ما زالت العلاقات الهندية الباكستانية متوترة رغم مرور عام على هجمات بومباي، ولا آمل باستئناف قريب لمباحثات السلام المجمدة بين البلدين.

نيودلهي: ادت الهجمات التي وقعت في مدينة بومباي الهندية العام الماضي الى تجميد عملية السلام الواعدة بين الهند وباكستان، وادخلت العلاقات بينهما في طريق مسدود ولا يبدو اي من الطرفين اليوم قادرا على استئناف الحوار. وخاض البلدان منذ تاسيسهما في 1947 ثلاث حروب في 61 عاما قبل ان يطلقا في كانون الثاني/يناير 2004 عملية سلام تركزت على قضية كشمير المقسمة منذ 1949 بين الطرفين والتي تشكل نقطة الخلاف الاساسية.

غير ان نيودلهي جمدت محادثات السلام بعد الهجوم الدموي الذي استهدف مواقع عدة في بومباي العاصمة الاقتصادية للهند اواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2008 موقعا 166 قتيلا واكثر من 300 جريح. وتتهم الهند اجهزة الاستخبارات الباكستانية بتشجيع هذه الهجمات المنسوبة الى جماعة عسكر طيبة، احدى الفصائل الباكستانية الاسلامية المتشددة التي تقاتل ضد quot;الاحتلالquot; الهندي لكشمير وquot;الاضطهادquot; الذي يستهدف 150 مليون مسلما في الهند.

وبحسب اوداي بسكر مدير مؤسسة ماريتيم ناشيونال غير السياسية في نيودلهي فان هجمات بومباي quot;كسرت الهدوء النسبيquot; بين البلدين. وقال quot;كان التقدم بطيئا ربما، لكن كان هناك التزام بين الطرفين واصبح مفقودا الانquot;. واكدت الهند رفضها العودة الى المفاوضات قبل ان تتحرك باكستان ضد منفذي هذه الهجمات وتحد من حركة المتشددين الاسلاميين على ارضها.

ولم يؤد البرود الدبلوماسي بين البلدين منذ quot;11 ايلول/سبتمبر الهنديquot; على حد تعبير وسائل الاعلام الهندية، الى اثارة المخاوف من اندلاع حرب quot;الشقيقين العدوينquot; على غرار ما حدث في الاعوام الماضية، اذ خاض البلدان في 2002 مواجهات محدودة كادت ان تتطور الى حرب نووية بينهما بعد الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي

في 13 كانون الاول/ديسمبر 2001 ونسب الى جماعة عسكر طيبة. وجرت لقاءات متكررة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بين مسؤولين كبار من الطرفين على هامش مؤتمرات اقليمية، من دون ان يسفر ذلك عن احراز تقدم ملموس في تطبيع العلاقات.

وتعتبر باكستان انها قامت بما في وسعها القيام به، غير ان الهند تصر على المزيد. وادى الضغط الدولي على اسلام اباد الى اعترافها هذا العام بان المجموعة التي نفذت الهجوم انطلقت من مرفا كراتشي جنوب باكستان.

واعتبرت الهند ان بدء محاكمة سبعة من اعضاء عسكر طيبة امام محكمة باكستانية انتصار لها، الا ان البطء في الاجراءات القضائية واصرار وزير الداخلية الباكستاني عبد الرحمن ملك على ضرورة استكمال المعلومات حول المشتبه بهم اديا الى شعور بالاحباط لدى نيودلهي.

وقال وزير الداخلية الهندي شيدامبرم مؤخرا quot;لسبب ما لا ترغب باكستان بالذهاب في التحقيق ابعد من ذلكquot;. ويعتبر البعض ان احد الاحتمالات المطروحة للخروج من المازق قد يكون في فتح مفاوضات سرية سبق ان اثبتت فعاليتها وتحديدا في الانسحاب التدريجي لقوات البلدين على الحدود في كشمير.

ويؤكد وزير الخارجية الهندي الاسبق لاليت مانسينغ على ضروة احياء هذا المسار.