quot;أنا زهراء راهنفارد ولست ميشال أوباماquot;
هل تطيح زوجةمير حسين موسوي بأحمدي نجاد؟

إقرأ أيضا

غدا يوم الحسم الإيراني .. الصور تتحدث


القذافي رجل طائش وإستهداف للهولوكوست في الصحف البريطانية

إنتخابات الرئاسة الإيرانية غدًا: هل تشهد البلاد تحولاً إلى الدولة؟

إيران: كروبي ورضائي مرشحان لا يحظيان بفرصة الفوز

إيلاف- قسم الترجمة: ألهبت زهراء راهنفارد، زوجة زعيم المعارضة المعتدل، غمار الحملة الانتخابية الإيرانية. فلقد أثرت زوجة مير حسين موسوي على مزاج الناخبين في السباق الرئاسي وذلك من خلال دعواتها إلى حقوق متساوية للنساء. وأضحت بذلك من أبرز الشخصيَّات في أكثر الحملات الإيرانيَّة الانتخابيَّة تنافسيَّة، بالرغم من أنَّها غير مرشحة للمنصب.وسيكون من السهل التقليل من شأن زهراء راهنفارد كمجرد فبركة إعلاميَّة غربيَّة تبحث عن جانب غير مألوف في هذه الانتخابات. وحتى لقد تم إطلاق لقب ميشيل أوباما الإيرانية، باعتبارها متزوجة من مرشح المعارضة مير حسين موسوي. غير أن الأكاديمية والفنانة والجدّة البالغة 64 عامًا، كانت قد أحدثت فعلاً اضطراباً يكفي لخلق بلبلة في حملة إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وهي بذلك تعيد صياغة دور زوجة السياسي، وتجتذب المزيد من الأتباع لصالحها، في بلد ليس من المفترض فيه أن يعرف أحد، أي شيء، عن حرم الرئيس أحمدي نجاد.

لقد دعا السيد موسوي زوجته لمخاطبة الحشود، والسيدة راهنفارد لم تخيـّب الآمال، فقد واءمت بين نقد لاذع للرئيس الحالي، ودعوات شعبية ملحـّة لمنح المرأة مزيداً من الحقوق ووضع حد للاضطهاد السياسي.

ولاحظ المراقبون، على درجة كبيرة من الاهتمام، بأنه لم يتم زجرها من قبل الكهنوت الديني الإيراني رغم تصريحاتها العلنية الناقدة. وفي الحقيقة فإن السيد أحمدي نجاد كان قد تعرض لتوبيخ علني من قبل المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي، حين زعم في خضم مناظرة تلفزيونية بأن مؤهلاتها الثقافية كانت مزيفة. وكان رد فعل الدكتورة راهنفارد هو تهديدها بمقاضاته. وكان الرئيس الإيراني قد توقف لفترة عن توجيه مثل هذه التهجمات الشخصية، ولكنه ما لبث أن عاد ثانية، إثر تعرضه لوابل من النقد اللاذع من رد فعل شعبي مضاعف. واتهم خصومه في آخر تجمع لإعادة انتخابه جرى بالأمس، باستخدام أساليب لأنماط هتلرية قذرة. وقال: إنَّ quot;هذه الإهانات والتهم الموجهة ضد الحكومة ما هي إلا عودة إلى نهج هتلر في اعتماد تكرار الكذب والتهم، حتى يصدقها الناس. فلا حق لأحد بتوجيه إهانة للرئيس لكنهم فعلوا ذلك. ومن يفعل ذلك بحق، الرئيس يجب أن يعاقب، وعقوبته هي السجنquot;.

وكانت الدكتورة راهنفارد، وهي أم لثلاثة أبناء، قد اتجهت نحو النحت والرسم وذلك بعد أن تم طردها من وظيفتها كعميدة لجامعة الزهراء في طهران منذ ثلاث سنوات خلت.

