وقعت سوريا وفرنسا عدداً من الإتفاقات ومذكرات التفاهم شملت مجالات النقل والإتصالات والإقتصاد في ختام زيارة وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسية لدمشق.

دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الاسد انه من المهم جدا ان تستفيد سوريا وفرنسا من علاقاتهما السياسية الجيدة في توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والثقافي. وقال بيان رئاسي سوري ان التأكيد جاء خلال لقاء الرئيس الاسد اليوم مع وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسية كريستين لاغارد.

وقال البيان ان الرئيس الاسد اشار خلال اللقاء الى وجود ترابط وثيق بين السياسة والاقتصاد والثقافة داعيا الى وضع رؤية استراتيجية بعيدة المدى للتعاون الاقتصادي بين البلدين على ان يتمتع ببعد اقليمي بما يعود بالمنفعة على الجميع.

واضاف البيان quot;لقد تمحور لقاء الرئيس الاسد مع لاغارد حول علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين سوريا وفرنسا ولا سيما في المجال الاقتصادي وسبل تطوير وتوسيع آفاق التعاون الثنائي وخصوصا في مجالات الطاقة والبنى التحتية والنقل والاستثمار وتبادل الخبرات والتعاون بين الادارات المختلفة في البلدين كما جرى استعراض بعض الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ستوقع بين سوريا وفرنسا في المجال الاقتصادي خلال زيارة لاغاردquot;. ولفتت لاغارد حسب البيان الى أن فرنسا تولي اهتماما كبيرا لتوطيد التعاون في شتى الميادين مع دول المنطقة وخصوصا مع سوريا التي تعتبر شريكا أساسيا في هذا التعاون.

ووقعت سوريا وفرنسا الخميس عددا من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في ختام زيارة وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسية الى سوريا. وحضر جلسة التوقيع نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري. وكانت لاغارد قد التقت صباح اليوم الاسد ورئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري.

واكد الجانبان نيتهما تجسيد الدينامية الجديدة للعلاقات السورية الفرنسية عبر تعاون عميق حول مشروع رمزية مترو دمشق، حيث اكد الجانب السوري على ارادته بالعمل مع فرنسا على انها الشريك المميز في هذا المشروع.

وتعهد الجانب الفرنسي عبر التوقيع على اعلان نوايا مشترك بين سوريا وفرنسا باستكمال هذا المشروع من خلال ايجاد التمويلات (الوكالة الفرنسية للتنمية وصندوق الدول الناشئة) التي يمكن ان تصل حتى 250 مليون يورو. واعتبر الدردري quot;ان العلاقات السورية الفرنسية المبنية على الاحترام تسهم بتاسيس مستقبل الامن والسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة وفي حوض البحر الابيض المتوسطquot;. واضاف quot;ان سوريا قامت باصلاحات هيكلية واسعة الا ان ابراز الامكانات الكامنة في الاقتصاد السوري يتطلب استثمارات في البنية التحتية واحداث تغيير جذري في ادارة المؤسسات واسلوب العملquot;

ومن جهتها قالت لاغارد في مؤتمر صحافي جمعها مع الدردري عقب توقيع الاتفاقات quot;ان هذه الزيارة تندرج ضمن الرغبة في تعميق العلاقة بين سوريا وفرنسا لانهما تريدان استدراك الوقت الضائعquot; في اشارة الى فترة البرود التي سادت العلاقات السورية الفرنسية. واضافت quot;ان الرئيس الاسد شجعنا اليوم على تطوير اطر جديدة لهذه العلاقةquot; مؤكدة بان الجانبين سيعملان quot;على تذليل المعوقات التي تعترض مسار هذه العلاقة مستقبلاquot;

واشارت لاغارد التي يرافقها وفد كبير يضم نحو 40 شخصا من رجال الاعمال ومدراء الشركات الى الاتفاقات التي ابرمت مع سوريا خلال 18 شهرا الماضية المتعلقة بتجنب الازدواج الضريبي والتعاون الاداري بين البلدين والى افتتاح مكتب لوكالة التنمية الفرنسية في دمشق.

وفي رد حول العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا اجابت quot;ان فرنسا لها سياسة اقتصادية مستقلة في كل المجالات بما فيها صناعة المعدات الجوية وستحاول بكل جهدها التوصل الى حلول مرضية بالنسبة للحكومة السورية والفرنسيةquot;. وعبرت عن سرورها بتجديد مذكرة التفاهم التي تربط بين مؤسسة الطيران السورية وشركة ايرباص التي كان من المقرر ان ينتهي العمل بها في نهاية عام 2009.

كما اعتبرت ان لا علاقة تربط بين العلاقات الثنائية واتفاق الشراكة مشيرة الى ان quot;موضوع امكانية تحقيق اتفاق الشراكة تم طرحه مع رئيس الوزراء السوري بما يحقق مصلحة الطرفينquot;. وتضمنت الاتفاقيات اتفاقا للتعاون المشترك بين هيئة المواصفات والمقاييس السورية وهيئة المواصفات الفرنسية يتعلق بتقديم التعاون بين الجانبين في مجالات التقييس وتقييم المطابقة وتبادل المعلومات والخبراء.

كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين غرفة الملاحة البحرية السورية واتحاد النقل البحري والنهري في مرسيليا (جنوب فرنسا) تقضي بتطوير التبادلات التجارية وتقييم المنفعة التي يمكن ان تعود بها تقنية المعلومات على اداء تدفق للبضائع وتبادلاتها بين المرافئ.

وشمل التوقيع ايضا اتفاق بين المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية وشركة النقل العامة الفرنسية بشان تحديد شروط وطرق دراسة تحسين الربط السككي بين المرافئ السورية والنقطة الحدودية مع العراق في البوكمال.

وتم التوقيع ايضا على اعلان نوايا لدعم اعداد قانون اطاري خاص بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص بهدف تحديث البنى التحتية العامة في سوريا من خلال ارساء اطار قانوني ومؤسساتي يسمح بتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص . كما تم بالتوازي مع زيارة لاغارد افتتاح جلسة العمل الثانية لمجلس الاعمال السوري الفرنسي الذي اسس برغبة رئاسية وانطلق في 12 ايار/مايو 2009.

وحضر جلسة الافتتاح وزير الخارجية الفرنسي الاسبق ورئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية ايرفيه دو شاريت ورئيس مجلس الاعمال السوري الفرنسي عن الجانب السوري بسام غراوي تم خلاله مناقشة خطة العمل لمجلس الاعمال السوري الفرنسي لعام 2010.