أعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي عن تفاؤلها بالتوصل الجمعة إلى وعد بمساعدة أوروبية كبيرة للدول الفقيرة لمواجهة الاحتباس الحراري، وذلك على الرغم من عدم التوصل الى اتفاق مساء الخميس في بروكسل، ومع اقتراب موعد النقاشات الوزارية المنتظرة في كوبنهاغن تتركز مسألة تمويل مكافحة ظاهرة التغير المناخي والتأقلم معها في صلب المباحثات التي تجري على كافة الصعد استعدادًا لما ستحمله القمة الختامية لمؤتمر المناخ من تغير ايجابي ينتظره العالم من أجل انقاذ حياة ملايين البشر.

بروكسل، وكالات: قال رئيس الوزراء السويدي فريديريك رينفلدت للصحافيين في ختام اليوم الاول من قمة القادة الاوروبيين المخصصة لهذه المسألة quot;نعتقد انه سيكون هناك اليوم الجمعة رقم افضل من الذي توصلنا إليه مساء الخميسquot;. واوضح ان مستشاري رؤساء الدول والحكومات في الدول ال27 بالاتحاد الاوروبي سوف يعملون طيلة الليل في محاولة للتوصل صباح الجمعة الى اتفاق نهائي. وأكد هذا التفاؤل عدد كبير من الوفود.

واوضحت الرئاسة الفرنسية هكذا ان الهدف الاوروبي هو التوصل الى مساعدة فورية بحوالى ملياري يورو سنويا على ثلاث سنوات (2010، 2011، 2012)، اي ان رقما من حوالى ستة مليارات يورو اصبح في متناول اليد. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية فضل عدم الكشف عن هويته quot;هناك شبه اجماع على ايجاد التمويلquot; من اجل الدول النامية.

واضاف ان quot;17 بلدا (من دول الاتحاد الاوروبي ال27) اعلنوا ارقامهمquot; في اجتماع مغلق عقد مساء الخميس موضحا ان فرنسا ستكشف عن نواياها علنا الجمعة. واوضح quot;من اصل 2,2 مليار (يورو) منتظرة من الاتحاد الاوروبي (سنويًا) وصلنا تقريبًا الى 1,8 مليارquot; يورو. وقال ايضا quot;انها معركة ولكن الامور تتقدمquot;. ولم تقدم المانيا اي رقم مساء الخميس وقد تكشف عن مساهمتها الجمعة في اليوم الاخير من قمة الاتحاد الاوروبي.

المساعدات المالية في صلب المناقشات

وتتركز مسألة تمويل مكافحة ظاهرة التغير المناخي والتأقلم معها في صلب النقاشات الدائرة في كوبنهاغن مع اقتراب موعد النقاشات الوزارية المنتظر ان تبدأ خلال عطلة نهاية الاسبوع تمهيدا لوصول رؤساء الدول والحكومات.

واكد اكثر من مئة من قادة العالم بمن فيهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تسلم الخميس جائزة نوبل للسلام في اوسلو، مشاركتهم في القمة المقررة في 18 كانون الاول/ديسمبر حيث يفترض ان يتم التوصل الى اتفاق جديد حول البيئة. واعلن الكرملين صباح الخميس ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف سيتوجه الى العاصمة الدنماركية.

وفي تصريحات متبادلة، يدور جدل بين الصين والولايات المتحدة بشان مسؤولية وواجبات كل منهما في موضوع التغيرات المناخية. وبعد ادائها دور الناطق باسم البلدان النامية، ذكرت الصين بقوة بان المساعدة المالية الضرورية للدول النامية تعتبر quot;مسؤولية تاريخيةquot;. واعلن يو كينغتاي الممثل الخاص لوزارة الخارجية الصينية في مجال البيئة ان quot;تامين الدول المصنعة مساعدة مالية للدول النامية ليس من باب الصدقة او احسان الاثرياءquot;.

