أعلن وزير الخارجية الروسي الجمعة أن المفاوضات مع واشنطن بشأن معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي بديلة عن معاهدة ستارت quot;شارفت على الانتهاءquot;. وتنتهي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية السبت من دون أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق بديل لها، على الرغم من إرادة البلدين العمل، من خلال هذا الملف، على تعزيز علاقاتهما في عهد ما بعد جورج بوش. ويفترض أن يرمز توقيع إتفاق جديد حول نزع الأسلحة إلى انتعاش العلاقات الثنائية التي كانت قد تدهورت بشكل كبير في الأشهر الاخيرة من عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وتأمل واشنطن التوصل إلى مشروع إتفاق قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول.

موسكو: أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة ان المفاوضات مع واشنطن بشان معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي بديلة عن معاهدة ستارت التي ينتهي سريانها السبت، quot;شارفت على الانتهاءquot;، لكن الطرفين لن يتوصلا الى اتفاق قبل السبت كما قالت وسائل الاعلام الروسية. واوضحت الوزارة في بيان quot;ان الجهود المكثفة من اجل توقيع اتفاق ثنائي لعمليات الخفض والحد الجديدة للاسلحة الاستراتيجية الملزمة قانونيا، شارفت على الانتهاءquot;.

غير ان مصدراً في الوزارة قال لوكالات الانباء الروسية ان الوفدين الذين يتفاوضان منذ ستة اشهر في جنيف، سيمددان مشاوراتهما الى ما بعد الخامس من كانون الاول/ديسمبر وهو التاريخ الذي ينتهي فيه سريان اتفاقية ستارت 1 للحد من الاسلحة الاستراتيجية الموقعة في 1991. واوضح المصدر ان quot;الجولة الثامنة من المفاوضات الروسية الاميركية حول ستارت ستتواصل في الخامس من كانون الاول/ديسمبر. وليس مستبعدا ان تمتد لبضعة ايام اضافيةquot;.

ومن المقرر ان يلتقي مساعد وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف الاثنين نظيرته الاميركية الين توشر في quot;اجتماع عمل حول مراقبة التسلح والامن الدوليquot;، بحسب المصدر ذاته.
وكان الرئيسان الروسي دميتري مدفيديف والاميركي باراك اوباما كلفا وفديهما التوصل الى اتفاق جديد بحلول الخامس من كانون الاول/ديسمبر موعد انتهاء سريان معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت1). لكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي قال الاثنين انه سيكون من الصعب التوصل الى اتفاق قبل التاريخ المحدد.

وقال كيلي ان بلاده quot;تامل في التوصل الى اتفاق قبل اخر كانون الاول/ديسمبرquot;. وفي انتظار ذلك يجري السعي للتوصل الى اتفاق مؤقت مع روسيا للعمل به ما بين انتهاء سريان ستارت 1 وبدء سريان الاتفاق الجديد.

وكان البلدان عبرا عن تفاؤلهما بعد القمة التي جمعت مدفيديف واوباما في تموز/يوليو في موسكو، والتي تمحورت حول هدفين، تخفيض الرؤوس النووية ما بين 1500 الى 1675 راسا، وتخفيض منصات الصواريخ النووية ما بين 500 الى 1100 منصة. وسيشير توقيع الاتفاق الى استعادة البلدين علاقاتهما التي تدهورت بشكل واضح في الاشهر الاخيرة من ولاية الرئيس جورج بوش.

من جانبه ألمحالمتحدث باسم الخارجية الاميركية يان كيلي الاثنين إلى أنَّه سيكون من الصعب التوصل الى تسوية قبل انقضاء فترة سريان المعاهدة على الرغم من أنَّ المفاوضين quot;يبذلون جهودًا كبيرةquot; منذ اكثر من ستة اشهر في جنيف. وقال كيلي ان واشنطن quot;تأمل في التوصل الى مشروع اتفاق قبل نهاية كانون الاول/ديسمبرquot;. وبانتظار ذلك يبحثون عن حل مع الروس بهدف مواصلة تأمين اهم عمليات المراقبة والتثبت في الفترة بين انقضاء العمل بستارت1 وبدء العمل بالمعاهدة الجديدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية quot;بالطبع الآجال مهمة ولكن الاهم هو التوصل الى معاهدة جيدة يمكن للطرفين توقيعهاquot;. وابدى الجانبان تفاؤلاً منذ لقاء القمة بين اوباما ومدفيديف في تموز/يوليو بموسكو. وكان حينها قد تم تحديد هدفين اثنين هما خفض الرؤوس النووية بما بين 1500 الى 1675 راسا (مقابل 2200 كحد اقصى في معاهدة ستارت) وبما بين 500 و1100 عدد الناقلات (صواريخ عابرة للقارات وغواصات وقاذفات استراتيجية).

