رحبت ايطاليا بتوني بلير لرئاسة الاتحاد الأوروبي منوهة الى أن ترشيحه يحتاج لاتفاق كافة الدول

لوكسمبورغ: اعرب وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عن ترحيبه بترشيح توني بلير لمنصب رئيس الاتحاد الأوروبي وفق معاهدة لشبونة، معتبراً إياه quot;قائداُ كاريزمياًquot; ولو أنه أشار إلى أن هذا الترشيح يحتاج لاتفاق كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأشار رئيس الدبلوماسية الايطالية في تصريحات على هامش مشاركته في مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين المنعقد في لوكسمبورغ اليوم أن بلير quot;شخصية متحمسة لأوروبا وقادرة على أن تكون محاوراً مرموقاً مع دول مثل الولايات المتحدة والصين أو الهندquot; على حد قوله.

لكن فراتيني ذكر بأن quot;التوصل إلى قرار (حول تسمية بلير) لا يمكن أن يكون بواقع أربعة عشرة دولة مقابل ثلاثة عشرةquot; مستبعداً بذلك إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن التعيينات في المناصب العليا للاتحاد الأوروبي خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي ستجري في بروكسل يوم الخميس والجمعة القادمين.

رئيس وزراء لوكسمبورغ مهتم بالرئاسة

كما ابدى رئيس وزراء لوكسبورغ جان كلود يونكر اهتمامه بمنصب رئيس الاتحاد الاوروبي ان كان ذلك يجسد رؤية طموحة لاوروبا، طارحا نفسه بذلك منافسا لبلير والهولندي يان بيتر بلكنندي. وقال يونكر في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية الثلاثاء quot;ان تم توجيه الدعوة لي، لن يكون لدي سبب لعدم تلبيتها، شرط ان تكون منبثقة عن افكار طموحة لهذا المنصبquot;.

وطرح اسم يونكر اقدم قادة الاتحاد الاوروبي في السلطة، منذ فترة بوصفه مرشحا محتملا لتولي منصب رئيس المجلس الاوروبي الذي يفترض ان يصبح ثابتا، وفق ما نصت عليه معاهدة لشبونة، في حال اعتمادها.

ولكنها المرة الاولى التي يعبر فيها بوضوح عن اهتمامه بالمنصب. وقال quot;علمت انه لا ينبغي الترشح لمثل هذه الوظيفة. ينبغي ترك الاخرين يوجهون الدعوةquot;. واكد يونكر الذي يراس كذلك منتدى وزراء مالية منطقة اليورو (مجموعة اليورو) معارضته لتوني بلير لتولي المنصب الاعلى والرمزي في الاتحاد الاوروبي.

وقال مشيرا الى رئيس الوزراء البريطاني السابق quot;لا ارى المجالات التي برهنت فيها بريطانيا على التزام اوروبي حقيقي ملهم خلال السنوات العشر الماضية، عدا التقدم في مجال الدفاعquot;. واضاف quot;استند الى نموذج نظري يرى انه ينبغي ان يمثل اوروبا من يكون همه الرئيسي هو ان يخدمها وان يجمعها حول حلول وسط فاضلة، ولا يتظاهر بتمثيلها في الخارج دون ان يحقق التلاحم الداخليquot;.

وينتقد يونكر بلير خصوصا لانه لم يف بعهده باقناع البريطانيين بالدخول الى منطقة اليورو عندما كان في الحكم. وقال quot;ان مسيرة بعض الاوروبيين اغنتها رغبتهم في دفع اوروبا الى الامام بما فيها الوحدة النقدية. البعض الاخر لم يعرفوا كيف يواكبون هذه المسيرةquot;.

ولا يبدو يونكر اكثر تسامحا مع نظيره الهولندي يان بيتر بلكنندي الذي يقول عنه quot;انه صديق رغم اني اختلف معه احيانا في النقاش بشأن القضايا الاوروبية. لقد خاطرت لدى تنظيم الاستفتاء على الدستور (الاوروبي) في بلدي، عبر التلويح بالاستقالة في حال كانت الاجابة بالنفي. اما هو فلم يفعل ذلك، ولكني افهمه لاني اعرف الوضع في بلدهquot;.

ويقول يونكر مع ذلك انه لا يريد ان يروج لشخصه وانما quot;لمفهوم دورquot; رئيس الاتحاد الاوروبي، الذي يعتبره جسرا بين الدول الكبيرة والصغيرة في الاتحاد، بين القديمة والحديثة في كتلة اوروبا الشرقية، وكذلك ليلعب دور quot;الوسيط المسهلquot; بين فرنسا والمانيا. وفي كل الاحوال ليس مجرد امين عام للدول الكبرى. وقال quot;ان كان مجلس اوروبا يبحث عن حل سهل ومنصب يتباهى به، لن تخطر ببالي ابدا فكرة ان اقول نعم لمثل هذه الدعوةquot;.