تجري مناورات دفاعية جوية واسعة النطاق في إسرائيل تشمل تشغيل أنظمة إسرائيلية وأميركية في وقت متزامن لتشكيل مظلة مضادة للصواريخ تعتبر الاكثر تطورا في العالم.
تل أبيب: تستمر المناورات العسكرية المشتركة الأميركية - الإسرائيلية التي بدأت يوم الأربعاء. وتكتسب هذه المناورات أهمية سياسية حيث يجري خلالها تجربة تقنيات قد تستعمل لمواجهة هجوم نووي إيراني مفترض. وتؤكد هذه المناورات على العلاقة الخاصة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة، بالرغم من الخلافات الأخيرة حول العملية السلمية في الشرق الأوسط. وتشارك في المناورات 17 قطعة بحرية أميركية محملة بأجهزة رادار قادرة على اكتشاف صواريخ أرض-أرض.
ومناورات quot;جونيبر كوبرا-10quot; هي الخامسة في سلسلة تدريبات دفاع جوي مشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقد بدأت هذا الاسبوع وتاتي وسط توتر متزايد بين اسرائيل وايران. وقال قائد جهاز الدفاع الجوي الاسرائيلي دورون غافيش للصحافيين ان نحو الف جندي اميركي سيشاركون الجيش الاسرائيلي خلال هذه المناورات التي تستمر اسبوعين، في تجربة اسلحة quot;تهدف الى انشاء نظام الدفاع الاكثر تطورا لحماية مواطنينا ومنازلنا من الهجماتquot; بالصواريخ البالستية.
ورفض قادة عسكريون اسرائيليون واميركيون توضيح السيناريوهات المعتمدة في التدريب لكنهم قالوا انهم سيتدربون على دمج مختلف الانظمة المضادة للصواريخ التي يمكنها ان تصد في الوقت نفسه صواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى. واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان التدريبات قد تشمل سيناريو هجوم تشنه ايران يترافق مع اطلاق صواريخ قصيرة المدى من سوريا ومن قبل حزب الله الشيعي اللبناني.
وسيجري إطلاق صواريخ وهمية لاكتشاف فعالية أجهزة رادار سيجري نصبها على امتداد الساحل الإسرائيلي. ويشارك في هذه المناورات ألف عسكري أميركي وعدد مماثل من الجيش الإسرائيلي، وستستمر المناورات لمدة أسبوعين.
وتشمل هذه المناورات اطلاق وابل من الصواريخ من ثلاثة اتجاهات داخل اسرائيل. وصرح مصدر عسكري اسرائيلي لم يكشف عن هويته لوكالة أسوشيتدبرس بأن المناورات ستشمل أيضا استخدام تكنولوجيا الرادار من نوعية quot;إكسquot; التي تستخدم في رصد الصواريخ القادمة من على بعد مئات الكيلومترات.
وقال الاميرال جون ريتشاردسون قائد القوات الاميركية ان الانظمة المستخدمة ستشمل ثاد الاميركي (الدفاع الجوي في منطقة مرتفعة) ونظام ايجيس الدفاعي الذي ينصب على سفن ونظام باتريوت المضاد للطيران وكذلك الاسرائيلي quot;آروquot; (حيتز 2).
يشار الى ان اسرائيل والولايات المتحدة تعاونتا في مجال الدفاع المضاد للصواريخ منذ ان ارسلت واشنطن بطاريات صواريخ باتريوت الى اسرائيل خلال حرب الخليج الاولى حين اطلق صدام حسين عشرات من صواريخ سكود على اسرائيل.
وجرت تجربة الدفاعات الجوية الاسرائيلية منذ ذلك الحين بشكل اضافي. واطلق حزب الله مئات الصواريخ على اسرائيل خلال حرب 2006 في لبنان فيما اطلق ناشطون فلسطينيون ايضا الاف الصواريخ اليدوية الصنع من قطاع غزة. وقال الجنرالات ان التدريبات محض دفاعية وكانت مقررة من سنتين تقريبا ولا تاتي كرد فعل على اي من احداث العالم.
لكنها تاتي وسط توتر بين اسرائيل وايران. ولم تستبعد اسرائيل، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن غير المعلنة، اللجوء الى العمل العسكري لوقف انشطة ايران النووية والتي يشتبه الغرب في انها تسعى الى صنع اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
واجرت ايران من جهتها في الاونة الاخيرة تجارب على صواريخ يمكنها بلوغ اسرائيل فيما كرر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القول ان المحرقة quot;خرافةquot; داعيا الى شطب اسرائيل عن الخارطة.
وقال ريتشاردسون ان quot;جونيبر كوبراquot; تتضمن ثلاث مراحل ما يشمل نشر قوات اميركية ومحاكاة هجمات واخيرا تجربة انظمة باتريوت مضيفا ان كل القوات الاميركية ستغادر المنطقة عند انتهاء التمارين.
التعليقات