من جانبه، اعلن الموفد الاميركي الخاص لمؤتمر المناخ تود شتيرن انه يرفض اي فكرة quot;تعويضquot;. وقال quot;نعترف تماما بدورنا التاريخي في تلوث الفضاء، لكنني ارفض قطعا اي فكرة ذنب او تعويضquot;. واعلن كبير المفاوضين الاميركيين جوناثان برشينغ الخميس لفرانس برس ان المساعدة المالية للصين ليست quot;اولويةquot; مقارنة بحاجات quot;الدول الاكثر فقرا والاكثر تضرراquot;. وظهرت انقسامات بين الدول النامية الاربعاء عندما اقترح ارخبيل تافولو في بولينيسيا اهدافا ملزمة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة من جانب كبرى الدول الناشئة مثل الهند والصين.

وبينما يحتكر الصينيون والاميركيون النقاش في كوبنهاغن، يحاول قادة الاتحاد الاوروبي اعتبارا من مساء الخميس في بروكسل استعادة المبادرة في المفاوضات عبر منح مساعدة فورية قيمتها ستة مليارات يورو (عشرة مليارات دولار) للدول الفقيرة.

وصرح سفير البيئة البرازيلي سرجيو سيرا لفرانس برس quot;اننا قلقون جداquot; مضيفا ان quot;تلك الارقام على المدى القصير مرحب بها لكنها غير كافية تمامًا، ان كل الدول النامية تنتظر التزامات بحلول 2020quot;. وقال ملخصًا quot;لا اتفاق بلا اموالquot;. واعلن وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو الخميس في باريس ان الرئيس نيكولا ساركوزي يريد الوصول quot;في اقرب وقتquot; الى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنحو 30% على الصعيد الاوروبي.

وفي موقف مشترك تم اتخاذه في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في بكين وافيد عنه جزئيًا ونشرته بشكل كامل صحيفة +لوموند+ الفرنسية الخميس، تطلب الهند والصين والبرازيل وجنوب افريقيا من الدول المصنعة خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بنسبة 40% بحلول 2020.

واعتبرت وزيرة البيئة الاسترالية بيني وونغ ان مناقشات كوبنهاغن شهدت quot;انطلاقة صعبةquot; وquot;اذا اردنا ان تنجح فعلينا الابتعاد عن الخطب التي تحمل الاخرين المسؤولية او الاشارة بالبنان الى هذا او ذاكquot;. وارتدى مئات الشبان الخميس في اروقة بيلا سنتر الذي يستضيف اكثر من 15 الف مندوب من العالم اجمع، قمصانا برتقالية كتب عليها quot;كم سيكون عمرك سنة 2020؟quot; مخاطبين بذلك المسنين الذين قد لا يأخذون التغيرات المناخية على محمل الجد.

ساركوزي يريد خفض انبعاثات غازات الدفيئة

بدوره اعلن وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو الخميس ان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي سيشارك في قمة كوبنهاغن الاسبوع المقبل يريد الوصول quot;في اقرب وقتquot; الى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنحو 30% على الصعيد الاوروبي. واعلن ساركوزي ذلك خلال لقاء في قصر الاليزيه مع منظمات غير حكومية تدعو الى مكافحة التغيرات المناخية.

واكد جان لوي بورلو ان quot;الرئيس شرح مجددا ان فرنسا في الطليعة لجهة اكبر الالتزامات الاوروبية الممكنة وهي المضي نحو 30% في اقرب وقتquot;. من جهة اخرى، اعلن ارنو غوسمنان الناطق باسم quot;فرانس ناتور انفيرونمانquot; (فرنسا الطبيعة والبيئة) وهي احدى المنظمات غير الحكومية التي حضرت الاجتماع ان نيكولا ساركوزي quot;يامل ان تلتزم اوروباquot; هذا الهدف بحلول 2020 والولايات المتحدة quot;بحلول 2030quot;. وافاد مسؤول اخر في المنظمة العالمية للطبيعة ان الرئيس الفرنسي اكد ايضا انه quot;سيسعى بقوةquot; من اجل انشاء منظمة عالمية للبيئة تكلف خصوصا مراقبة تنفيذ ما تقرره قمة كوبنهاغن.