قال زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي يوم الاحد إن الحركة الاصلاحية لن تروعها الاساليب القاسية التي تتبعها الحكومة في الوقت الذي منعت فيه شرطة مكافحة الشغب مظاهرة للاصلاحيين. وسبقت تصريحات موسوي تجمعا من المقرر أن يقوم به إصلاحيون لإحياء ذكرى مقتل داريوش فروهر وزوجته اللذين كانا يتزعمان حزب الامة الإيرانية المحظور. وكانا قد لقيا حتفهما طعنا على أيدي عناصر quot;مارقةquot; عام 1998 .

طهران: قال زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي ان حركة الاصلاح ستستمر رغم ضغوط الحكومة الهادفة لاستئصالها. وقال quot;يجب ألا تروع الحكومة الناس لكي يغيروا مسارهم... هذه الحركة ستستمر ونحن مستعدون لدفع أي ثمن.quot; ونظرا لعجز الاصلاحيين عن تنظيم مظاهرات خاصة بهم فقد سعوا الى السيطرة على الاحتجاجات الرسمية ودعوا مؤيديهم الى الخروج يوم السابع من ديسمبر كانون الاول عندما تحتفل إيران بالعيد السنوي للطلبة.

وكانت قوات الامن الإيرانية حذرت المعارضة مطالبة اياها بعدم المشاركة في quot;أعمال شغب بالشوارعquot; في محاولة لتفادي تجدد الاحتجاجات التي اندلعت بالشوارع بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت في 12 يونيو حزيران والتي تعتبر اسوأ اضطرابات في إيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

وقال شاهد عيان ان العشرات من أفراد الشرطة الإيرانية أغلقوا المنطقة المقرر أن تقام بها التظاهرة لمنعها من التحول الى مظاهرة معارضة. وقال الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه quot;يقومون بتفريق الناس. ولا تسمح الشرطة لاحد بالتوقف في هذه المنطقة. والشرطة وقوات الامن مزودون بالهراوات.quot;

واشتبكت الشرطة مع أنصار موسوي في طهران في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني عندما حول تجمع حاشد بمناسبة الذكرى الثلاثين لاقتحام السفارة الأميركية الى أعمال عنف. وقال موسوي والمرشح المهزوم الاخر مهدي كروبي ان الانتخابات زورت لضمان اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. ووصفت السلطات المظاهرات التي اعقبت الانتخابات والتي قمعها الحرس الثوري والميليشيات الاسلامية بانها مؤامرة غربية لتقويض الجمهورية الاسلامية.

وألقي القبض على الاف الاشخاص بتهمة التحريض على الاضطرابات. وتم الافراج عن معظمهم وسارع القضاء الإيراني بمحاكمة عشرات الاصلاحيين وبينهم مسؤولون بارزون سابقون ومحامون وطلبة ونشطاء لايزالون في السجون. وصدرت أحكام بالاعدام على خمسة منهم في حين صدرت أحكام بالسجن لمدد تصل الى 15 عاما على 81 شخصا.

وكان ابرز هؤلاء رجل الدين المعتدل ونائب الرئيس السابق محمد على ابطحي الذي صدر الحكم بسجنه لمدة ستة اعوام ثم اطلق سراحه يوم الاحد بكفالة تعادل 700 الف دولار. وامامه 20 يوما لاستئناف الحكم. ونقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية عن محامي ابطحي ويدعى حسين سيماي قوله quot;ان الحكم صدر بسجنه بدعوى العمل ضد الامن القومي واطلاق الدعاية ضد النظام. وتقدمت باستئناف ضد هذا الحكم.quot;

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت يوم الخميس ان أحكام الاعدام quot;تطور مؤسف ومحزن للغايةquot;. وطالب رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية كلينتون باحترام استقلال الهيئة القضائية الإيرانية. وقال ان quot;التدخل في شؤون إيران أمر غير مقبول.quot; وتقول المعارضة ان أكثر من 70 شخصا قتلوا في أعمال العنف التي تلت انتخابات الرئاسة الإيرانية في حين يقول مسؤولون ان عدد القتلى نصف هذا الرقم وان أفرادا من قوات الامن بين الضحايا. ودعا المتشددون السلطات الى اتخاذ اجراءات قانونية ضد موسوي وكروبي quot;لاضرارهما بسمعة النظامquot; لكن اي أجراء كهذا ضد زعيمي المعارضة سيعيد المظاهرات الى الشوارع.

الحرس الثوري الإيراني يجري مناورات عسكرية

من جانب أخر أفادت تقارير إخبارية إيرانية بأن الحرس الثوري الإيراني يبدأ اليوم مناورات عسكرية. وذكرت شبكة quot;الخبرquot; الإخبارية أن المناورات ستستمر خمسة أيام وستركز بصورة أساسية على اختبار قدرات سلاح الجو والإجراءات الوقائية في حال تعرض المواقع النووية لأية هجمات.

وقد كثفت إيران من مناوراتها العسكرية مؤخرا بعد تكرار التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية ، الموجودة في العاصمة طهران ووسط وجنوب البلاد. وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أكثر من مناسبة عدم امتلاك أي دولة الجرأة على مهاجمة إيران وتحدي قوتها العسكرية. وتقول إيران إن قواتها العسكرية للردع والدفاع عن الذات ولا تهدف إلى مهاجمة أي دولة.

إلا أن الدول الغربية تخشى من أن إيران قد تهاجم عدوتها اللدود إسرائيل خاصة باستخدام صواريخ شهاب shy; 3 التي تفيد التقارير بأن مداها يصل إلى ألفي كيلومتر وهو ما يعني أنها قادرة على الوصول إلى أي جزء في إسرائيل. ولم تستبعد طهران ، من جانبها ، استخدام صواريخها ضد إسرائيل ، إلا أنها اكدت أنها لن تفعل هذا إلا في حال شنت إسرائيل هجمات جوية ضد المواقع النووية الإيرانية.