بسبب جهودها لحل المشاكل الإقليمية في المنطقة تعززت مكانة تركيا لدى الدول العربية.

اسطنبول: قال تقرير اليوم الجمعة ان جهود تركيا لحل المشاكل الاقليمية مثل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني او النزاع بشأن البرنامج النووي الايراني عززا مكانتها لدى جيرانها العرب. وافادت دراسة اجرتها مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية ومقرها اسطنبول ان حوالي ثلاثة ارباع العرب يعتقدون ان تركيا يجب ان تكون اكثر نشاطا في معالجة مشاكل المنطقة.

واضافت ان 61 في المئة يعتقدون ان تركيا ذات الدستور العلماني لكن اغلبية سكانها مسلمون تمثل نموذجا ناجحا للعالم الاسلامي. وقال التقرير الذي يحمل عنوان quot;المفاهيم عن تركيا في الشرق الاوسطquot; ان حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ذات الجذور الاسلامية قطعت صلتها بالسياسة الخارجية للعهد الماضي والتي كانت متباعدة الى حد كبير عن الشرق الاوسط كما عززت الحكومة الوجود السياسي والثقافي والاقتصادي لتركيا في المنطقة.

وأضافت ان quot;تولي حزب ذي جذور اسلامية السلطة بطريقة ديمقراطية وعمله لتعزيز الديمقراطية زاد من الاهتمام في الشرق الاوسط بتركيا بدرجة ملموسة.quot; وقالت الدراسة التي استطلعت اراء 2006 اشخاص في العراق وسوريا ومصر والاردن ولبنان والسعودية والاراضي الفلسطينية ان 75 في المئة ممن شملتهم الدراسة لديهم نظرة quot;ايجابية جداquot; او quot;ايجابيةquot; لتركيا مما يجعلها ثاني اكثر البلاد شعبية في المنطقة بعد السعودية.

وقال منصور اكجون رئيس برنامج السياسة الخارجية في مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية وهو احد المشاركين في كتابة الدراسة quot;تحبذ تركيا سياسة حل الصراع والتي لقيت دعما كبيرا من الناس في المنطقة.quot; واضاف في مؤتمر صحفي انه لكي تحافظ تركيا على هذا الدعم يجب عليها ان تكون محايدة في صراعات المنطقة وان تركز على الوساطة.

وفترت العلاقات بين تركيا واسرائيل منذ توغل اسرائيلي على مدى ثلاثة اسابيع في قطاع غزة في بداية العام والذي انتقده اردوغان. وقال رئيس الوزراء التركي هذا الاسبوع ان اسرائيل لم تعد تثق في تركيا كوسيط مع سوريا. واثناء زيارة الى طهران الشهر الماضي دافع اردوغان عن حق ايران في تطوير طاقة نووية مما اثار القلق بين الحلفاء الغربيين من ان تكون تركيا عضو حلف شمال الاطلسي تحول تركيزها الى الشرق.

وقالت مليحة التونيزيك استاذة العلاقات الدولية في جامعة الشرق الاوسط التقنية واحد كتاب دراسة مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية ان مثل هذه التصريحات تقف في طريق لعب تركيا لدور الوساطة. لكن 79 في المئة ممن استطلعت الدراسة اراءهم يعتقدون ان انقرة ينبغي ان تتوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين وقال 76 في المئة ان تركيا لديها النفوذ لجلب السلام للعالم العربي.

وأظهرت الدراسة ان أكثر من النصف يؤيدون وجود دولة مسلمة في الاتحاد الاوروبي وقال 64 في المئة ان مسعى تركيا للانضمام للكتلة الاوروبية له اثر ايجابي على العالم العربي. وقالت صبيحة سنيوجل جوندوجار التي شاركت ايضا في اعداد الدراسة quot; طالما بقيت تركيا نشطة في الشرق الاوسط سنرى وضعها يتعزز مع الاتحاد الاوروبي وسيتزايد حصولها على القبول من الدول الاقليمية.quot;

ايران وتركيا تريدان تعزيز علاقاتهما من دون الاشارة الى الملف النووي

من جانب أخر اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة عن املهما في تعزيز العلاقات الثنائية، وفق مكتب احمدي نجاد الذي لم يشر الى الملف النووي الايراني. وقال احمدي نجاد للوزير التركي خلال لقائهما في تبريز (شمال غرب) وفق المصدر نفسه ان quot;كلا من ايران وتركيا يمكن ان يكون اول شريك تجاري للاخر، واذا جرت ادارة هذه العلاقة التجارية في شكل جيد فانها ستخدم مصالح كل من الطرفينquot;.

من جهة اخرى، نقل مكتب الرئيس الايراني ان داود اوغلو حض البلدين على التشاور بهدف تعزيز العلاقات بنهما. ولم يشر المكتب الى الملف النووي الايراني. وياتي اللقاء بين احمدي نجاد وداود اوغلو في وقت ابدت الدول الست الكبرى الجمعة في بروكسل quot;خيبة املهاquot; حيال رفض ايران عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج.

وفي هذا الاطار، كانت انقرة اقترحت تخزين اليورانيوم الايراني المخصب على اراضيها، بحسب مصادر رسمية تركية. وقال وزير الخارجية التركي الاثنين بحسب ما نقلت عنه الصحافة quot;الايرانيون يثقون بنا (...) ولكن ثمة معارضة قوية داخل ايران. انهم يقولون ان المشكلة ليست في تركيا بل في نقل اليورانيوم الى الخارجquot;. واضاف quot;من وجهة نظرنا، فان الباب لا يزال مفتوحاquot;.