تواصل القوات الباكستانية عملياتها في جنوب وزيرستان لليوم الثاني على التوالي للقضاء على حركة طالبان، وتؤكد واشنطن ان القاعدة اعادت تجميع قواتها في المناطق القبلية الباكستانية المجاورة لافغانستان.

بيشاور: تبدي حركة طالبان مقاومة شديدة للهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني على اقليم وزيرستان الجنوبية منذ السبت، في حين ارتفع عدد النازحين الهاربين من العمليات العسكرية الى نحو مئة الف شخص. واعلن الجيش الباكستاني مقتل نحو 60 متمردا في اليوم الثاني من هجومه البري والجوي الذي يشارك فيه نحو 20 الف جندي في هذه المنطقة الوعرة المسالك في شمال غرب باكستان.

وجاء في بيان عسكري quot;لقي 60 ارهابيا مصرعهم خلال الساعات ال24 الماضيةquot;. وقتل ستة جنود باكستانيين منذ بدء الهجوم احدهم خلال القصف الذي شنه مقاتلو طالبان على قاعدة رزماك العسكرية بحسب ما افاد الجيش.

وابدى مقاتلو طالبان مقاومة شرسة في منطقة شروانجي في قلب مناطق قبائل محسود التي تقدم العدد الاكبر من عناصر طالبان في باكستان. وهم يستخدمون في القتال كل انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة. وتدخل الطيران الباكستاني وشن غارات على بلدتي لضحى وماكين في شمال الاقليم حيث تم تدمير خمسة مواقع لطالبان بحسب ما افاد ضابط لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف اسمه.

وتمكن الجيش من السيطرة على قرية سبينكاي راغضاي واقامة حاجز تفتيش قرب مدينة كوتكاي التي يتحدر منها زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود بحسب ما افاد مسؤول عسكري باكستاني. وفر من وزيرستان الجنوبية اكثر من مئة الف شخص بحسب الجيش الباكستاني والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.

وقال الكولونيل وسيم شهيد لوكالة فرانس برس quot;نزح نحو مئة الف شخص وانتقلوا الى اقليمي تانك وديره اسماعيل خان المجاورينquot;. وتحذر السلطات من امكان ارتفاع عدد النازحين الى مئتي الف شخص. ويعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان المناطق القبلية في شمال غرب باكستان quot;هي المكان الاخطر على الاميركيين في العالمquot;. وكانت الحكومة الباكستانية اعلنت منذ حزيران/يونيو الماضي هجوما واسعا على هذا الاقليم مقعل قبائل آل محسود.

ويعتقد ان حركة طالبان الباكستانية تملك ما بين عشرين و25 الف مقاتل في المناطق القبلية بينها ما بين 10 و12 الف مقاتل في وزيرستان الجنوبية مدعومين بمقاتلين عرب او من آسيا الوسطى وفق الخبراء. ويقدر الخبراء العسكريون ان يستغرق الهجوم ما بين ستة وثمانية اسابيع ولا بد من ان ينتهي قبل ان يبدأ تساقط الثلوج.

والهجوم الذي تشنه القوات الباكستانية يترافق مع حظر تجول غير محدود زمنيا فرض على وزيرستان الجنوبية كما قال مسؤولون. وقد اظهرت وتيرة الهجمات التي وقعت في البلاد منذ الخامس من تشرين الاول/اكتوبر بينها الهجوم على مقر قيادة الجيش قرب اسلام اباد، ضعف القوى الامنية، ويقول خبراء انها تفتقر الى التجهيزات والخبرة في مجال مكافحة الارهاب.

وقال مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة quot;تبذل قصارى جهدهاquot; لمساعدة باكستان في تحسين قدراتها في مجال مكافحة الارهاب مع تقديم مساعدة عسكرية الى هذه الدولة المسلمة.