المرشحين للقيادة السياسية.

وتختم المجلة حديثها مشيرة ً إلى إن مشروع قانون quot;كيري لوغارquot; يبدو لكثيرين من الباكستانيين على أنه مؤامرة بين زعيم مدني غير موثوق به وبين الولايات المتحدة بغرض الحد من القوة العسكرية للدولة النووية الإسلامية الوحيدة. وتتحدث المجلة أيضا ً عن وجود رأي في باكستان يطالب الآن بضرورة رفض أجهزة الدولة الباكستانية quot;المبلغ الزهيدquot; المعروض عليها وذلك في مقابل الحصول على قدر أكبر من الحرية الدبلوماسية. وفي الوقت الذي لا يمتلك فيه أحداً بباكستان خارطة طريق خاصة بكيفية استبدال المساعدات الأميركية، تؤكد المجلة على أن الخلاف قد يقنع واشنطن بالسير على نحو أكثر حذرا ً، وبالتأكيد من دون المساس بالجيش الباكستاني.