ويفترض ان يرمز توقيع اتفاق جديد حول نزع الاسلحة الى انتعاش العلاقات الثنائية التي كانت تدهورت بشكل كبير في الاشهر الاخيرة من عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. بيد ان المفاوضات جاءت اصعب مما كان متوقعًا لأن quot;المشاكل عديدة ومواقف الطرفين متباعدة جدًّاquot; بحسب الخبير الروسي الكسندر كونوفالوف رئيس معهد التقويم الاستراتيجي.

وتعرض الولايات المتحدة مثلا quot;الابقاء وحتى زيادة الرقابة على الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات مثل توبولquot; الامر الذي تعارضه موسكو لأن واشنطن لا تملك صواريخ عابرة للقارات متنقلة جو-جو، على ما اوردت في الاونة الاخيرة صحيفة كومرسانت نقلاً عن مصدر قريب من المفاوضات.

ويرى المحلل الروسي بافل فلغنهوير المتخصص في قضايا الدفاع ان quot;موسكو تعتقد ان اوباما يسعى الى توقيع الاتفاق قبل تسلم جائزة نوبل للسلام في 10 كانون الاول/ديسمبر وتأمل في الحصول على تنازلاتquot;. ويضيف quot;لكن ادارة اوباما لا يمكنها تقديم تنازلات كبيرة لروسيا لان ذلك ستكون له عواقب سياسية جدية على الرئيس الاميركيquot;.

واجمالاً quot;فإنَّ لدى روسيا مآخذ اكثر لأن مخاوفها اكبرquot; كما اوضح كونوفالوف مشيرًا الى ان روسيا quot;متأخرة مقارنة باميركا في مستوى التكنولوجيا والكم. والقدرات الاستراتيجية الاميركية اكثر تنوعًا وتعقيدًاquot;، بحسب هذا المحلل المستقل.

ويرى فلغنهوير ان quot;الاتفاق لم يعد بالاهمية التي كان عليها ابان الحرب الباردة حين كان هناك سباق للتسلحquot;. وقال quot;اليوم اصبحت قضايا مثل ايران وافغانستان اشد الحاحا من الاسلحة النوويةquot;. وعلاوة على ذلك quot;هناك اعتراضات مهمة على توقيع اتفاق جديد سواء من الجانب الروسي او الاميركيquot;، بحسب كونوفالوف. ولذلك يرى فلغنهوير ان المفاوضات يمكن ان تمتد quot;اشهرًاquot; اخرى.

من جانبه، قال ألكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي لدى معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، خلال فعالية جسر تلفزيوني بين موسكو- واشنطن إن quot;المعاهدة الجديدة لن توقع يوم السبت، ولكن لا يستبعد أن يتم التوقيع عليها في الأسابيع القليلة المقبلة بعد الخامس من ديسمبر، بل ومن المحتمل أن يحصل ذلك قبل منتصف هذا الشهر، إذ إنَّ الفرصة ما زالت سانحةquot;.

وجاء في كلمة أرباتوف، أنه quot;لا داعي لتهويل الوضع، لأن المأساة الحقيقية، أو بقول أخف الضربة القوية، ستنزل فقط في حال عدم توقيع المعاهدة قبل حلول شهر أيار/مايو من العام القادمquot;. وأوضح أنه في شهر أيار/مايو القادم سيعقد مؤتمر دولي خاص لمراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وكانت روسيا والولايات المتحدة قد وعدتا الدول النووية الأخرى والمجتمع الدولي كله بإبرام المعاهدة الجديدة حول مواصلة خفض ترسانتيهما الإستراتيجيتين النوويتين قبل هذا الموعدquot;.