اكد الرئيس العراقي جلال طالباني اصرار بلاده على استصدار قرار دولي يعتبر عمليات الاربعاء الدامي جرائمَ إبادةٍ جماعية وموجهةً ضدّ الإنسانية ويلاحق الجُناةِ ومموليهم وداعميهم ومحرضيهم حيثما كانوا ودعا الأجهزةِ الأمنيةِ والإستخبارية الى تعزيزَ جهودِها لأعمالٍ استباقيةٍ ترصدُ المنفذين وتمنعهم من مأربهم الإرهابية بالترافق مع تفعيلَ وتنشيطَ الجهدِ الشعبيِّ الداعمِ لجهدِ الدولةِ في مجال محاربةِ الإرهابِ والجريمة . واشار طالباني الى ان quot;جريمة الأربعاء الداميةquot; في التاسع عشر من اب (اغسطس) الماضي التي اودت بحياة 82 عراقيا واصابت 1230 اخرين تعتبر برمزيتها quot;الأهم في مسلسل الإجرام لانها دفعت باتجاه حراك وطني أكد أهمية العمل على عدم الاستكانة والقبول بمبدأ quot;الإستقرار الأمني المشوب بالحذرquot; وإنما توفير كل الممكنات اللازمة لاجتثاث الإرهاب والجريمة نهائياً ومراجعة الخطط الأمنية التكتيكية والإستراتيجية وتعزيز الجهود الإستخبارية المطلوبة لإنجاز ذلك.
كلمة طالباني جاءت يوم الجمعة في الحفل التأبيني الذي أقامته وزارة الخارجية ببغداد في ذكرى أربعينية ضحايا وزارة الخارجية الذين قتلوا في تفجيرات ذلك الاربعاء الاربعاء وبلغ عددهم 53 ديبلوماسيا وموظفا في الوزارة وحضره رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعدد من الوزراء والنواب وسفراء دول العالم المعتمدين لدى العراق واعضاء السلك الدبلوماسي وعوائل الضحايا وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين.
واكد الرئيس العراقي ان تلك التفجيرات قد كرّست أهميةَ العملِ، دولياً، على استحصالِ قرارٍ دوليٍّ باعتبارِ هذه الجرائم جرائمَ إبادةٍ جماعية وموجهةً ضدّ الإنسانية والسعيِ الحثيثِ إلى ملاحقةِ الجُناةِ ومموليهم وداعميهم ومحرضيهم حيثما كانوا. . وقال ان الإجماعُ الدوليُّ الذي توفرَ عبر إدانةِ الجريمةِ من معظمِ الدولِ والمؤسساتِ الدولية وعبر التضامنِ الذي أبدته الأسرةُ الإنسانية مع شعبِ العراق سيكون هو المُناخ الذي يساعدُ على استصدارِ مثل هذا القرارِ من المنظمةِ الدولية.
وشدد طالباني على ان quot;جريمةَ الأربعاءِ وما ترافق معها وأعقبها من جرائمَ إرهابيةٍ حدثت في العاصمة بغداد أو في مدنٍ أخرى كانت تهدف في ما تهدف إليه إلى إشاعةِ جوٍّ من العنفِ والقلق والفوضى بقصدِ التأثيرِ على استعداداتِ شعبِنا وقواه السياسية للإنتخاباتِ التشريعية المقبلة التي ندرك كما يدرك ذلك الإرهابيون والصداميون ومَن يقف معهم، أنها محوريةٌ وحاسمة في ترسيخِ بناءِ تجربتِنا الديمقراطية، الأمر الذي يفرض على القوى المتنافسة خوضَ تنافسِها وتصريفَ اختلافاتِها بأجواءَ ديمقراطيةٍ تتفهم طبيعةَ التحدياتِ وتؤمِّن أداءً تنافسياً يقظا إزاء هذه التحدياتquot; .
واكد على الأجهزةِ الأمنيةِ والإستخبارية ضرورة تعزيزَ جهودِها لأعمالٍ استباقيةٍ ترصدُ المجرمين وتمنعهم من تنفيذ مآربهم الإرهابية .. وقال quot;ان هذا ما يتطلبُ تفعيلَ وتنشيطَ الجهدِ الشعبيِّ الداعمِ لجهدِ الدولةِ في مجال محاربةِ الإرهابِ والجريمة، ذلك أن الوصولَ إلى بيئةٍ وطنيةٍ آمنة ونظيفة من العنفِ هو عملٌ تضامنيٌّ مشترك بين الجميع، ومن واجبِ الدولةِ بجميعِ هياكلِها تأمينُ مستلزماتِ وجودِ هذا العملِ ونجاحِه، خصوصاً أن شعبنا الكريم في عطائه وصبره ومواجهته للتحديات أبدى دروسا عظيمة في تحدي الإرهابِ وإصرارِهِ على بناء دولتِه الديمقراطيةِ الاتحادية المستقلةquot;.
وكان زيباري امد الخميس الاربعاء الماضي فشل جميع الاجتماعات الثنائية والاقليمية حول الازمة مع سوريا وشدد على ان بلاده لن تحضر مستقبلا اي اجتماع بهذا الصدد وقال ان الامم المتحدة تدرس حاليا تعيين واحد من عدة شخصيات معروضة اسماءها عليها مبعوثا امميا للتحقيق في تفجيرات الاربعاء الدامي في بغداد وجدية تشكيل محكمة دولية للمسؤولين عنها .
واضاف زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد حول الازمة مع سوريا الناتجة عن اتهامات الحكومة العراقية لقياديين في حزب البعث المحظور تأويهم دمشق بالمسؤولية عن التفجيرات ان بلاده قد تجاوبت مع جميع الوساطات الدولية والعربية والاقليمية لحل الازمة لكن اربعة اجتماعات سياسية وامنية عقدت مع الجانب السوري بوساطات من تركيا والجامعة العربية فشلت في التوصل الى اي نتائج ايجابية على هذا الصعيد .
وشدد الوزير العراقي على ان بلاده لن تحضر مستقبلا اي اجتماعات حول الازمة مع سوريا لعدم جدواها في التوصل الى حلول اضافة الى ان اي من الجهات التي توسطت بالامر لم تقدم اي حلول مقبولة للازمة . واشار الى انه برغم التحفظات العراقية على فوائد اجتماعات دول جوار العراق التي سيعقد احدها في شرم الشيخ اليوم فأنبلاده تشارك فيه على امل في اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الامن في العراق والمنطقة . واوضح ان المشكلة ليست في قرارات هذه الاجتماعات وانما في عدم تنفيذ هذه القرارات .
وحول الطلب العراقي بتشكيل محكمة دولية حول التفجيرات الدامية التي شهدها العراق في اب الماضي والتي عرفت بالاربعاء الدامي فقد اشار زيباري الى ان العراق اجرى اتصالات حول ذلك مع العديد من الدول الصديقة والعضوة في مجلس الامن الدولي وتوصل الى راي بان يقوم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتعيين مبعوث دولي يتولى التحقيق في الاعمال الارهابية التي يتعرض لها العراق وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الموضوع والتوصية فيما اذا كان الامر يتطلب تشكيل هذه المحكمة . واشار الى ان عدة شخصيات معروضة اسماؤها حاليا على مجلس الامن لاختيار احدها كمبعوث دولي للتحقيق في تلك الاعمال وتحديد المسؤولين عنها .
التعليقات