نيويورك: قال سفير السودان لدى الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم انه حان الوقت لقوات حفظ السلام الدولية كي تستعد لمغادرة دارفور معبرا بذلك عن رفض بلاده لتقييم متشائم قدمته المنظمة الدولية للوضع في الاقليم الذي يمزقه الصراع في غرب السودان.

وانتقد عبد الحليم احدث تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشان دارفور والذي يقول ان الخرطوم خرقت اتفاقا بشأن نشر قوات حفظ السلام.

وقال quot;حقيقة واحدة كبرى يجب ان تكون محور التقرير.. وهي ان الحرب انتهت...وبينما يلوح السلام في الافق فانه يجب على الامم المتحدة ان تخطط استراتيجية للخروج بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي والحكومة السودانية.quot;

وواجهت بعثة الامم المتحدة في دارفور -المعروفة باسم يوناميد- مصاعب كثيرة. فعلى مدار عامين تقريبا واجه قادة البعثة تأجيلات بيروقراطية وعقبات اخرى في نشر قوات حفظ السلام التي اقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة وعددها 26 ألف جندي.

ويقول تقرير كي مون الجديد انه يوجد قرابة 20 ألفا من قوات الجيش والشرطة منتشرين في دارفور حيث توجد ما يصفها مسؤولو الامم المتحدة باحدى اسوأ الازمات الانسانية في العالم.

كما يتهم التقرير السودان بمضايقة افراد يوناميد وتقييد حركتهم في خرق لاتفاق مع الخرطوم بخصوص نشرهم.

وقال كي مون في التقرير quot;الوقائع المتكررة لقيام مسؤولي الحكومة بمنع الوصول الى دوريات يوناميد هي انتهاك مباشر لاتفاق وضع القوات الموقع مع حكومة السودان واعاقة خطيرة لقدرة البعثة على تنفيذ تفويضها.quot;

وتشمل المضايقات تأجيلات بيروقراطية وطلقات تحذيرية على يوناميد وتوجيه اسلحة نحو مواكبها وتحليق طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوداني على ارتفاع منخفض فوق يوناميد quot;بطريقة تنطوي على تهديدquot;.

وبدأ الصراع في دارفور في 2003 عندما ثار المتمردون واغلبهم من غير العرب بعد اتهامهم الخرطوم باهمال دارفور. وشردت حملة لمكافحة التمرد اكثر من مليوني شخص من ديارهم. وتقول الامم المتحدة ان 300 ألف شخص لقوا حتفهم لكن الخرطوم ترفض ذلك الرقم.

وقال عبد الحليم ان جهود الامم المتحدة يجب ان تركز على ضمان ان تنجح محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين.

ويتناقض تقييم كي مون بشدة مع تقييم بعض مسؤولي يوناميد الذين اشاروا اخيرا الى انه لم تعد هناك حرب في دارفور.غير ان يوناميد قالت بعد شهرين ان القوات الحكومية السودانية وقوات المتمردين تحتشدان في دارفور مما يزيد المخاوف من اندلاع عنف جديد.