زهراء راهنفارد تخاطب الجماهير في مهرجان انتخابيّ في التاسع من الجاري. رويترز

وهي ليست المرأة الأولى التي تلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية الإيرانية. فلقد شغلت معصومة ابتكار منصب نائب رئيس في حكومة خاتمي، كما فازت شيرين عبادي، وهي محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان، بجائزة نوبل للسلام في العام 2003. لكن أن تلعب الزوجة دوراً بارزاً وقيادياً في انتخابات فهي بدعة جديدة تماماً.

quot;إن هذا شيئاً جديداً، فلم يحدث من قبل أن لعبت الزوجة هذا الدور. وهو ما يبعث برسالة تفيد بأن هذا المرشح هو إنسان متشعب الجوانب، ويخطط لتوظيف علاقاته المهنية والخاصة بطريقة عادية، ومن دون التوجه نحو الإفراط. وتصر الدكتورة راهنافارد بأن لاشيء ممكن أن يكون أكثر طبيعية من الشراكة الزوجية. فالرجال والنساء هم كجناحينquot;، والطير لا يمكنه الطيران بجناح واحد، أو بجناح مهيض. ولاشك بأن القضية في هذا quot;الطيرانquot; قد عادت بفائدة كبيرة على السيد موسوي، الذي لا يبدو المرشح الأكثر تأثيراً من بين المتحدثين، والذي اتهم باستخدام صورة الإصلاحي لإخفاء ماضيه المتشدد. وفي الحقيقة، فإن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغن كانت قد وصفته في الثمانينات بأحد مسامير الإرهاب الرئيسيةquot;، وذلك كما قالت بهروز سامادبيجي في الشؤون المعاصرة في طهران.

زهرة وصورة للزوج المرشّح . رويترز
في غضون ذلك، تحاول الدكتورة رهنافارد، جذب انتباه الجماهير، ومنهم الإناث، بشكل أخص. وتساءلت في أحد التجمعات: quot;لماذا لا توجد مرشحات للرئاسة، أو وزيرات في الوزارةquot;؟ لماذا لا يشمل الضمان ربات البيوتquot;؟ وتضيف: quot;إن التخلص من التمييز والمطالبة بحقوق متساوية هي الأولوية رقم واحد بالنسبة للنساء في إيرانquot;؟ وتتساءل أيضاً: quot;لماذا جامعاتنا غير مستقلةquot;؟
ولماذا يسجن طلبتنا لمجرد التعبير عن آرائهمquot;؟ لقد صفق المستمعون لها في جامعة تبريز، وهم في حال من النشوة.

وسرعان ما سيتحول هذا الحماس إلى أصوات ثمينة لصالح زوجها. وطبقاً لما قالته رويا مازوزاده، وهي شابة ستشارك في الانتخابات: quot; إن رهنفارد هي رمز لحقوق المرأة. نحن متعطشون للحرية، وهي تشجعنا للقيام بأفعال نحن بأمس الحاجة لها. سأصوت للسيد موسوي لأنه سيجلب التغيير لناquot;.

وأضافت مريم الفضالي، التي تعتقد بأن كونها امرأة لن يمنعها من أتباع رغبتها في ممارسة رياضة الجودو: quot;إن الموسوي يعامل زوجته على نحو طيب، وهذا أمر جد مهم بالنسبة لي، فأنا لم أر سابقاً سياسياً إيرانياً يمسك بيد زوجته على مرأى من الناسquot;. أما صافية بختيار، وهي كاتبة وعالمة اجتماع أميركية من أصل إيراني، فقد حذرت من أنه يتحتم على الدكتورة راهنفارد أن تنحو خطاً وسطاً بين الدفع باتجاه تحرير المرأة من جهة، وعدم المساس بالحساسيات الدينية، من جهة أخرى.quot; فهناك رجال أقوياء في مواقع مؤثرة يراقبون كل ما يحصل، وإن معاداتهم سيكون أمراً خطرًا جداًquot;.

وقد حرصت السيدة راهنفارد على تقديم نفسها كمؤمنة ملتزمة بالثورة الإسلامية، عبر تأليفها لكتب من قبيل quot;جمالية الحجابquot;، وأكدت مؤخراً: quot; أنا من المؤمنات بابنة النبي محمد، وهي التي تحمل اسمي نفسه. أنا لست ميشال أوباما، أنا زهراء راهنفاردquot;.

إعداد:نضال نعيسة